بعد أزمة سياسيّة خانقة، أطلقت السلطات العراقية، اليوم، الأربعاء، سراح القيادي في الحشد الشعبي العراقي، قاسم مصلح، بعد أسبوعين على توقيفه بتهمة اغتيال ناشطين.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وألقي القبض على مصلح في 26 أيار/مايو، بتهمة اغتيال رئيس تنسيقية الاحتجاجات في كربلاء، الناشط إيهاب الوزني، والذي كان لسنوات عدة يحذّر من هيمنة الفصائل المسلحة الموالية لإيران، وأردي برصاص مسلّحين أمام منزله، وناشط آخر هو فاهم الطائي من كربلاء أيضًا.

وبحسب صحافيين في "فرانس برس"، وصل مصلح قرابة الظهر إلى كربلاء (نحو 100 كلم جنوب بغداد) التي يتحدر منها ويملك فيها نفوذًا كبيرًا، حيث استقبل عند الأماكن المقدسة لدى الشيعة في المدينة.

وقال مصلح لـ"فرانس برس"، إثر وصوله إلى كربلاء، إنّ "الهيئة القضائية أحقت الحق وأنجزت مهمة التحقيق بأسرع وقت، واليوم أخذ الحق مساره وتم الإفراج عني".

من جهته، حمّل مصدر حكومي القضاء مسؤولية الإفراج عنه. وأوضح "من جهتنا كحكومة، قدمنا كل الأدلة الخاصة بملف مصلح لكن القضاء هو من اتخذ القرار بالإفراج عنه بسبب ضغوطات مورست عليه".

ويتهم القضاء في العراق، إحدى أكثر الدول فسادًا في العالم، بالحكم لصالح جهات تقوم بدفع رشًى أو تحظى بدعم الأحزاب والمجموعات المسلحة.

وعلى إثر الإعلان عن توقيف مصلح قبل أسبوعين، قامت فصائل موالية لإيران باستعراض للقوة عند مداخل المنطقة الخضراء في العاصمة، التي تضمّ مقرات حكومية وسفارات بينها السفارة الأميركية.

وقال المصدر الحكومي إن الأدلة تتضمن "مكالمات هاتفية بين مصلح ومنفذي الاغتيالات، وإفادات شهود وذوي الضحايا ورسائل تهديد لعائلات الضحايا"، تثبت تورّط مصلح في الاغتيالات، فيما يؤكد القضاء أنه لا يملك أدلة كافية لمواصلة احتجاز مصلح بحسب المصدر نفسه.

وغالبًا ما تُنسب الاغتيالات التي استهدفت ناشطين منذ انطلاقة "ثورة تشرين" في العام 2019، إلى فصائل مسلحة موالية لإيران.

ومنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في العراق قبل نحو عامين، والتي تعرّضت لقمع شديد راح ضحيته أكثر من 600 شخص، كان 70 ناشطًا هدفًا للاغتيال أو لمحاولة اغتيال، فيما خطف عشرات آخرون لفترات قصيرة، في عمليات تتهم الفصائل الموالية لإيران بتنفيذها.

وكان المئات في استقبال مصلح، اليوم، الأربعاء، في كربلاء، حيث كان مناصرو إيهاب الوزني يرددّون قبل شهر شعارات منددة بإيران.

ورفع مؤيدون لمصلح في كربلاء لافتات كتب عليها "قاسم عاد منتصرًا"، ووزعوا الحلوى ابتهاجًا بالإفراج عنه.

ومصلح هو قائد عمليات الأنبار في "الحشد الشعبي"، تحالف فصائل يهمين عليها الموالون لإيران وباتت منضوية في القوات الأمنية الرسمية.

اقرأ/ي أيضًا | العراق: توقيف مسؤول كبير في "الحشد الشعبي" بتهمة اغتيال ناشطين

وقال مصدر في "الحشد الشعبي" إن سبب اعتقاله الحقيقي هو اتهام الأميركيين له بالوقوف خلف الهجمات أنّ مصلح لم يكن موقوفًا منذ أيام لدى السلطات، بل كان موجودا في مقر الحشد الشعبي حيث خضع للتحقيق.