أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يوم الجمعة الماضي، تكريم عملاء جزائريين حاربوا مع الاستعمار الفرنسي ضد أبناء شعبهم في خمسينيات القرن الماضي، بعد نحو أسبوع من اعترافه بأن القوات الفرنسية انتهجت التعذيب في الجزائر.

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس"، فإن ماكرون منح 26 عميلا جزائريا أوسمة رفيعة المستوى لتعاونهم إبان استعمار فرنسا للجزائر ومساعدة المستعمرين بحربهم ضد المقاومة الجزائرية.

وعُرف هؤلاء باسم "الحركي"، وحاربوا في صفوف قوات الاستعمار الفرنسي إما طواعية أو كانوا في صفوفه قبل الثورة واستمروا بذلك، وحاربت المجموعتان المقاومة الجزائرية المتمثلة بجبهة التحرير الوطني، وهرب بعضهم إلى فرنسا بعد إعلان الاستقلال عام 1962، خوفا من أن تتم تصفيتهم لخيانتهم.

وارتبطت كلمة "الحركي" منذ ذلك الحين، بالثقافة الجزائرية العامة التي باتت تتعامل مع المصطلح على أنه يعني العميل أو الخائن، بحسب وكالة الأنباء البريطانية "بي بي سي".

وبلغ عدد أفراد "الحركي" نحو 150 ألف جندي حاربوا في صفوف الاستعمار الفرنسي، وهرب نحو 60 ألف منهم إلى فرنسا لتضعهم القوّة الاستعمارية في مراكز للإيواء ليذوقوا أسواء أنواع الفقر والإهمال، ويبلغ عددهم هم وأسرهم، نحو نصف مليون إنسان، معظمهم يعانون من ظروف معيشية صعبة.

ويأتي تكريم ماكرون لعملاء الجزائر الكبار، بعد أسبوع واحد فقط من اعتذاره عن "خطأ النظام" الذي أدى إلى مقتل الشيوعي الفرنسي الذي دعم المقاومة الجزائرية، موريس أودان، الذي قضى تحت تعذيب قوات الاستعمار الفرنسي في الجزائر عام 1957.

اقرأ/ي أيضًا | ماكرون يعترف بالمسؤولية عن قتل أودان والجزائر تنتظر اعترافات أخرى