نبه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من أن وصولنا إلى نهاية العام دون تحقيق الهدف الدولي المتمثل في إنجاز اتفاق سلام، يعني وضع منطقة الشرق الأوسط على فوهة حقبة جديدة من التوتر ومن فقدان الشعوب لثقتها بإمكانيات تحقيق السلام وبفاعلية المجتمع الدولي ومؤسساته.


وقال عباس في خطابه أمام الجلسة الافتتاحية للدورة العشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة المنعقدة في دمشق: نعتقد أنه مطالبون في قمتنا هذه أن نبعث برسالة واضحة للعالم تؤكد مجدداً على تمسك دول الجامعة العربية بخيار السلام كما عبرت عنه مبادرة السلام العربية، غير أن تأكيد الالتزام يجب أن يترافق بتحرك من المجتمع الدولي وخاصة الرباعية الدولية لإلزام إسرائيل بالتجاوب مع هذه المبادرة.

وأضاف أن صياغة موقف وفعل عربي مشترك كفيل بإحداث التغيير وتعديل الموازين، لحماية مستقبل شعوبنا ودولنا ضمن رؤية تستشرف المصالح العربية العليا وتدافع عنها، وتطرح الصوت العربي مؤثرا وفاعلا في هذا العالم الذي يموج بتغيرات عميقة، وتقدم موقفنا العربي بجوهره النابع من حقوقنا وأهدافنا وأمننا القومي.

وطالب عباس الأشقاء العرب بالتفكير جديا بحماية عربية ودولية لشعبنا كي نستطيع حماية شعبنا وإعادة بناء مؤسساتنا المدنية والأمنية.

وشدد على أن المفاوضات لا يمكن أن تتقدم وتنجح، بل أيضا لا يمكن أن تستمر على وقع الجرافات الإسرائيلية وهي تنهب أرضنا وتبني المستوطنات فوقها، أو على وقع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وخاطب القمة قائلا: إن شعبكم الفلسطيني يواصل صموده البطولي في وجه الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي، ويؤكد كل يوم تمسكه بحقوقه الوطنية وبأرضه وبقدسه الشريف، ويتمسك كذلك بخيار السلام العادل وبحل الدولتين وبمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، إلا أن إسرائيل تواصل عدوانها واحتلالها وبناء المستوطنات وتهويد القدس الشريف.

وبين أن الحل الذي تقوم إسرائيل برسم معالمه وخارطته، يدعم الاحتلال والاستيطان ويهدف لضرب إمكانية قيام دولة فلسطين المستقلة فوق أرض الشعب الفلسطيني، أرض فلسطين.

وأضاف أن العدوان الإسرائيلي المتواصل هو جزء من سياسة إسرائيلية تهدف إلى تمزيق وحدة الأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني بفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، ولضرب إمكانيات التوصل لاتفاق سلام عبر التذرع بالانقسام الفلسطيني.

ولفت رئيس السلطة الفلسطينية إلى أن السلطة الوطنية تواصل رعاية أبناء شعبنا في قطاع غزة، حيث أن 58% من الميزانية الإجمالية للسلطة الوطنية الفلسطينية تصرف على قطاع غزة وتدفع السلطة رواتب 77 ألف موظف من غزة بينما تدفع السلطة رواتب 73 ألف موظف في الضفة الغربية والقدس، إلى جانب إعفاء سكان القطاع من الضرائب وتكاليف العناية الصحية ولوازم المستشفيات وتأمين المساعدات وإيصالها لشعبنا المحاصر هناك، مضيفا: هذا هو الوضع الذي نقوم به بالنسبة لأشقائنا في غزة، وهذا سببه أن الوضع لا يحتمل، مما يضطرنا لصرف هذه المبالغ لتأمين المستلزمات الأساسية لشعبنا.

وعن الوضع الداخلي الفلسطيني، قال: لقد تجاوبنا مع كل المبادرات الخيرة على قاعدة القرارات التي اعتمدها مجلس الجامعة، وكان آخرها المبادرة التي طرحها فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح والتي أعلنا موافقة منظمة التحرير عليها لتنفيذ بنودها على الفور دون تغيير أو تعديل، وفي هذا السياق نكرر مطالبتنا لحركة حماس بالتراجع عن الانقلاب والقبول بالالتزامات التي قبلت بها منظمة التحرير الفلسطينية والذهاب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة.