شهد العام 2015 سياسيًا وعسكريًا، تطورات لافتة، كان أبرزها تمدد تنظيم الدولة الإسلامية - داعش في الخارج وتراجعه في أماكن سيطرته في سوريا والعراق؛ حيث فاجأ تنظيم الدولة العالم بهجمات دامية في باريس وأنقرة وسروج والولايات المتحدة وإسقاطه الطائرة الروسيّة.

وبرز في هذا العام، أيضًا، الدور الروسي المتنامي في العام، حيث تدخلت عسكريًا في سوريا، لأول مرّة في منذ قيام اتحاد الجمهوريات الروسية بُعيد انهيار الاتحاد السوفياتي، خارج الأراضي التي كانت تتبع الاتحاد المنهار، كما عملت روسيا على توطيد الحكم الروسي في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها إليها من أوكرانيا. ولم تسلم روسيا من تبعات تدخلها العسكري في سوريا، حيث سيرتبط العام 2015، بروسيا التي عاشت بين طائرين: إحداهما تبنى تنظيم الدولة إسقاطها في مصر والأخرى أسقطها الجيش التركي داخل الأراضي التركية.

وشهد الشرق الأوسط تطورات كبيرة في أزماته الكثيرة؛ حيث شنّت السعودية وحلفاؤها حربًا على الحوثيين والقاعدة في اليمن، انقسمت إلى قسمين أساسيّين: عملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل.

أما مصر، فما زالت تعيش تحت مطرقة الظلم وسندان الإرهاب، فقد تعرضت مدن مصرية عدّة لهجمات دامية متفرقة، أسفرت عن مقتل العشرات، أبرزها الهجوم الذي تعرض له الجيش المصري في سيناء تموز/يوليو الماضي؛ أما سياسيًا فلا زالت مصر تعيش تبعات القمع السياسي، حيث شهدت الانتخابات المصرية عزوفًا كبيرًا من الناخبين، ما ولّد برلمانيًا يطوف في فُلك الرئيس، بين مؤيّد يرى في السيسي مخلّصًا ومعارض لا يرى فيه إلا ذلك؛ مع تراجع مستمر للدور المصري إقليميًا، حيث فقدت الحكومة المصرية أوراق القوة في المفاوضات مع إثيوبيا حول سد النهضة، مع استمرار المشاريع الوهمية التي أعلن عنها السيسي، كتفريعة قناة السويس.

فلسطينيًا، شهدت الساحة الفلسطينية أبرز أحداثها منذ اندلاع الربيع العربي، حيث انتهت حالة الانتظار الحَذِر إلى انتفاضة جديدة، وقودها السكاكين والسيارات وأسفرت عن استشهاد ما يقارب 150 شهيدًا.