كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن المباحثات التي تجريها طهران مع الرياض منذ أشهر، حققت "تقدما جادا" بشأن أمن الخليج، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا"، اليوم الخميس.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وقال المتحدث سعيد خطيب زادة إن الطرفين أجريا مباحثات "جيدة" بشأن العلاقات الثنائية المقطوعة بينهما منذ أكثر من خمسة أعوام، وأضاف أن "التقدم بشأن أمن الخليج الفارسي كان جادا للغاية"، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية.

وأجرى مسؤولون سعوديون وإيرانيون جولات من المباحثات خلال الأشهر الماضية في بغداد، كُشف عنها للمرة الأولى في نيسان/ أبريل الماضي، في ما يعد أبرز تواصل مباشر بينهما منذ قطع الرياض علاقاتها مع طهران في كانون الثاني/ يناير 2016.

وتعد إيران والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفّات الإقليمية ومن أبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفًا عسكريًا داعمًا للحكومة المعترف بها دوليًا، وتتّهم طهران بدعم الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.

كذلك، تبدي السعودية الحليفة للولايات المتحدة، قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ"التدخّل" في دول عربية مثل سورية والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.

وأتت تصريحات خطيب زادة من نيويورك، حيث يتواجد مع الوفد الإيراني المشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وكان العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، قد أبدى في خطابه أمام الجمعية العامة، أمس، الأربعاء، أمله في أن تؤدي المباحثات مع إيران الى "نتائج ملموسة".

اقرأ/ي أيضًا | الملك سلمان: نأمل أن تؤدي محادثات بناء الثقة مع إيران إلى نتائج ملموسة

وقال الملك سلمان في الكلمة التي ألقاها عبر الاتصال المرئي إن "إيران دولة جارة، ونأمل أن تؤدي محادثاتنا الأولية معها إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة، والتمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا في إقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".

ودعا طهران إلى "وقف جميع أشكال الدعم" للمجموعات المسلحة المقربة منها في المنطقة، وأهمية "جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل".

وجدد خطيب زادة موقف بلاده بأن شؤون المنطقة والعلاقات بين دولها، يجب أن تتم في إطار إقليمي دون تدخل دولي.

وقال "إذا أولت حكومة المملكة العربية السعودية اهتماما جادا برسالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأن حل المشكلات في المنطقة يكمن داخل المنطقة نفسها (...) حينها يمكن أن تكون لدينا علاقة مستقرة وجيدة بين البلدين المهمين في المنطقة، وهما إيران والسعودية".

وأكد خطيب زادة أن "التواصل" بين البلدين الذي بدأ في عهد الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، استمر بعد تولي خلفه إبراهيم رئيسي مهامه في آب/ أغسطس الماضي، من دون أن يحدد ما إذا كان الطرفان قد عقدا جولات مباحثات مباشرة منذ ذلك الحين.

والأربعاء، ذكرت وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية للأنباء، أن وزير الخارجية السعودي التقى، يوم الثلاثاء الماضي، مع نظيره الإيراني، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وذكرت الوكالة إن وزير خارجية إيران التقى مع مسؤولين سعوديين ومن دول خليجية وعربية أخرى، وقال إن تعزيز العلاقات مع الجيران يأتي على رأس أولويات الحكومة الجديدة.

وأوضحت الوكالة أن اللقاء تم بحضور وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، و"وزراء خارجية وممثلون كبار" لدول بينها السعودية والكويت وقطر ومصر والأردن وتركيا وفرنسا إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي.

وشارك ممثلون عن الرياض وطهران في لقاءات مغلقة في بغداد خلال الأشهر الماضية تهدف لتحسين العلاقات بين الخصمين الإقليمين المقطوعة منذ العام 2016.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية على "تويتر" إن أمير عبد اللهيان عقد ما وصفته باجتماع متابعة لاجتماع عقده خلال مؤتمر في بغداد في 28 آب/ أغسطس.

ولم تذكر الوكالة أسماء أي ممن حضروا اجتماع أمس باستثناء أمير عبد اللهيان، لكن زيارته إلى بغداد في آب/ أغسطس تضمنت اجتماعا مع مسؤولين من دول الخليج العربية.

وقالت وكالة "مهر" إن العراق، الذي يحاول التوسط بين طهران والسعودية، رأس الاجتماع في مقر سفيره بنيويورك.

ونقلت الوكالة عن أمير عبد اللهيان قوله: "اجتماعنا يؤكد حقيقة أن إنهاء الأزمات وسوء التفاهم والخلافات لا يكون سوى من خلال الدبلوماسية والحوار فقط. وأضاف: "تعزيز وتطوير العلاقات مع الجيران والمنطقة يأتي على رأس أولويات الحكومة الجديدة لجمهورية إيران الإسلامية".