اكد الاتحاد الاوروبي وروسيا خلال قمتهما اليوم السبت انهما يتقاسمان "قيما مشتركة" واعترفا ضمنا بان دولة القانون ما زالت غائبة في الشيشان حيث ترتكب تجاوزات خطيرة لحقوق الانسان على حد قول منظمات انسانية. وطوال الاجتماع الذي نقل مباشرة شدد المشاركون على هذا "الالتزام بتعزيز الشراكة الاستراتيجية على اساس قيم مشتركة" وقد بدل الرئيس الفرنسي جاك شيراك من مواقفه بعدما كانت باريس تنتقد باستمرار روسيا بخصوص ملف الشيشان.وتحدث اليوم السبت عن ارتقاء روسيا الى "الصف الاول من الديموقراطيات" مشيرا الى ان روسيا ومن خلال اقامتها "الاكاديمية القطبية للاقليات في الشمال"، تعمل "من اجل احترام الاخر".

يذكر ان هذه الاكاديمية التي اقيمت في 1990 في تشوكوتكا اقصى شمال روسيا متخصصة بتأهيل كوادر ادارية من افراد الاتنيات ال48 التي تعيش في شمال واقصى شرق الاتحاد الروسي. وشجبت منظمات للدفاع عن حقوق الانسان مثل منظمة العفو الدولية هذا الاسبوع او "هيومن رايتس ووتش" في نيسان/ابريل استمرار "التجاوزات والتعذيب واختفاء" اشخاص واعدام مدنيين شيشانيين على ايدي قوات روسية.

ودانت القمة الاوروبية الروسية اليوم السبت "كل اشكال العنف وخصوصا الاعمال الارهابية" في اشارة الى العمليات الانتحارية التي نفذها انفصاليون في الشيشان.

وقارنت وزيرة الخارجية الاسبانية آنا بلاثيو بين عملية تفجير حافلة اوقعت ثلاثة قتلى الجمعة في غروزني واعتداء للانفصاليين الباسكيين ادى في اليوم نفسه الى مقتل شرطيين في بلدة سانغويسا على بعد حوالى 45 كيلومترا جنوب شرق بامبلونا على حدود اقليم الباسك في شمال اسبانيا. وقالت ان "الارهاب ضربنا جميعا امس" معتبرة انه يشكل "تهديدا مشتركا لقيمنا المشتركة".

وكان مسؤولو الاتحاد الاوروبي ذكروا في قمم سابقة ان العملية السياسية وحدها يمكن ان تسوي النزاع. وعبروا هذه المرة عن ترحيبهم باجراء استفتاء دستوري في اذار/مارس الماضي الذي وصف معلقون روس نتائجه بانها "سوفياتية"، مشيرين الى ان 96% من الاشخاص ابدوا تاييدهم لانتماء الجمهورية الانفصالية الى الاتحاد الروسي.

وعبر الاتحاد الاوروبي وروسيا عن "الامل في ان تؤدي العملية السياسية التي اطلقت مؤخرا وكذلك عملية اعادة الاعمار الاجتماعية والاقتصادية الى عودة لدولة القانون" الى هذه الجمهورية الواقعة في القوقاز. وتشكل الفقرة المتعلقة بالشيشان تقدما من وجهة نظر الاوروبيين الذين كانوا فضلوا الاستغناء عنها في البيان المشترك خلال القمة السابقة في بروكسل في تشرين الثاني/نوفمبر 2002، وذلك بدلا من عدم الاشارة اليها ابدا كما كان يطالب بوتين.

لكن تم التفاوض كما يبدو على كل كلمة فيها، كما افادت مصادر اوروبية. وبضغط من موسكو التي حصلت في نهاية كانون الاول/ديسمبر على عدم تجديد مهمة منظمة مؤتمر الامن والتعاون في اوروبا في الشيشان، يكتفي البيان بالتذكير "بامكانية ان تقدم منظمات دولية مساهمة جوهرية عبر التعاون الوثيق مع السلطات الروسية" من اجل تسوية سياسية.

وفي المؤتمر الصحافي المقتضب جدا الذي عقد في ختام القمة، اشار رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي بايجاز الى المواضيع "المثيرة للحساسية" بين روسيا والاتحاد الاوروبي التي تستحق ان تناقش بدون ان يذكر الشيشان تحديدا.

هذا، وافادت مصادر اميركية ان الرئيس الاميركي جورج بوش وصل اليوم السبت الى سانت بطرسبرغ (شمال غرب) للمشاركة في احتفالات هذه المدينة بالذكرى المئوية الثالثة لانشائها على ان يعقد قمة غير رسمية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين غدا الاحد.

ولهذه المناسبة سيلتقي بوش ابرز معارضي الهجوم الاميركي البريطاني على العراق الذين سيشاركون في القمة وخصوصا المستشار الالماني غيرهارد شرودر. وسينضم بوش مساء الى مأدبة عشاء في قصر بيترهوف قرب سانت بطرسبرغ يشارك فيها نحو اربعين رئيس دولة وحكومة.