شهد العام 2015 أحداثا كبيرة سواء على المستوى العربي العام أو الفلسطيني وحتى المحلي. فقد بدأ العام بمجزرة جريدة “شارلي إيبدو” الفرنسية وها هو يمضي ومعه، حتى ساعة كتابة هذه السطور، 142 شهيدا فلسطينيا قتلوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي.

كان عاما دمويا وصلت فيه جرائم تنظيم داعش أوروبا وأميركا، وسفكت فيه دماء العرب بقوة الاستبداد والإرهاب.

ولعل أبرز التحولات التي شهدها العام هو التدخل الروسي العسكري المباشر في المنطقة عبر البوابة السورية، والحرب اليمنية التي حصدت أرواح مئات وربما آلاف اليمنيين العزل برصاص وقنابل الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والتحالف العربي بقيادة السعودية. كما سجل هذا العام نزوح أكثر من مليون لاجئ سوري إلى الدول الأوروبية هربا من رصاص وبراميل النظام والتنظيمات الإرهابية المتطرفة.

فلسطينيا، هذا هو عام 'كسر الجمود' بامتياز الذي أتقنت السلطة الفلسطينية وإسرائيل الحفاظ عليه طيلة عقد، لكن ظلم الاحتلال والمستوطنين وغطرستهم فجرت غضبا فلسطينيا في القدس والضفة.

وهنا في الداخل، هو عام الحشد والحظر، حشد الجماهير العربية خلف القائمة المشتركة التي انطلقت مطلع هذا العام، وسجلت سابقة في السياسة العربية، وما تلاه من حظر للحركة الإسلامية بسبب نشاطها السياسي المشروع في القدس المحتلة وتحديدا في المسجد الأقصى.

يمضى عام نزف فيه الدم العربي على مذبح الاستبداد والإرهاب، عل وعسى يكون خاتمة المآسي العربية المتتالية، ويضع حدا للتراجيديا السورية، ويعيد اليمن سعيدا، ويلم شمل الفلسطينيين، ويزيل الظلم وينصر المناضلين من أجل الحرية والديمقراطية في كل مكان.