محادثات بسويسرا بشأن وقف إطلاق النار بالسودان بغياب الجيش
دعت الولايات المتحدة، الأربعاء، الجيش السوداني للانضمام إلى محادثات وقف إطلاق النار التي انطلقت في سويسرا بمشاركة خصمه فقط وتهدف لوضع حد للنزاع الدامي في السودان.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
ومن المقرر أن تستمر المحادثات 10 أيام برعاية أميركية وسعودية، وبحضور الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات العربية المتحدة والأمم المتحدة بصفة مراقبين.
ويغرق السودان منذ نيسان/أبريل 2023، في حرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، وضعت البلاد على شفير المجاعة.
ومع بدء المحادثات وعدم حضور البرهان، بادر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، للاتصال به هاتفيا وحضه على الانضمام.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، إن بلينكن "أعاد التأكيد على ضرورة المشاركة" في مكالمته مع البرهان.
وأضاف باتيل أن بلينكن أبلغه "بالحاجة الملحة" لكلا الطرفين "لإنهاء الحرب وضمان وصول المساعدات الإنسانية لملايين السودانيين الذين يعانون".
وكتب المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو، على منصة إكس "حان الوقت لإسكات البنادق!"، بعيد افتتاح الاجتماع الذي يعقد في موقع لم يكشف عنه لدواع أمنية.
دعوة بيرييلو لوقف إطلاق النار رددها مئات من السودانيين الذين تظاهروا أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف، على غرار أماني ماغوب الوافدة من لندن.
قالت ماغوب في تصريح لوكالة فرانس برس "الوضع بغاية الخطورة ونريد أن تتوقف الحرب فورا. نريد أن يشارك العسكريون في المفاوضات، نريد السلام، نريد العدالة".
وقالت لينا رشيد التي نظمت التحرك "هذا الأمر يجب أن يتوقف، الشعب السوداني عانى بما فيه الكفاية".
وباءت بالفشل كل جولات التفاوض السابقة التي أجريت في جدة في السعودية.
وفي نهاية تموز/يوليو، دعت واشنطن الطرفين المتحاربين إلى جولة جديدة من المفاوضات في سويسرا، أملا في وضع حدّ للحرب المدمّرة المستمرة منذ ما يقرب من 16 شهرا.
وترمي المناقشات إلى توسيع نطاق إيصال المساعدات الإنسانية، وإيجاد آلية مراقبة وتدقيق لضمان تطبيق أي اتفاق.
في حين قبلت قوات الدعم السريع الدعوة للمشاركة في المحادثات، أبدت سلطات السودان الذي يحكمه قائد الجيش فعليا، تحفظها على آليتها وعبرت عن اختلافها مع الولايات المتحدة في شأن المشاركين.
ترغب واشنطن بإشراك الاتحاد الإفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة بصفة مراقبين في محادثات جنيف التي ترعاها مع السعودية وسويسرا، ويفترض أن تستمر لعشرة أيام على أبعد تقدير.
لكن الحكومة السودانية بقيادة الجيش احتجّت على إشراك الإمارات، في حين تعتبر الولايات المتحدة أن أبوظبي والقاهرة يمكن أن تكونا "ضامنتين" لعدم بقاء أي اتفاق حبرا على ورق.
وقال كاميرون هدسون من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "لقد حاولت الولايات المتحدة خلق الوهم بوجود لحظة من الزخم لإجبار القوات المسلحة السودانية على التعاون... لكن الجيش السوداني فهم إنها خدعة لأنه يعلم أن المجتمع الدولي منقسم".
وأضاف "إن الطريقة الوحيدة لحملهم على التفاوض هي القوة الغاشمة: إما أن يشعروا بأنهم يواجهون خطر خسارة الحرب في ساحة المعركة، أو خطر العزلة الدبلوماسية الحقيقية وخطر الدمار الاقتصادي الحقيقي، لكنهم لا يخضعون لأي من هذه الضغوط في الوقت الحالي".
إلى الآن أوقعت الحرب الدائرة في السودان منذ 2023 عشرات آلاف القتلى وأدت إلى أزمة إنسانية كبرى، وفق الأمم المتحدة التي وعلى غرار منظمات غير حكومية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، تندّد بعوائق توضع أمام العمل الإنساني.
اقرأ/ي أيضًا | محادثات في سويسرا لوقف إطلاق النار بالسودان