يعصف بجنوب السودان عنف واسع النطاق منذ اندلع القتال في العاصمة جوبا ثم امتد إلى مناطق أخرى بين قوات موالية لكير ونائبه السابق ريك مشار وهما ينتميان لمجموعتين عرقيتين متنافستين.

وتقدر الأمم المتحدة أن العنف شرد نحو ثلاثة ملايين من مواطني جنوب السودان في أكبر نزوح عبر الحدود في أفريقيا منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.

ويقول المدنيون الذين فروا من العنف إلى دول مجاورة إن القوات الحكومية، وأغلب أفرادها من قبيلة الدنكا التي ينحدر منها كير، تقوم بعمليات قتل وغيرها من الجرائم ضد قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار وقبائل أخرى أصغر يُشتبه بدعمها للمتمردين.

وفر أكثر من نصف ذلك العدد إلى دول مجاورة لا سيما أوغندا، وأعلنت الأمم المتحدة المجاعة في بعض أجزاء البلاد.

وقالت وزيرة التنمية الدولية البريطانية بريتي باتيل، أمس الأربعاء، إن القتل والفظائع الأخرى التي تحدث في جنوب السودان تصل إلى حد الإبادة الجماعية وإن على القادة الأفارقة أن يتحركوا إزاءها وألا يعتمدوا على الآخرين من أجل الاستجابة لتلك الفظائع.

وأضافت للصحفيين في أوغندا المجاورة أن حكومة الرئيس سلفا كير تمنع وصول المساعدات .. هناك مذابح تقع وحلوق أشخاص تُشق.. وقرى تحرق عن آخرها.. هناك سياسة للأرض المحروقة'.

كما انتقدت باتيل الزعماء الأفارقة لعدم الضغط على حكومة جنوب السودان لإنهاء الفظائع والصراع واتهمتهم بالتطلع إلى الآخرين لحل صراع في فنائهم الخلفي.

وقالت 'لماذا لا يناصرون أشخاصا يذبحون...هم إخوانهم وأخواتهم الأفارقة.

وتفجر القتال في تموز/يوليو 2016 بينما كانت الدولة المنتجة للنفط لا تزال تئن تحت وطأة أولى حروبها الأهلية التي اندلعت في 2013 بعدما عزل كير نائبه مشار من منصبه.

وانتهى الصراع باتفاق سلام عام 2015 وعاد مشار إلى منصبه كنائب للرئيس في وقت مبكر من العام الماضي. لكن التوتر بين الرجلين ظل كامنا وقاد في آخر الأمر إلى أحدث أعمال العنف.

اقرأ/ي أيضًا | جنوب السودان يفضل شراء السلاح على محاربة المجاعة