كررت كوندوليزا رايس، المرشحة لمنصب وزير الخارجية الامريكي، تحذير الحكومة السورية من أنها "قد تواجه عقوبات جديدة وعلاقات سيئة طويلة الامد" مع الولايات المتحدة بزعم تدخلها في العراق والعلاقات مع ما تسميه واشنطن "الارهاب".

وقالت رايس خلال جلسة اعتماد ترشيحها بمجلس الشيوخ "أعتقد أنه من العدل قول إن الحكومة السورية تنتهج سلوكا قد يفضي للاسف إلى علاقات سيئة طويلة الاجل مع الولايات المتحدة. ينبغي على سوريا أن تستجيب أخيرا الى ما تطلبه الولايات المتحدة".!

وقالت رايس إن ما يسمي بقانون محاسبة سوريا الذي أقره الكونجرس والرئيس الامريكي يعطي الادارة "بعض الادوات" للضغط على سوريا.

وهددت رايس بحشد هذه "الأدوات" بزعم ان "سوريا هي قوة غير بناءة في المنطقة"! "

وقال مسؤولون في الادارة الامريكية والكونجرس إن الرئيس الامريكي جورج بوش يستعرض عدة خيارات منها تجميد أصول مسؤولين كبار في الحكومة السورية.

وتنظر الادارة أيضا في فرض قيود من شأنها عزل بنوك سوريا من الناحية الفعلية ومنع المؤسسات المالية الأمريكية من التعامل معها.

وبنك سوريا التجاري هو البنك الوحيد المملوك للحكومة المتخصص في تقديم الخدمات المصرفية للتجارة الخارجية والقيام بالاعمال المصرفية التجارية بما فيها عمليات تحويلات الصرف الاجنبي.

ولم يتم أيضا استبعاد الخيارات العسكرية. وقالت مصادر على دراية بالمباحثات إن الادارة تبحث ما إذا كان يمكن للجيش الامريكي عبور الحدود السورية من العراق أثناء "ملاحقته" لمقاومين مطلوب اعتقالهم.

وكان بوش قد فرض في مايو آيار الماضي ، عقوبات اضافية على سوريا منها حظر على الصادرات الامريكية باستثناء الاغذية والادوية.

وطالب بوش سوريا اضافة إلى إيران بمنع دخول المقاتلين والاموال إلى العراق قبل الانتخابات المقررة في العراق اخر الشهر الجاري.

واتهم وزير الدفاع العراقي المؤقت البلدين بالعمل مع أبو مصعب الزرقاوي المتشدد الاسلامي الموالي للقاعدة في العراق.

وتنفي دمشق تلك الاتهامات وتقول إنها تفعل ما في وسعها لاحكام الرقابة على حدودها الصحراوية الطويلة مع العراق التي تمتد مئات الكيلومترات.

وبخصوص الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني، قالت رايس انها تنوي إدارة الإتصالات بين إسرائيل والفلسطينيين بشكل شخصي، وأن الرئيس الأمريكي جورج بوش لا ينوي تعيين مبعوث خاص للشرق الأوسط.

وبرأيها أتيحت فرصة في الشرق الأوسط وعلى جميع الأطراف إستغلال هذه الفرصة. وبحسب أقوالها فهي متفائلة من نتائج الإنتخابات لرئاسة السلطة، إلا أنها أكدت من جديد المطالب الأمريكية بوقف ما تسميه " الإرهاب"!

وقالت: لا يمكن الإستمرار بالعنف ضد إسرائيل والمطالبة بحل دولتين" ، وطالبت رئيس السلطة أبو مازن بتفكيك سلاح المقاومة بذريعة " لن يكون سلام بدون وقف الإرهاب"، على حد قولها.

ووصفت رايس المنظمات الفلسطينية بأنها "عصابات مسلحة"!! وذلك في مطالبتها بتوحيد الأجهزة الأمنية في جيش واحد بمساعدة الأردن ومصر والولايات المتحدة. اما الارهاب المنظم الذي تقوده اسرائيل ضد الفلسطينيين فلم تتطرق اليه رايس التي تعتبر العدوان الاسرائيلي المتواصل على الفلسطينيني "دفاعا عن النفس" بروح السياسة التي تبنتها اميركا دوما.

ويعتقد مساعدو رايس أنها ستلجأ إلى الدبلوماسية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وأنها تضع نصب عينيها تحسين صورة الولايات المتحدة في أوروبا بواسطة حملة دبلوماسية مكثفة، بالإضافة إلى تطوير الديمقراطية في الشرق الأوسط!! وتجديد تدخل الولايات المتحدة في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وكذلك معالجة بعض المسائل الإقتصادية.