غروسي في طهران: المهلة قصيرة أمام الولايات المتحدة وإيران لإبرام اتفاق
أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، اليوم الخميس، خلال زيارة لطهران، أن المهلة قصيرة أمام الولايات المتحدة وإيران، للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، بعدما باشر البلدان مباحثات بهذا الشأن.
وقال غروسي لوسائل إعلام إيرانية "نحن في مرحلة حاسمة في هذه المفاوضات المهمة (..) ندرك أننا لا نملك إلّا مهلة قصيرة؛ لذا أنا هنا (...) لتسهيل هذه العملية".
والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ومقرها في فيينا، مكلفة التحقق من الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، أن غروسي يجري محادثات مع المدير العام للمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، محمد إسلامي، من دون توفير مزيد من التفاصيل.
وعنونت صحيفة "شرق" الإصلاحية أن الزيارة تفتح "فصلا حساسا في الدبلوماسية الإيرانية".
وقال غروسي في مقابلة مع صحيفة "لوموند"، إن إيران "ليست بعيدة" عن تطوير قنبلة نووية.
وأضاف "إنها أشبه بأحجية، لديهم القطع، وقد يتمكنون يوما ما من تجميعها"
وذكر أنه "لا يزال أمامهم مسافة ليقطعوها، قبل أن يصلوا إلى تلك المرحلة. لكنهم ليسوا بعيدين، علينا أن نقر بذلك".
ووصل غروسي، أمس الأربعاء، إلى طهران حيث التقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
ورحب عاقجي وهو دبلوماسي متمرس قاد من الجانب الإيراني المحادثات حول البرنامج النووي، الخميس، عبر منصة "إكس" بـ"مناقشة مجدية" مع غروسي، مضيفا "في الأشهر المقبلة يمكن للوكالة أن تضطلع بدور أساسي في التسوية السلمية للملف النووي الإيراني".
وندّد الوزير الإيراني بـ"مثيري الاضطرابات، الذين يتجمعون لإخراج المفاوضات الجارية عن السكة".
ويبدو أن هذا الكلام يشير إلى تغير ظاهري في موقف إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، فقد أكد المفاوض الأميركي، ستيف ويتكوف، أول من أمس، الثلاثاء، أن على إيران "أن توقف برنامج التخصيب والعسكرة النووية والتخلص منه".
وكان ويتكوف قد امتنع، الإثنين، عن المطالبة بتفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني، لكنه دعا إلى الحدّ من قدرات تخصيب اليورانيوم الإيرانية.
وتعدّ إيران وقف كل نشاطاتها النووية، بما يشمل الأغراض المدنية "خطا أحمر".
وباشرت الولايات المتحدة وإيران، اللتان لا تقيمان علاقات دبلوماسية منذ 1980 بعد الثورة الإسلامية في 1979، مباحثات السبت الماضي، بوساطة عمانية.
واتفق البلدان على جولة جديدة، السبت، في روما.
وقبل هذه المحادثات، يزور وزير الخارجية الإيراني، موسكو اليوم الخميس، لإجراء مشاورات بشأن النووي.
وسينقل عراقجي إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، رسالة خطية من المرشد الأعلى الإيرانيّ، علي خامنئي.
وقال لدى وصوله إلى روسيا بحسب مشاهد بثها التلفزيون الإيراني العام، إنّ "التبادل المنتظم مع روسيا والصين يسمح لنا بضبط مواقفنا" معهما.
وروسيا هي من الدول المشاركة في الاتفاق النووي الإيراني المبرم مع إيران في 2015؛ لكنه بات بحكم الميت إثر قرار الولايات المتحدة الانسحاب منه من جانب واحد في 2018 خلال ولاية ترامب الأولى.
وشاركت في إبرام الاتفاق أيضا ثلاث دول من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، هي فرنسا والمملكة المتحدة والصين، فضلا عن ألمانيا والاتحاد الأوروبي.
وينصّ الاتفاق على رفع العقوبات الدولية عن إيران في مقابل ضبط برنامجها النووي، والإشراف عليه من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتفيد الوكالة بأن إيران، احترمت التزاماتها حتى انسحاب الولايات المتحدة منه، وإعادة فرض عقوبات عليها.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/ يناير الماضي، يدعو ترامب إيران إلى التفاوض على اتفاق جديد، لكنه يهدد بقصف هذا البلد، في حال فشل السبل الدبلوماسية.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ترامب أقنع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بعدم ضرب مواقع نووية إيرانية، لإتاحة المجال للجهود الدبلوماسية.
وتفيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن إيران هي الدولة الوحيدة غير الحائزة سلاحا نوويا التي تخصب اليورانيوم عند نسبة 60 %، وهو مستوى عال، أي انها باتت قريبة من نسبة 90 % الضرورية لصنع سلاح نووي، مشيرة إلى أنها تواصل تخزين المواد الانشطارية بكميات كبيرة.
وكان الاتفاق المبرم العام 2015، يحدّ نسبة تخصيب اليورانيوم من جانب إيران عند مستوى 3,76 %.
وتشتبه الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، فضلا عن إسرائيل منذ فترة طويلة بسعي إيران إلى امتلاك السلاح النووي. في المقابل تنفي طهران أن تكون تسعى لذلك مؤكدة أن أغراض برنامجها مدنية بحتة.