انطلقت في قصر "بعبدا" الرئاسي اللبنانية، اليوم الخميس، الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة، وسط حديث الإعلام المحلي عن احتمالية تكليف الوزير السابق حسان دياب، فيما اتخذت قوى الأمن إجراءات مشددة على طريق القصر الجمهوري.

وجاء عقد الاستشارات بدءا من العاشرة والنصف صباحا، بعد تأجيل لأسبوعين متتاليين، جراء تعثّر القوى السياسية في التوافق على مرشح لتشكيل حكومة أمامها مسؤوليات كبرى في ظل انهيار مالي واقتصادي متسارع.

وقبيل الاستشارات، عقد رئيس الجمهورية ميشال عون، اجتماعًا مع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، استغرق قرابة ربع ساعة، واكتفى الأخير بمعايدة الصحافيين والقول "الله يوفق الجميع".

وبرز خلال الساعات الأخيرة من مساء الأربعاء وفجر الخميس، اسم حسان دياب، مرشحًا لرئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة، خلفًا للحريري، بينما امتنعت كتلة "المستقبل"، التي يترأسها الأخير، عن تسمية أحد لرئاسة الحكومة. 

وتحدّثت وسائل إعلام محلية، عن توافق "حزب الله"، خصم الحريري الأبرز مع عون وحلفائهما، ويشكلون أكثرية برلمانية، على تسمية وزير التربية السابق حسان دياب، الذي يشغل حاليًا منصب نائب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، لرئاسة الحكومة.

وعنونت صحيفة "الأخبار" القريبة من "حزب الله"، على صفحتها الأولى، اليوم، "حسان دياب رئيسًا للحكومة بـ70 صوتَا اليوم؟" بينما كتبت جريدة "النهار" على صفحتها الأولى "حسان دياب رئيسًا مكلفًا تأليف الحكومة".

وكانت مصادر مقربة من رئيس الجمهورية، قد أكدت مساء أمس، الأربعاء، أن موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للوزراء، كما هو الخميس، طالما لم يصدر عن الرئاسة جديد.

وزادت مؤشرات ترشيح دياب، بعد إعلان الحريري، أمس، عزوفه عن الترشح لرئاسة الحكومة المقبلة، وذلك في بيان نشره على حسابه الرسمي بموقع "تويتر" جاء فيه: "أعلن أنني لن أكون مرشحا لتشكيل الحكومة المقبلة"، في خطوة حظيت بتقدير وزير الخارجية جبران باسيل.

المستقبل تعلن عدم تسمية مرشح لرئاسة الحكومة

وعقب لقاء الرئيس اللبناني، بأعضاء كتلة "المستقبل" في إطار الاستشارات النيابية، قال النائب عن "المستقبل"، سمير الجسر، في تصريحات للصحافيين، أن "الكتلة لم تسمّ أحدًا لرئاسة الحكومة".

ولفت الجسر إلى أن "طرح الكتلة كان تأليف حكومة من اختصاصيين، لكن يبدو أن هذا الطرح لم يكن له حظوظا كافية".

وردًا على سؤال من جانب الإعلاميين، نفى الجسر أن يكون هناك أي سبب لتغيّب النائب بهية الحريري، عن الاجتماع في القصر الرئاسي.

ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر الفائت، احتجاجات شعبية غير مسبوقة، بدأت على خلفية مطالب معيشية في ظل أزمة اقتصادية ومالية، ومطالب برحيل النخبة السياسية "دون استثناء".

ومنذ استقالة الحريري، في 29 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تحت وطأة الاحتجاجات، يطالب المحتجون بتشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على التعامل مع الوضعين السياسي والاقتصادي، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية (1975 - 1990).

ويرفض "حزب الله" تشكيل حكومة تكنوقراط، ويدعو إلى تشكيل حكومة "تكنو سياسية" تجمع بين اختصاصيين وسياسيين برئاسة الحريري، إلا أن الأخير رفض هذا الطرح.

وعارض المتظاهرون أسماء عدة تم تداولها سابقًا لرئاسة الحكومة لقربها من الطبقة السياسية، متمسكين بمطلبهم تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين عن السلطة الحالية والأحزاب التقليدية.

اقرأ/ي أيضًا | أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية تراوح مكانها: الحريري يسحب ترشيحه