اعلن الناطق باسم الخارجية الايرانية اليوم الثلاثاء ان اقالة وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الاثنين لن تؤدي الى تغيير في السياسة الخارجية الايرانية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمنبراست في التصريح الصحافي الاسبوعي ان "سياسات ايران الكبرى تحدد على مستويات اعلى ووزارة الخارجية تنفذ هذه السياسات. لن نشهد اي تغيير في سياستنا الاساسية".

واضاف "لا اعتقد انه سيحصل اي تغيير في السياسة النووية والمحادثات" مع القوى الست الكبرى حول البرنامج النووي الايراني.

وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اقال الاثنين بشكل مفاجىء وزير الخارجية منوشهر متكي من منصبه، وعين مكانه بالانابة رئيس البرنامج النووي الايراني علي اكبر صالحي.

وجاءت هذه الاقالة المفاجئة عبر قرارين صدرا عن الرئيس الايراني يتضمنان شكرا لمتكي على العمل الذي قام به، وتعيين صالحي مكانه بالانابة.

ولم يصدر اي تفسير لهذه الاقالة التي تأتي بعد ايام على استئناف المفاوضات بين ايران والقوى الست الكبرى حول الملف النووي الايراني.

ومن المتوقع مواصلة هذه المحادثات بين ايران والقوى الست (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن: الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين، الى جانب المانيا) في تركيا الشهر المقبل.

وصرحت وزيرة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي تمثل القوى الكبرى، انه جرت الموافقة خلال محادثات جنيف على اجراء مزيد من المحادثات "لمناقشة افكار وسبل عملية للتعاون من اجل تبديد المخاوف الاساسية بشان المسالة النووية".

الا ان كبير المفاوضين النوويين الايرانيين سعيد لاريجاني قال ان الجانبين اتفقا على اجراء "مزيد من المحادثات القائمة على التعاون".

وقال مهمنبراست "لقد حصل اتفاق على مواصلة المحادثات حول نقاط التعاون المشتركة" الممكنة بين طهران ومجموعة 5+1.

واضاف "اذا جرت هذه المحادثات في الاطار المرتقب وفي جو خال من اي ضغوط وتصرفات غير عقلانية، فانها ستتابع مجراها".

ويعد صالحي (61 عاما) القوة المحركة وراء برنامج ايران النووي. وبدأ خلال عهده تشغيل اول محطة نووية في البلاد.

وتصدرت اقالة متكي عناوين غالبية الصحف الايرانية.

وربطت عدة صحف مقربة من المحافظين هذا القرار بمعارضة متكي لقيام "دبلوماسية موازية" توكل لبعض المستشارين المقربين من احمدي نجاد.

وعنونت صحيفة "القدس" ان "الرئيس وضع حدا لخلافه مع وزير الخارجية"، مشيرة الى ان هذه الدبلوماسية الموازية اثارت في بعض الاحيان "ردود فعل شديدة اللهجة" من متكي.

وتحدثت صحيفة "خبر" المقربة من رئيس البرلمان علي لاريجاني عن "زلزال" قائلة "احمدي نجاد يعلم جيدا ان صالحي يروق للغرب بسبب وجهات نظره المعتدلة".

وكتبت ان الوزير الجديد بالوكالة "هو احد هؤلاء الاداريين الموكلين تشكيل دائرة جديدة داخل الحكومة رغم انه ليس بالضرورة من الخط العقائدي نفسه للرئيس".

وكان صالحي عين على رأس منظمة الطاقة الذرية في 17 تموز/يوليو 2009 مباشرة بعد اعادة انتخاب احمدي نجاد رئيسا وقد ثمن الغرب اعتداله.

ويحمل صالحي شهادة الدكتوراه وهو خريج معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الشهير في الولايات المتحدة وعمل ممثلا لطهران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا خلال فترة رئاسة الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي.

اما متكي (57 عاما) فهو دبلوماسي عين وزيرا للخارجية في اب/اغسطس 2005.

يشار الى ان متكي وصف خلال وجوده في المنامة في الثالث والرابع من كانون الاول/ديسمبر تصريح وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون حول امكان السماح لايران بتخصيب اليورانيوم بشروط معينة بانه "خطوة الى الامام".

والمعروف ان جميع المسؤولين الايرانيين يكررون دائما ان مسألة تخصيب اليورانيوم في ايران ليست "قابلة للتفاوض". ويبدو ان تعليقات متكي خالفت الموقف الرسمي للجمهورية الاسلامية.