محاولات للسيطرة على سد الموصل و"الدولة الإسلامية" ترتكب "مجزرة" جديدة
باشرت القوات الكردية، اليوم، السبت، هجوما بدعم جوي أميركي لاستعادة سد الموصل من مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية" الذين ارتكبوا "مجزرة" جديدة في قرية كوجو ذات الغالبية الأيزيدية فيما بدأ المجتمع الدولي بفرض إجراءات لقطع مصادر تمويل المتشددين.
وأعلن اللواء عبد الرحمن كوريني، من قوات البشمركة، لوكالة فرانس برس أن هذه القوات "استعادت السيطرة على الجزء الشرقي من السد بدعم جوي اميركي".
وتابع "قتلنا عدة عناصر من داعش. لا زلنا نتقدم ومن المفترض ان نعلن خلال الساعات المقبلة عن أنباء سارة".
وقال شهود عيان إن الغارات الجوية بدأت في الصباح الباكر والمعارك تواصلت بعد الظهر.
وفقدت قوات البشمركة السيطرة على سد الموصل في السابع من آب(أغسطس) خلال هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي نجح مقاتلوه في السيطرة على قرية إثر أخرى وعلى بنى تحتية من بينها آبار نفطية.
وارتكب مسلحون إسلاميون متطرفون يسيطرون على مناطق واسعة شمال العراق، "مجزرة" جديدة في قرية كوجو ذات الغالبية الأيزيدية وأعدموا العشرات من سكانها، حسبما أفاد مسؤولون وشهود اليوم، السبت.
وأجبر تنظيم الدولة الاسلامية عشرات الآلاف من الأقليات في محافظة نينوى على الفرار بعد استهدافهم ومطالبتهم باعتناق الاسلام بالقوة.
قال وزير الخارجية العراقي السابق، هوشيار زيباري، لوكالة فرانس برس إن "موكبا من سيارات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية دخل مساء الجمعة إلى القرية". وأضاف "قاموا بالانتقام من سكانها وهم من الغالبية الأيزيدية الذين لم يفروا من منازلهم".
وتابع "ارتكبوا مجزرة ضد الناس". وأضاف نقلا عن معلومات استخباراتية من المنطقة أن "حوالى ثمانين منهم قتلوا".
من جهته، قال هاريم كمال آغا وهو مسؤول تنظيمات الاتحاد الوطني الديموقراطي في محافظة دهوك إن "عدد الضحايا بلغ 81 قتيلا"، مؤكدا أن المسلحين اقتادوا النساء إلى سجون تخضع لسيطرتهم".
وأرغم تنظيم الدولة الإسلامية عشرات الآلاف من الأقليات من المسيحيين والأيزيديين في محافظة نينوى إلى الفرار بعد استهدافهم ومطالبتهم باعتناق الإسلام بالقوة.
من جانبه، قال محسن تاوال وهو مقاتل أيزيدي لفرانس برس عبر الهاتف إنه رأى "عددا كبيرا من الجثث في القرية". وأضاف "تمكنا من الوصول إلى جزء من قرية كوجو حيث كانت الأسر محاصرة، لكن ذلك بعد فوات الأوان".
وتابع "الجثث كانت في كل مكان، تمكنا من إخراج شخصين على قيد الحياة فقط فيما قتل الجميع".
وكان مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف شنوا هجوما واسعا على محافظة نينوى في التاسع من حزيران(يونيو) وتمكنوا من السيطرة على الموصل بصورة كاملة بعد انسحاب قطاعات الجيش والشرطة العراقية.
وفي واحدة من أكثر الفصول مأساوية في الصراع، اقتحم مسلحون منطقة سنجار في شمال غرب العراق في وقت سابق هذا الشهر مما دفع عشرات الآلاف معظمهم من الأيزيديين، الى اللجوء إلى الجبال.
