نظمت "جمعية الثقافة العربية" و"المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية- مسارات" بمشاركة واسعة طغى عليها جيل الشباب والطلاب الجامعيين، ندوة سياسية بعنوان "ما بعد 'قانون القومية' الإسرائيلي: قضية فلسطين إلى أين؟" في قاعة كنيسة يوحنا المعمدان في حيفا، مساء أمس الثلاثاء.

وأدار الندوة الكاتب والباحث في الشؤون الإسرائيلية، أنطوان شلحت، وشارك فيها عن مركز "عدالة" القانوني، المحامية سوسن زهر، والنائب عن القائمة المشتركة، د. يوسف جبارين، ومدير مركز "مسارات" في رام الله، هاني المصري، ورئيس الهيئة الإداريّة لجمعيّة الثقافة العربيّة، د. محمود محارب.

وقدمت المحامية سوسن زهر محاضرة تحت عنوان "التشريعات الإسرائيلية الأخيرة وتأثيرها على حل الدولتين"، عددت فيها القوانين العنصرية التي سنتها الحكومة الإسرائيلية بدءا من قانون حظر لم الشمل للأسر الفلسطينية على جانبي الخط الأخضر، مرورا بقانون النكبة وقانون معاقبة من يؤيد مقاطعة إسرائيل وصولا إلى قانون القومية العنصري.

وأضافت أن "أخطر ما في هذا القانون أنه لم يضع حدودا لدولة إسرائيل وإنما يسميها أرض إسرائيل التاريخية وحق الشعب اليهودي في تقرير مصيره على هذه الأرض، واعتبار الاستيطان قيمة عليا، وهذا يعني نسف حق العودة للفلسطينيين وينهي حل الدولتين وينفي حق الفلسطينيين في تقرير المصير".

وأكدت المحامية زهر أن "مركز عدالة يعتزم تقديم التماس باسم لجنة المتابعة واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية لإلغاء هذا القانون، رغم الاحتمالات الضئيلة لصلاحية المحاكم بإلغاء قانون أساس أو قانون دستوري".

ومن جانبه، حلل النائب د. يوسف جبارين أبعاد "قانون القومية" في مداخلة تحت عنوان "الأبعاد السياسية والتحديات لقانون القومية"، وقال إن "القانون يعكس سياسة وإيديولوجية اليمين المتطرف، وجاء ليتوج فترة تشريعية خطيرة. وقد اهتم رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بتمرير القانون في الساعة الأخيرة من دورة الكنيست قبل خروجه إلى عطلة".

وأضاف أن "نتنياهو لم يكن ليقر هذا القانون لولا حصوله على ضوء أخضر من الإدارة الأميركية، التي تفرض واقعا جديدا في المنطقة تمهيدا لما يعرف بصفقة القرن".

ووصف جبارين القانون بأنه "استمرارية لوعد بلفور الذي تحدث بصيغة مشابهة عن حق تقرير المصير لليهود على أرضهم بينما تعامل مع سائر الشعوب على هذه الأرض على أنهم غير اليهود!".

وتحدث النائب عن المشتركة عن نوعين من التشريعات التي شهدها خلال فترته النيابية الأولى في الكنيست، وهما "النوع الأول، الضم مثل كلية أريئيل، والنوع الثاني، هو تشديد العقوبات واعتبار تهمة إلقاء الحجارة عملية إرهابية وأنها تشكل خطرا على الحياة وتصل عقوبتها إلى السجن 20 عاما".

وقدم رئيس الهيئة الإداريّة لجمعيّة الثقافة العربيّة، د. محمود محارب محاضرة بعنوان "السياسة الإسرائيلية الراهنة حيال قضية فلسطين والوضع الإقليمي".

ودعا د. محارب نواب القائمة المشتركة إلى "العمل على جعل إسرائيل تدفع ثمن هذا التشريع الذي يسمى 'قانون القومية' وذلك من خلال التوجه إلى اتحاد البرلمانيين الدولي وبرلمان الاتحاد الأوروبي وغيرها من البرلمانات والجهات الدولية من أجل اتخاذ خطوات وطرد الكنيست من هذه المحافل الدولية".

واستعرض محارب التاريخ العنصري لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وقال إنه "رضع العنصرية من والده وتشبّعها من جده"، وأكد أن "نتنياهو يكره سماع عبارة 'السلام مع الفلسطينيين' لأن السلام يتناقض مع إيديولوجيته، وهو يريد سلاما مع الدول العربية مع بقاء احتلاله لأرض فلسطين. واستطاع نتنياهو إيهام بعض الدول العربية بأن عدوهم الحقيقي هو إيران و'الإرهاب' وليس إسرائيل وقد نجح في ذلك إلى حد ما".

وفي مداخلته تحت عنوان "القضية الفلسطينية من أين وإلى أين"؟ دعا مدير مسارات، هاني المصري، إلى "سحب الاعتراف الفلسطيني بحق إسرائيل في الوجود، وذلك ردا على قانون القومية"، مؤكدا على أنه "لكل فعل يجب أن يكون رد فعل مساو له في القوة ومعاكس له في الاتجاه".

وعدد المصري الجوانب المضيئة والجوانب المظلمة في القضية الفلسطينية، قائلا إن "أهم الجوانب المضيئة فيها أنها قضية عادلة يتفاعل معها العالم بأسره، ومع كل عدوان على الفلسطينيين يخرج أكثر من 1200 مظاهرة مؤيدة للحق الفلسطيني في كل أنحاء العالم. أما الجانب الثاني المضيء فهو أن الشعب الفلسطيني هو شعب الجبّارين، شعب صامد ومقاوم، ورغم كل الخلافات وكل الانقسامات وكل الأخطاء من قبل القيادات فإن هذا الشعب مصمم على الحرية. وأمر ثالث يبعث على التفاؤل هو وجود 6.5 ملايين فلسطيني على أرضهم اليوم. أما الجوانب المظلمة فأهمها أنه لا توجد رؤية واحدة، ولا قيادة موحدة، ولا سلطة واحدة ولا مشروع واحد. وثانيا أن معدل أعمار قيادات السلطة الفلسطينية فوق الـ70 عاما، حيث أن جزء من الجيل الشاب وحتى متوسط العمر لم يعد يعرف الكثير عن المناسبات الوطنية ويوم الأرض وغيرها من المناسبات نظرا لعدم تجدد القيادة".

ودعا مدير مركز "مسارات" إلى "عدم الارتياح وعدم الوقوف جانبا والاكتفاء بأن السلطة الفلسطينية اتخذت قرارا بعدم التعاون مع الولايات المتحدة في تطبيق 'صفقة القرن' التي تطابق فعليا ومظاهرها بدت واضحة في 'إعلان القدس عاصمة لإسرائيل'، ووقف تقديم الدعم لمنظمة 'الاونروا'، وتقليص المساعدات والدعم للفلسطينيين إلا في جانب التنسيق الأمني".

وفي ختام الندوة، وجه عدد من الحضور أسئلة للمتحدثين الأربعة، تمحورت حول الجوانب القضائية لمحاربة القانون العنصري، وحول موقف النواب العرب من الاستقالة الجماعية التي وصفها النائب جبارين بأنها "غير مجدية".

 

اقرأ/ي أيضًا | القائمة المشتركة تطالب اتحاد البرلمانيين الدولي بمعاقبة إسرائيل

اقرأ/ي أيضًا | الاستقالة من الكنيست: القرار للأحزاب وليس للنواب