تواصل الجرافات التابعة لشركة 'عابر إسرائيل' تجريف أراضي قرية إبطن، قضاء حيفا، وذلك ضمن مخطط مواصلة شق شارع 'عابر إسرائيل' في مساره بمنطقة الجليل والشمال، حيث تمت مصادرة نحو 60 دونما بملكية خاصة للأهالي الذين فوجئوا بدخول الجرافات إلى أراضيهم وقلع أشجار الزيتون.

وأكد أصحاب الأراضي أن الجرافات وتحت حراسة الشرطة قامت باقتحام وتجريف الأرض دون علمهم أو تبليغهم بالأمر.

وتناشد عشرات العائلات من قرية إبطن الجماهير العربية وأعضاء الكنيست والمسؤولين العرب بالتوجه للقرية لمنع القائمين على شارع 'عابر اسرائيل' من تهجيرهم من أرضهم ووقف التهديد المحدق بهدم بيوتهم ومصادرة أراضيهم الزراعية.

'عرب 48' التقى أصحاب الأراضي في قرية إبطن، وقال الحاج محمد شقور: 'لقد عقدنا عدة جلسات مع المسؤولين عن شارع 'عابر اسرائيل'، ولكن لا جدوى، ففي كل جلسة كانوا يكتبون محضرا ويتوجهون للمحكمة حتى حصلوا على أمر محكمة بتجريف الأراضي وهدم البيوت، لا نثق بالمحكمة العليا، لا يوجد عدل في إسرائيل، فهي لم تنصف أبدا أي قرية عربية، هذه المحكمة لديها ميزانين، لليهود ميزان إلكتروني، وللعرب ميزان قديم بحسب العيارات القديمة.، نحن نريد الدفاع والبقاء في أرضنا، ولكن عن أية دفاع سنتحدث بعد هذا الدمار الذي وقع في أرضنا'.

الحاج محمد شقور: 'نناشدكم بالوقوف معنا في وجه هذه الجريمة النكراء'

ويوجه الحاج محمد شقور نداء لكل أعضاء الكنيست واللجنة القطرية والجماهير العربية بالتوجه لقرية إبطن والوقوف لجانبهم أمام الجريمة النكراء التي تحل بهم.

وتحدث زياد شقور، وهو من أصحاب الأراضي، باستياء عارم وغضب كبير 'لصمت الجماهير العربية في البلاد أمام نكبة جديدة بحق عائلات إبطن'، وقال: 'هذه الدولة العنصرية ضد المواطنين العرب أرسلت وحدات من الجيش الإسرائيلي ووحدات الكلاب بالإضافة لوحدة شرطة الخيول وقوات كبيرة من الشرطة لهدم بيوتنا وجرف أراضينا واقتلاع أشجار الزيتون، وحتى الآن الشرطة لا تزال تقف أمام بيتنا وتسرق الحطب الذي وضعناه لإعداد الطعام والخبز، ويستخدمون الكراسي الخاصة بنا، ويرعبون الأطفال في محيط العائلة، لا نترك بيوتنا بسبب تواجد الشرطة، عدا على نصب أعمدة إضاءة تتسبب بضجيج مزعج طيلة الليل لا يمكن للكبير ولا الصغير بالنوم'.

ويتساءل زياد : 'أين أعضاء الكنيست العرب؟. النائب مسعود غنايم ومستشاره وصلا الينا، أرضنا غالية علينا، فليأتي النواب العرب للوقوف إلى جانبنا، وعدم ترك المنطقة حتى تخرج الشرطة ويتوقف التهديد بهدم أراضينا، نحن لا نتوقع من الدولة العنصرية أن تقف لجانبنا، وجماهيرنا العربية لا تعلم ماذا يحصل بنا، أتوجه من خلال موقع 'عرب 48' للإعلاميين بعدم التعتيم على قضيتنا والتواصل معنا لفضح ما يحدث من سلب لأرضنا وبيوتنا وحقنا'.

صبحي رمحي: 'منعنا من دخول أرضنا بسبب لافتة 'الأرض تحت تصرف الدولة'

وأشار صبحي رمحي إلى أنهم لا يمكنهم الدخول إلى أرضهم الزراعية التي تمت زراعتها وينتظرون المحصول، واستهجن 'همجية الشرطة التي وصلت إلى الأراضي بقوات مدججة وأرعبت الأطفال'، وقال: 'نحن أصحاب الأرض ممنوعون من الدخول اليها بسبب لافتة كتب عليها 'الأرض تحت تصرف الدولة'، ليخرجوا من أرضنا، لا يُعقل أن تؤخذ أرضنا ونحن لا نحرك ساكنا'.

وتعرضت 80% من أرض عاهد ربحي من قرية إبطن للمصادرة، وقال ربحي: 'لقد حاولت من خلال القانون منعهم من مصادرة أرضي، ولم أنجح، نحن بحاجة للوقوف إلى جانبنا للحفاظ على أرضنا التي ورثناها منذ مئات السنين من أجدادنا'. 
ماجد شقور: 'يريدون تهجيرنا من أرضنا'

وشرح ماجد شقور الوضع الذي يتهدد العائلات، قائلا: 'نحن في هذه المنطقة أكثر من خمسين نفرا، نمتلك عشرات الدونمات، بالإضافة لأراض زراعية وكروم زيتون ومزارع مواشي، كل هذا مهدد بالمصادرة والهدم، يريدون تهجيرنا من أرضنا بدون حتى التفاوض معنا على مقابل، لم يمنحونا أي مقابل لكل ما يتم سلبه منا، لقد توجهنا لمحامي للحفاظ على أرضنا فقال لنا مستحيل أن يتم تمرير الشارع من أرضنا، لكن هذا المستحيل تحقق وها هم يعملون بغطاء من الشرطة في تجريف الأرض'.

خالد نعراني: 'لا نريد أموالا بل نريد أرضا مقابل أرض'

أما خالد نعراني فقد أوضح بأنه 'تمت المصادقة على مصادرة أراضي من قرية إبطن بدون التفاوض مع أصحاب الأراضي، نحن لا نريد أموالا، نريد أرضا مقابل أرض، ولدينا رئيس لجنة محلية ممتاز وبإمكانه الوصول لوقف كل عملية التجريف، نريد من المسؤولين عن شارع 'عابر إسرائيل' أن يتحدثوا مع الناس وأن تبرم اتفاقية بين الطرفين'.

وتطرق خالد نعراني في حديثه عن 'سياسة التفاوض التي لم تنجح مع المسؤولين في شارع 'عابر إسرائيل' وبأن الجهود التي قام بها أهالي 'كفار حسيديم' اليهود التي تبعد عن قرية إبطن بضع أمتار تمكنوا من منع مرور الشارع من أرضهم، بل اضطر المسؤولون في شارع 'عابر إسرائيل' لبناء نفق، وهناك نسبة من الضرائب ستحصل عليها السلطة المحلية في 'كفار حسيديم'، لهذا نريد أن نقف وقفة واحدة لمنع استمرار ما يحدث، والجلوس مع أصحاب الأراضي للوصول لحل'.