وصفت الحكومة اليمنية أمس الخميس قبول الحوثيين لخطة سلام ترعاها الأمم المتحدة بأنها "مناورة" وطالبت الجماعة المدعومة من إيران بإعادة الأراضي التي تسيطر عليها منذ العام الماضي.

لكن مصدرا غربيا قال إن الحوثيين أبدوا قبولهم لمطالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإنهاء العنف وأضاف أنه إذا رفضت الحكومة اليمنية الحوار مع الحوثيين فسيبدو وكأنه تكتيك للمماطلة.

وقال الحوثيون أول من أمس الاربعاء إنهم أبلغوا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رسميا باستعدادهم للانضمام إلى محادثات تهدف لإنهاء القتال المستمر منذ أكثر من ستة أشهر وقتل فيه ما يربو على خمسة آلاف شخص.

ويسيطر الحوثيون وحزب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على معظم أنحاء اليمن.

وردا على سؤال عن مبادرة معسكر الحوثي-صالح، قال مختار الرحبي السكرتير الصحفي في الرئاسة اليمنية إن "موقف الحكومة اليمنية ثابت. لابد من الإعلان الكامل بتنفيذ القرار بشكل كامل ودون تغيير."

وتابع "نحن مستعدون للذهاب (إلى الحوار) بعد الإعلان الصريح بقبول تنفيذ القرار 2216. لا تزال لهم تحفظات على بعض البنود. أحضروا سبع نقاط جديدة تعتبر شروطا مسبقة."

وأضاف أن "الضربات الموجعة التي وجهتها المقاومة والتحالف للحوثي هي ما جعلتهم يأخذون هذه الخطوة والتي نعتبرها مناورة فحسب" في إشارة إلى تقدم التحالف شرقي العاصمة اليمنية صنعاء والسيطرة على مضيق باب المندب في جنوب غرب البلاد.

ولكن رسالة الحوثي إلى بان والتي اطلعت عليها رويترز تقول إن الجماعة قبلت على نحو تام قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 اعتبارا من نيسان/أبريل. وكان القرار دعا جميع الأطراف بمن في ذلك الحوثيين إلى إنهاء العنف وتجنب الإجراءات المنفردة التي تعرض عملية الانتقال السياسي بالبلاد للخطر.

وطالب القرار أيضا الحوثيين بالانسحاب من كل المناطق التي سيطروا عليها خلال الصراع. وقال دبلوماسي غربي تحدث لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته إن الوقت حان كي يتحدث هادي مع الحوثيين.

وأضاف أنه "إذا استمر هادي في رفضه للحوار أو إذا طلب المزيد الآن فسيبدو وكأنها مماطلة للمجتمع الدولي ولمجلس الأمن."

ويرى التحالف الذي تقوده السعودية والرئيس عبد ربه منصور هادي أن الحوثيين يخوضون حربا بالوكالة لصالح إيران ويعتقدون أن صالح يحاول تقويض اتفاق سياسي سمح له بالتنحي بعد عدة أشهر من الاحتجاجات عام 2011.

وتقول مصادر قريبة من الحوثيين إن دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي ساعدوا في صياغة رسالة الحوثيين إلى بان في محاولة للتغلب على أي اعتراضات من جانب هادي لاستئناف المحادثات.

وجاء في رسالة من هادي إلى بان تحمل تاريخ الخامس من أكتوبر تشرين الأول حصلت رويترز على نسخة منها ان حكومته مستعدة لحل سياسي واستئناف المشاورات السياسية.

لكنه قال إن هذا الاستعداد يتوقف فقط على أن يلتزم الجانب الذي قام "بالانقلاب" (الحوثي-صالح) بتنفيذ قرار مجلس الأمن الذي قال إنه يوفر الاساس لأي حوار سياسي.