قتل خسمة مدنيين بينهم طفلان من جرّاء سقوط قذيفة هاون على سيارة أجرة في إقليم قندهار، جنوبي أفغانستان، اليوم، الأحد، بحسب ما أعلن مسؤول أفغاني، وذلك في ظل تصاعد الصراع بين طالبان وقوات الأمن الأفغانية.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وألقى المتحدث باسم شرطة الإقليم، جمال ناصر باريكزاي، باللوم على حركة "طالبان" في الهجوم، رغم نفي المسؤولين في الحركة ضلوعهم في الهجوم.

وفي ولاية هلمند، هجرت عائلات أفغانية بأكملها منازلها بينما يستمر القصف الجوي على الأحياء وتملأ الجثث الأزقة مع نقل طالبان معاركها إلى المدن خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وقال سكان في مدينة لشكر قاه إن طالبان تخوض حرب "شوارع" شرسة ضد قوات الأمن الأفغانية فيما حاصر عناصرها مقار للشرطة ومكتب الحاكم المحلي.

وأفادت مصادر محلية في لشكر قاه، عاصمة ولاية هلمند، "تقصف الطائرات المدينة كل دقيقة. تعرّض كل شبر من المدينة للقصف". وأضاف "يمكن رؤية الجثث في الشوارع. هناك جثث في الساحة الرئيسية".

وعلى صلة، قال المتحدث باسم الجيش الأفغاني، الجنرال أجمل عمر شينواري، في مؤتمر صحافي عقده اليوم، إن ثلاث ولايات في جنوب وغرب أفغانستان تشهد أوضاعا أمنية حرجة.

وأضاف أن الجيش يحاول التصدي لطالبان في ولاية هلمند.

(أ ب)

كما تشهد ولاية قندهار - مهد حركة طالبان - وكذلك ولايتي هلمند وهيرات، هجمات متواصلة؛ فيما أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية، عن قصف بالقذائف، طال مطار قندهار.

وأوضحت الداخلية الأفغانية أنه عقب الاعتداء الذي لم يسعقفر عن أضرار بشرية، تم إلغاء رحلات الطيران في المطار المذكور.

وقال حاكم ولاية هلمند، عطا الله أفغاني، إن حركة طالبان عززت قواتها في عاصمة الإقليم، لاشار غاه، اليوم، وإن المسلحين يسيطرون الآن على الحي السابع بالمدينة.

وتقوم كل من طالبان والحكومة بتبادل بالتهم وتقاذف المسؤولية في الهجمات على المدنيين في العاصمة كابول ومناطق أخرى. ونادرا ما يتم التعرف على الجناة، كما لا يتم عادة إعلان نتائج التحقيق في أعمال العنف.

(أ ب)

وتصاعد مستوى العنف في أفغانستان، منذ مطلع أيار/ مايو الماضي، مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية بأمر من الرئيس جو بايدن في نيسان/ أبريل الماضي، والمقرر اكتماله بحلول 11 سبتمبر المقبل.

وتسعي طالبان الآن للاستيلاء على عواصم الولايات، بعد أن استولت بالفعل على مناطق إدارية أصغر خلال الفترة السابقة.

كابل ترسل تعزيزات عسكرية إلى هرات وسط تقدم طالبان

هذا وأرسلت الحكومة الأفغانية تعزيزات عسكرية إلى مدينة هرات الواقعة غربي أفغانستان، بعد يوم من تقدم طالبان نحو مركز المدينة، بحسب إعلام محلي.

وذكرت قناة "طلوع نيوز" المحلية أن التعزيزات جاءت بعد يوم من انتقاد وزارة الدفاع من قبل محمد إسماعيل خان، القيادي البارز في الجماعة الإسلامية التي تقود القتال ضد طالبان في هرات إلى جانب عشرات من قوات الانتفاضة الشعبية، لتأخرها في إرسال التعزيزات إلى هرات.

ودخلت الاشتباكات في هرات يومها الرابع، تحديدا في الجزء الجنوبي من المدينة بالقرب من جسر مالان الذي سيطرت عليه حركة طالبان يوم أمس، السبت.

(أ ب)

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، فؤاد أمان، إن التعزيزات وصلت إلى المدينة صباح الأحد، متعهدة بالسيطرة على الوضع الأمني ​​هناك.

وقال مسؤولون محليون إن مئات العائلات نزحت من الأجزاء الجنوبية من مدينة هرات بسبب الاشتباكات المستمرة.

وانتقد بعض المشرعين والمحللين هجمات طالبان على هرات، أمس السبت باعتبارها انتهاكًا واضحًا لالتزاماتهم باتفاق الدوحة. وقالت طالبان إن الجماعة ليس لديها أي التزام بعدم مهاجمة المدن الكبرى.

تعليق الطيران في 5 ولايات أفغانية

وفي سياق متصل، أعلنت السلطات الأفغانية، اليوم تعليق رحلات الطيران في 5 من ولاياتها، وذلك على خلفية أعمال العنف المتصاعدة في البلاد.

وبحسب إدارة الطيران المدني في أفغانستان، فقد تم تعليق رحلات الطيران في ولايات بدخشان، وقندوز، وفارياب، وهلمند وقندهار.

وبهذا الخصوص، قالت الشرطة: "حركة ‘طالبان‘ ضربت مطار قندهار بثلاثة صواريخ على الأقل، أول قذيفتين صاروخيتين ألحقتا أضرارا جزئية بمدرج المطار، فيما لم تتسبب القذيفة الثالثة في أضرار كبيرة".

وأكد مسؤولون أنه "سيتم استكمال الإصلاحات قريبًا بهدف استئناف عمليات الطيران بحلول الإثنين"، بحسب مراسل الأناضول.

من جهتها، أعلنت حركة "طالبان" مسؤوليتها عن الهجوم. وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، عبر تويتر، إن "مقاتلينا صادروا أسلحة وذخائر وسيارات خلال الهجمات الأخيرة".

وقبل يومين أعلنت أفغانستان تعليق رحلات الطيران في مطار هرات، غربي البلاد.

وعلى صلة، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، في بيان، "مقتل 254 على الأقل من عناصر طالبان، وإصابة 97 آخرين في عمليات أمنية بعدة مقاطعات، منها، غزني وقندهار وهرات وفرح وبلخ وهلمند وتخار وقندوز وبغلان وكابل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية".