14 عاما مضت على استشهاد رامي غرة، ولم يندمل الجرح في بيت ذوي الشهيد، فما زالت للدموع حكاية لم تنته، وما زالت تتساقط لتروي قصة ألمها وجراحها، وما أشبه حال عائلة الحاج حاتم غرة بالأمس يوم ودع ابنه الشهيد رامي. الوجوه ما زالت شاحبة، وصوره تملأ المكان لتؤكد عائلة الشهيد أن القضية خالدة في نفوسهم مهما طال الزمان.

تخوف ورهبة من الاقتراب من عائلة الشهيد!

ورغم المصاب الجلل، إلا أن هناك بعض ضعفاء النفوس الذين سولت لهم أنفسهم أن يختلقوا الحجج والأعذار ليبتعدوا عن عائلة الشهيد رامي غرة 'لوضعها الحساس' التي وضعت فيه بعد استشهاد ابنها!

وعلى عكس المتوقع أكد الحاج حاتم غرة والد الشهيد حاتم غرة أن 'هناك من يحاول أن يبتعد عنا وعن أبنائنا بذريعة تجنب المشاكل أو إثارة الشبهات، فقد عانت ابنتي مرارا وتكرارا خلال فترة تعليمها في الأردن من ابتعاد صديقاتها عنها، وذلك بعد أن أجري معها العديد من التحقيقات على أيدي الشاباك! فبدل أن يكونوا عونا وسندا لها فقد تخلوا عنها! فهل هكذا يكافأ أهالي الشهيد؟! أليس بشهيد القدس والأقصى؟! الم يضحّ بروحه فداء للقدس والأقصى؟!'

'أخرج ملابسه يوميا أغسلها وأكويها وأنتظر عودته إلى أحضاني'

لم تخف والدة الشهيد رامي حزنها وألمها، فقد أبت دموعها إلا أن تخونها وتجد مخرجها من عينيها التي لم تجف بعد، فقالت: 'لقد استشهد ابني وهذا فخر لنا، ونسأل الله أن يتقبله من الشهداء وأن يرزقه ما وعده، ولكن أبقى أما، كيف لا وأنا أرى أبناء جيله قد تزوجوا الواحد تلو الآخر، ولكن ما يعينني على تحملي هذا الهم هو أن ابني سيكون عريسا في الجنة إن شاء الله، وسيكون في منزلة الأنبياء والصديقين'.

وتابعت: 'كيف أنساه وكان قد ملأ البيت فرحا ومرحا؟ كيف أنساه عندما كان يناديني كلما دخل البيت ويقبل يدي؟ كيف أنساه وهو من ضحى بروحه فداء للقدس والأقصى؟ فذكراه باقية في قلوبنا مهما طال الزمان'.

وأضافت: 'كل يوم أخرج ملابسه وأغسلها  أكويها، وأنتظر عودته إلى أحضاني حتى اليوم'.

'لا يشعر بالألم إلا ذوو الشهداء فقط!'

ويتضح أن التقصير في توعية الأجيال الشابة بقضايا الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها ذكرى استشهاد 13 شابا عربيا من الداخل الفلسطيني كان لها وقع كبير على نفوس عائلة الشهيد رامي غرة، حيث عبرت والدة الشهيد عن غضبها وألمها قائلة: 'الألم هو ألمنا نحن فقط، فلا أحد يشاركنا هذا الحزن وهذا الألم، كنت أخشى أن تصبح ذكرى الشهداء شخصية لذويهم، وها نحن نقترب إلى هذا بالفعل، فالأجيال الشابة لا تعرف شيئا عن هبة القدس والأقصى، ولا تعرف شيئا عنما حدث'.

'لسان حالهم يقول لما هذا النصب!'

وقاطعها الحاج حاتم غرة قائلا: 'لقد قمت شخصيا ببناء نصب تذكاري أمام دكاني ليرى الجميع ويتذكروا استشهاد ابني كل يوم، ولكن دائما ما أرى أعين الأجيال الشابة تنظر إلى النصب التذكاري ولسان حالها يقول لماذا هذا النصب؟ وماذا حدث حينها؟! يجب على الأحزاب والحركات السياسية والدينية أن تتحمل هذه المسؤولية'.

واختتم حديثه قائلا: 'نحن نرحب بكافة أعضاء وفد المتابعة الذين زارونا، والذين يحيون ذكرى هبة القدس والأقصى سنويا، ولكن يجب أن تكون هناك فعاليات على الاستمرار لإحياء ذكرى الشهداء، فجميع أبنائنا خرجوا تلبية لنداء لجنة المتابعة ولنداء الحق، وهذا أقل ما يمكننا تقديمه لشهداء ضحوا بأرواحهم لأجل القدس والأقصى'.