تعالت أصوات عوائل الأسرى داعية إلى تصعيد النضال الشعبي وإسناد الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام لليوم الـ38 على التوالي في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

جاء ذلك بعد أيام من الإضراب العام الذي شمل كل فلسطين التاريخية، الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والداخل والشتات الفلسطيني.

وتنادت قيادات وكوادر الحركة الوطنية في الداخل الفلسطيني إلى مناقشة سبل رفع سقف النضال والتعبئة الشعبية لإسناد إضراب الأسرى.

مستوى التفاعل الشعبي

وقالت زوجة الأسير وليد دقة، سناء سلامة، لـ'عرب 48' إن 'المطلوب هو رفع مستوى التفاعل الشعبي مع إضراب الأسرى وهو في مراحله الحرجة'.

وأضافت أنه 'من أجل إنجاح الإضراب يجب تنفيذ برنامج تفاعلي منذ اليوم الأول، فالتعامل مع الإضراب المفتوح عن الطعام الذي جاء ليضمن الكرامة والحياة الإنسانية ينبغي أن يكون مغايرا كليا، وهذا يحتاج إلى تعبئة عامة شعبيا، وإلا فإن الإضراب سيتواصل إلى ما شاء الله'.

وختمت زوجة الأسير دقة بالقول: 'نحن أمام حكومة مستوطنين متطرفة، تمارس محاولة قمع إضراب الأسرى. علينا الإدراك أننا أمام سياسة مغايرة، تنفذ سياسة فعلية على الأرض تتلخص بـ'الموت للأسرى'، ولذك علينا رفع سقف النضال للتصدي لحجم التطرف في الحكومة الإسرائيلية، وتحشيد الشارع وتعبئته، وصولا إلى تشويش الحياة المدنية، والذي يتسبب بتشويش العمل اليومي للشرطة والأذرع الأمنية، وهذا يقود إلى الضغط لمساندة الإضراب، وليس عبر خطوة معزولة عن الشارع لم تعط مقومات النجاح رغم أهمية ورمزية الإضراب'.

المتابعة وإعادة التفكير

وقال المدير الأكاديمي  لمركز مدى الكرمل، د. مهند مصطفى، لـ'عرب 48' إن 'الالتزام بالإضراب الذي أعلنت عنه لجنة المتابعة لم يكن بالمستوى المطلوب'.

وأوضح أنه 'ربما تحتاج المتابعة إلى إعادة التفكير بوتيرة إعلان الإضراب في كل عام. ومن جهة أخرى أتفهم قرار المتابعة بإعلان الإضراب، فليس كل إضراب يمكن التحضير له، خاصة إذا وقعت أحداثا طارئة قد تستدعي إعلان الإضراب أو يكون الإضراب أحد مطالب مركب من مركبات المتابعة فيكون التحضير له سريعا. أعتقد أن التحضير ليس بالضرورة ينجح الإضراب في كل الحالات. وأشدد أنه ليس بالضرورة، وذلك لا يعني التنازل عن التحضير له، ففي حالات كان الإضراب ناجحا رغم إعلانه قبل يوم أو يومين. يتعلق ذلك بالحدث، وشعور الناس به'.

وختم د. مصطفى بالقول إنه 'ربما لم توضح المتابعة أهمية إضراب الأسرى بما يكفي، وربما لم يكن حاجة للإضراب. ربما لا ترى الناس حاجة للإضراب وربما ترى التضامن بأساليب أخرى. الإضراب ليس وسيلة التضامن الجماعية الوحيدة، رغم موقفي أنه يجب الالتزام بكل قرار للمتابعة وبالذات في البلدات العربية'.

التعبئة الشعبية

وقال الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، د. إمطانس شحادة، لـ'عرب 48': 'نحن نعلم أننا في مرحلة إرهاق شعبي، وهناك حاجة كبيرة لرفع التعبئة الشعبية لأهمية قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال'.

وشدد على أنه 'هناك حاجة كبيرة لرفع سقف النضال الشعبي تضامنا مع الأسرى، ومع ذلك فإن الإضراب هو موقف سياسي هام، ورسالة هامة شعبيا ورسميا، رغم إدراكنا للحالة الشعبية غير المعدة للإضراب'.

وختم د. شحادة بالقول إنه 'علينا ألا ننسى أننا في أسبوع حافل بالنشاطات المساندة لإضراب الأسرى، وهذا يسهم في عملية التعبئة الشعبية خاصة في المراحل الحرجة من الإضراب'.

رسالة وحدة

وقال سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، منصور دهامشة، لـ'عرب 48': 'نحن أمام حكومة فاشية وهذا يتطلب جهدا شعبيا ونضالا يوميا للتصدي لهذه السياسة'.

وأضاف: 'أوجه شكرنا لشعبنا على الالتزام بالإضراب إسنادا للأسرى، رغم أن القرار لإعلانه جاء خلال وقت قصير جدا وشهد تجاوبا جماهيريا'.

وختم دهامشة بالقول إنه 'كان من الضروري تنفيذ الإضراب لإرسال رسالة وحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، ولذلك جاء قرار اتخاذ الإضراب بهذه السرعة، والتجاوب باعتقادي فاق التوقعات، والإضراب قدم الرسالة التي أريدت من ورائه فشعبنا لا يهدأ ولا يستقر بسبب سياسة الحكومة الإسرئيلية، وكل صبح ومساء هناك حدث جديد يحتاج إلى نضال جديد، وهو ما نفعله يوميا، اليوم سنعتصم أمام إدارة مصلحة السجون، وسنقوم غدا بزيارة للأسرى في المستشفيات، ثم بعد غد سنقيم صلاة الجمعة أمام سجون الاحتلال، نحن نعيش برنامجا نضاليا يوميا وسنستمر حتى تلبية مطالب الأسرى الإنسانية'.

اقرأ/ي أيضًا | الأسير عباس السيد: هبوا لنصرتنا ومساندتنا فنحن أمانة في أعناقكم

اقرأ/ي أيضًا | عميد الأسرى كريم يونس: لن نتراجع وسنمتنع عن شرب الماء والملح