أكد الرئيسان الأميركي جورج بوش والصيني هو غينتاو أمس خلال لقائهما الأول في البيت الأبيض، تصميمهما على تجاوز خلافاتهما حول قضايا شائكة مثل الأزمة النووية الإيرانية وعدم التوازن التجاري،لكن هذه الخلافات تجلت بوضوح في تصريحي الرئيسين خلال حفل الاستقبال الذي أقيم للرئيس الصيني في حديقة البيت الأبيض.

ودعا بوش الذي لا يستبعد استخدام القوة ضد طهران، إلى تعاون وثيق بين الولايات المتحدة والصين لمعالجة الأزمة النووية الإيرانية، وطلب من غينتاو استخدام "تأثيره القوي" على كوريا الشمالية بهدف الحصول على «تقدم ذي دلالة» من بيونغ يانغ في ما يتصل ببرنامجها النووي.

ورد الرئيس الصيني الذي يزور الولايات المتحدة لأربعة أيام، ان بلاده تؤيد مقاربة "دبلوماسية وسلمية" لمعالجة هذين الملفين.

ولم يعول بوش طبعا على التدخل غير المتوقع لناشطة في حركة فالونغونغ الدينية المحظورة، نجحت في اختراق الجهاز الأمني للرئاسة الأميركية، لدعم تصريحه حول حقوق الإنسان في الصين.

اما جينتاو الذي بدا عليه الاستياء فرفع صوته لعله يعلو على صوت المعارضة التي هتفت "فالونغونغ جيدة"، طالبة من بوش ان يتدخل لمصلحة حركتها، وسرعان ما أخرجتها الأجهزة الأمنية في البيت الأبيض.

وكان بوش أعلن قبل ذلك ان "الصين باتت مزدهرة لأن الصينيين يتمتعون بحرية شراء المنتجات وبيعها، والصين يمكنها تطوير نجاحها عبر منح الشعب الصيني حرية التجمع والتعبير وممارسة المعتقد".

وخلال مداخلتي الرئيسين، تجمع نحو 500 متظاهر خلف سور البيت الأبيض، بعضهم احتجاجا على "انعدام الحريات في الصين"، والبعض الآخر دعما للرئيس الصيني.

ومن المسائل الكبرى التي يختلف عليها الزعيمان قضية تايوان، وكرر بوش في هذا السياق سياسة "الصين الواحدة" التي تعتمدها الولايات المتحدة، مبديا معارضته أي تحرك أحادي من جانب الصين أو تايوان لتبديل الوضع الراهن.

وقال "نعارض كل التغييرات الأحادية الجانب للوضع الراهن في تايوان من أي جهة أتت، وندعو الطرفين بحزم إلى تفادي أي تحرك يتسبب بمواجهة أو استفزاز".

ورد نظيره الصيني ان "تايوان تشكل جزءا لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وسنواصل بذل كل جهودنا والقيام بكل المبادرات بكل صدق بهدف إعادة توحيد سلمية لضفتي مضيق تايوان".

وأضاف "لن ندع أحداً يسمح لتايوان بأن تنشق عن الصين مهما كانت الطريقة".

وفي ما يتصل بملف العلاقات التجارية الحساس، أكد جينتاو ان بكين ستواصل إصلاح نظام الصرف لديها وستتخذ تدابير لتسهيل الوصول التجاري إلى أسواقها.

وقال "سنواصل التقدم على صعيد إصلاح نظام الصرف واتخاذ إجراءات ايجابية لجهة بلوغ الأسواق وزيادة الواردات وتعزيز حقوق الملكية".