وتمكن المقاتلون الأكراد على الارض مع الضربات الجوية الأميركية في نهاية المطاف من فك الحصار عن معظم المحاصرين والسماح لهم بالفرار بعد عشرة أيام من تطويقهم ولكن لا يزال البعض منهم في الجبال.
بدورها، قالت منظمة العفو الدولية التي وثقت عمليات خطف جماعي في سنجار، إن آلاف الأيزيديين خطفوا من قبل تنظيم الدولة الإسلامية منذ بدء هجومها على المنطقة في الثالث من آب(أغسطس).
وشملت أعمال العنف هذه الأقليات المسيحية والتركمان الشيعة والشبك.
وفي نيويورك، تبنى مجلس الأمن الدولي الجمعة بالإجماع قرارا بموجب الفصل السابع يهدف الى إضعاف المقاتلين الإسلاميين المتطرفين في العراق وسوريا بإجراءات لقطع مصادر التمويل عنهم ومنعهم من تجنيد المقاتلين الأجانب.
ويشكل القرار أوسع إجراء تتخذه الأمم المتحدة في مواجهة الإسلاميين المتطرفين الذين باتوا يسيطرون على أجزاء واسعة في سوريا والعراق ويرتكبون أعمالا وحشية.
إلى ذلك وافق وزراء الاتحاد الاوروبي في اجتماع طارىء في بروكسل على إرسال أسلحة إلى قوات البشمركة الكردية التي تقاتل من أجل وقف تقدم الجهاديين.
واعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي يزور العراق أن تسمية رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي تشكل "بارقة امل" للبلاد كما قالت وزارته.
وقد التقى شتاينمار الذي وصل اليوم السبت الى العراق في زيارة تمتد ليوم واحد، رئيس الوزراء المكلف تشكيل حكومة وحدة وطنية حيدر العبادي بعد تخلي سلفه نوري المالكي عن الحكم. كما اجتمع أيضا مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم.
على صعيد اخر، يتوالى انضمام العشائر السنية الى القوات الأمنية بعد ان أعلنت أكثر من 25 عشيرة من العرب السنة المتنفذين في مدينة الرمادي البدء بقتال الدولة الإسلامية والمجالس العسكرية المتحالفة معها.
وقال الشيخ عبد الجبار أبو ريشه وهو أحد قادة أبناء العشائر التي تقاتل ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية "إنها ثورة عشائريه شاملة ضد قهر وظلم خوارج العصر".
وأوضح أن "هذه الثورة الشعبية تم الترتيب لها مع كل العشائر التي ترغب بقتال داعش الذي أراق دماءنا وهي نتاج الظلم الذي طال أبناء العشائر في محافظة الأنبار".
وبدأت العشائر التي حصلت على دعم القوات الأمنية في الرمادي باقتحام عدد من معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة زنكورة والقرية العصرية والبو عساف، وتقع جميع المناطق شمال غرب المدينة.
إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، اليوم، السبت أن بلاده ستواصل طلعاتها الجوية للاستطلاع فوق شمال العراق في محاولة لمنع حصول أي هجمات جديدة يشنها مسلحو "الدولة الإسلامية" ضد الأقليات.
وأدلى فالون بتصريحاته خلال زيارة إلى قبرص حيث القاعدة العسكرية البريطانية في أكروتيري (جنوب) التي تنطلق منها الطلعات الاستطلاعية البريطانية وعمليات إلقاء المساعدات الإنسانية للمدنيين الملاحقين من مقاتلي "الدولة الإسلامية".
وألقت بريطانيا حوالي مئة طن من الخيم وعبوات المياه إلى الأيزيديين العالقين في جبل سنجار في شمال العراق والملاحقين من مقاتلي التنظيم المتشدد.
على الصعيد الأمني، قتل ثلاثة أشخاص واصيب 11 آخرون بجروح في انفجار استهدف حافلة تقل فريق عمل فني لإصلاح جسر حيوي فجره مسلحون قبل أيام قرب سامراء شمال بغداد، بحسب مصادر أمنية.