حذّر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الخميس من أن "سيناريو المواجهة العسكرية المرعب" بدأ العودة إلى أوروبا على خلفية التوترات المتصاعدة بشأن أوكرانيا.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وخلال اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في ستوكهولم، اتهم الوزير الروسي، حلف شمال الأطلسي "بتقريب بنيته التحتية العسكرية من الحدود الروسية" ودعا الغرب إلى درس المقترحات التي ستقدّمها موسكو "في المستقبل القريب" لمنع توسع التحالف إلى الشرق.

وقال: "في الحوار مع الولايات المتحدة وحلفائها، سنصرّ على وضع اتفاق يمنع أي تقدم إضافي لحلف شمال الأطلسي تجاه الشرق ونشر أنظمة عسكرية تهددنا على مقربة من الأراضي الروسية" مكررا اقتراح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في اليوم السابق.

وأضاف: "في المستقبل القريب، سنتقدم بمقترحات في هذا الاتجاه ونتوقع أن تتم دراسة مزاياها بجدية".

ثم التقى لافروف نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، لمدة نصف ساعة.

ودعا بلينكن، روسيا إلى "خفض التصعيد" و"الدبلوماسية"، مهددا مرة جديدة بـ"عواقب وخيمة" إذا شنّت موسكو "عدوانا" على أوكرانيا.

وقال بلينكن للافروف خلال اللقاء متوتر: "نشعر بقلق بالغ إزاء خطط روسيا لتنفيذ عدوان جديد على أوكرانيا".

وذكر لافروف الذي كان جالسا إلى جانب بلينكن، أنه يريد السعي لتحقيق "توازن في المصالح". وأضاف: "آمل في أن يكون هذا ما سنتطرق إليه اليوم".

وعقد اللقاء قرب ستوكهولم على هامش الاجتماع السنوي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وهي من منتديات الحوار الدولية القليلة التي تضم الولايات المتحدة وروسيا.

الكرملين يعتبر نية أوكرانيا استعادة القرم "تهديدًا مباشرًا"

في السياق، أعلن الكرملين اليوم الخميس، أن روسيا تعتبر النية التي أبدتها أوكرانيا باستعادة شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو عام 2014، "تهديدًا مباشرًا" لها، وسط توترات بلغت ذروتها بين البلدين.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف للصحافيين: "نرى ذلك كتهديد مباشر موجّه إلى روسيا"، في إشارة إلى تصريحات للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينكسي، أمس الأربعاء.

وقال زيلينسكي في خطاب أمام البرلمان إن "تحرير" القرم هو "هدف" و"فلسفة وطنية". وكان يتحدث بذلك عن جهود أوكرانيا في هذا الاتجاه على الصعيد الدبلوماسي وليس عن تدخل عسكري.

واعتبر بيسكوف أن "مثل هذه الصياغة تعني أن نظام كييف لديه نية استخدام كافة الوسائل بما في ذلك القوة، للتعدي على الأراضي الروسية".

وندّد المتحدث باسم الرئاسة الروسية بـ"الخطاب العدائي" للسلطات الأوكرانية، وأعرب عن خشيته من عملية عسكرية لكييف في شرق البلاد.

ويشهد شرق أوكرانيا حربًا بين كييف وانفصاليين موالين لروسيا اندلعت عام 2014، بعد ضمّ موسكو شبه جزيرة القرم. وأودى النزاع بحياة أكثر من 13 ألف شخص. وتراجعت حدة الاشتباكات كثيرًا منذ إبرام اتفاقات سلام عام 2015، لكن لا تزال تندلع أعمال عنف بشكل منتظم.

ورأى بيسكوف أن "احتمال حصول عمل عسكري" أوكراني في الشرق الانفصالي "يبقى مرتفعًا". وقال: "نلاحظ زيادة في كثافة الأعمال المستفزة على خطّ التماس".

وتابع: "إنه موضوع يثير قلقًا كبيرًا بالنسبة إلينا" متّهمًا كييف بعد احترام الاتفاقات الموقعة في مينسك عام 2015 التي لم يطبّق يومًا شقّها السياسي.

وتشهد العلاقات بين روسيا وأوكرانيا توترات بلغت ذروتها منذ أسابيع، إذ تُتّهم موسكو بحشد قواتها على الحدود وتخشى كييف غزوًا وشيكًا.

اقرأ/ي أيضًا | أميركا: روسيا تخطّط لغزو أوكرانيا عسكريًا.. سنردّ دبلوماسيًا

وتنفي روسيا أي نية لها بتنفيذ هجوم وتتّهم أوكرانيا في المقابل بأنها تشكل "تهديدًا" لها وحلف شمال الأطلسي بعزمه التمدد إلى حدودها.