كشف تقرير، اليوم الأربعاء، أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، يعاني من أمراض عصبية وتنفسية، ويعاني من اضطرابات ذهنية ومفصلية وحياته تبقى تحت تهديد مستمر.

جاء ذلك في تقرير نشره موقع "تربيون دو جنيف" السويسري، وتضمن تفاصيل جديدة بشأن الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة، الذي يعتزم خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد ترشحه لولاية خامسة.

وكان قد أثار غيابه الكثير من التساؤلات، خاصة بعد نقله مرة أخرى إلى سويسرا، حيث يخضع لجلسات علاج جنيف.

بالرغم من صمت المسؤولين في الجزائر بشأن مكان تواجد بوتفليقة، إلا أن "تريبون دو جنيف" قالت إنه ما يزال يرقد في المستشفى الجامعي بجنيف، مضيفة "لكنه قد يغادر قريبا".

وكشف المصدر أن صحة بوتفليقة هشة، حيث يعاني من أمراض عصبية وتنفسية، مشيرا إلى أنه حالته الصحية تتطلب رعاية مستمرة.

ووفقا لمعلومات الموقع، فإن حياته تبقى "تحت تهديد مستمر"، على اعتبار أن جهازه التنفسي "تدهور بشكل ملموس" ويتطلب رعاية متواصلة.

وتابع "ما يعاني منه بوتفليقة اليوم ناتج عن عمره المتقدم، وعن السكتة الدماغية التي تعرض لها قبل سنوات، مما انعكس سلبا على وظائف جهازه العصبي".

وتواصلت الصحيفة السويسرية مع الطبيب الجزائري، حوراسين بوراوي، الذي قال "من خلال آخر المشاهد التي ظهر فيها بوتفليقة، يبدو أنه يعاني من اضطرابات ذهنية ومفصلية"، مضيفة "حالته الصحية تمنعه من ممارسة عدد من الوظائف العادية".

وكشف "تريبون دو جنيف" أن بوتفليقة يتواجد بالطابق الثامن للمستشفى الجامعي وسط حراسة أمنية مشددة، مضيفا "تم حجز كل الغرف المجاورة من أجل فرض السرية التامة على الرئيس".

ويشرف فريق طبي كبير، مكون من سويسريين وجزائريين، على صحة الرئيس، من بينهم طبيبان جزائريان متخصصان في القلب والتخدير.

رئيس أركان الجيش: نعرف كيف نكون عند المسؤولية بكافة الظروف

بدوره قال رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، اليوم الأربعاء، إن الجيش "سيعرف كيف يكون في مستوى المسؤولية المطالب بها في كافة الظروف".
وجاءت تصريحات الفريق صالح، لليوم الثاني على التوالي، خلال لقائه قادة وطلبة في الجيش من داخل أكاديمية "شرشال" العسكرية غرب العاصمة.
وبعد أن ذكر صالح بمخاطر تحيط بالبلاد، أوضح أن "إدراك الجيش الوطني الشعبي لكل ذلك، سيجعله في غاية الفطنة والتيقظ وسيكون دوما، حارسا أمينا للمصلحة العليا للوطن وفقا للدستور ولقوانين الجمهورية".
وتابع أن الجيش "يعي جيدا التعقيدات الأمنية التي تعيشها بعض البلدان في محيطنا الجغرافي القريب والبعيد (دون تحديد)، ويدرك خبايا وأبعاد ما يجري حولنا، وما يمثله ذلك من أخطار وتهديدات على بلادنا التي تبقى دوما مستهدفة من أعدائها، لأنها محسودة على نعمة الأمن التي يتمتع بها شعبها".
وقال صالح إن "الجزائر على أعتاب استحقاق وطني هام، والجميع يعلم بأننا قد التزمنا في الجيش الوطني الشعبي، وكافة الأسلاك (الفروع) الأمنية الأخرى كل الالتزام، بأن نوفر له وللجزائر كل الظروف الآمنة".
وأضاف أن ذلك "يكفل تمكين شعبنا من ممارسة حقه وأداء واجبه الانتخابي في كنف الأمن والسكينة والاستقرار، وتلك مسؤولية وطنية جسيمة لا بد أن يتحملها الجميع".
واعتبر أنه "يحق لجيشنا أن ينوه بغزارة آيات التواد والتراحم والتعاطف والتضامن والأخوة الصادقة التي ما انفكت تتقوى عراها بينه وبين شعبه".
كما رأى أن ما تقدم يشكل "علامات فارقة على مدى قوة الرابطة التي تشد الشعب الجزائري لجيشه، فطوبى لهذه الروابط الشعبية النبيلة والصادقة التي تجد في نفوسنا كعسكريين، كل العرفان والتقدير والإجلال لهذا الشعب، والتي تشد على أيدينا وتشجعنا أكثر فأكثر على المضي قدما بعزيمة وهمة في سبيل حفظ رسالة نوفمبر الخالدة (اندلاع ثورة التحرير الجزائرية عام 1954)".

رسالة من رئيس حركة مجتمع السلم إلى رئيس الأركان الجزائري

بعث رئيس حركة مجتمع السلم، أكبر حزب إسلامي في الجزائر، عبد الرازق مقري، رسالة مفتوحة إلى رئيس أركان الجيش، أحمد قايد صالح، وذلك بعد دعوة الأخير إلى الحذر من تعريض البلاد للمخاطر، واتهام أطراف بالسعي لإعادة الجزائر إلى سنوات التسعينيات، والتي وصفها بسنوات "الألم والجمر".

وجاء في رسالة مقري المنشورة عبر صفحته على "فيسبوك"، تحت عنوان "إلى سيادة الفريق القايد صالح": "اختلف المتابعون حول خطابك الأخير هل هو منحاز للشعب أم تهديد له".

وأضاف: "مهما يكن من أمر مقصدك، فإن الذي يجب أن تعلمه هو أن الخطر الوحيد على النظام العام وعلى استقرار البلد هو النظام السياسي، سواء الذي أنت جزء منه وتقوم الآن بحمايته، أو الذي تحاربه وتوجه له رسائلك بأساليبك غير المباشرة".

واستعرض مقري 6 عوامل قال إنها "هددت استقرار البلد"، وتتلخص حسب رأيه في "الفساد الكبير الذي حول الدولة إلى عائلات مافيوية متصارعة على نهب خيرات البلد".

يضاف إلى ذلك "الأثرياء الكبار الذين يتحكمون اليوم في اللعبة بأطرافها المتناقضة"، و"شبكات الفساد المعمم"، و"التزوير الانتخابي المستدام"، و"الانهيار الاقتصادي"، و"الاختراق والوصاية الأجنبية على البلد الذي نعرف وتعرف حقيقته".

يشار إلى أن مقري الذي رشحته حركته سابقا للانتخابات الرئاسة، سحب ترشحه وربط مشاركته بعدم ترشح بوتفليقة لولاية خامسة.