أعرب كوفي عنان، عن تفاؤله بعد جولة ثانية من المحادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الأحد، لكنه اعترف بأنه سيكون من الصعب التوصل لاتفاق لوقف إراقة الدماء، هذا في الوقت الذي أفادت فيه أنباء عن موافقة روسيا على نقل صلاحيات الأسد إلى نائبه.

وقال عنان، مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، إلى سوريا، للصحفيين في دمشق اليوم: "سيكون الأمر شاقا، سيكون صعبا لكن علينا التحلي بالأمل".

وتابع مستشهدا برغبة عامة لإحلال السلام في سورية: "أشعر بتفاؤل لعدة أسباب."

مقترحات ملموسة ووقف فوري للقتل

وأبلغ عنان الصحفيين أنه قدم للأسد "مقترحات ملموسة" ودعا إلى وقف فوري للقتل في سورية، حيث تقول الأمم المتحدة إن قوات الأسد قتلت 7500 شخص خلال عام من قمع الاحتجاجات، وتقول السلطات إن ألفي جندي قتلوا على أيدي مسلحين.

وقال عنان: "حثثت الرئيس على العمل بالمثل الإفريقي الذي يقول: لا يمكنك تغيير اتجاه الريح ولذا غير اتجاه الشراع"، وأضاف أن سورية بحاجة إلى إجراء تغيير وإصلاح.

واستطرد: "يجب أن تبدأ بوقف القتل والمآسي والانتهاكات التي تحدث اليوم ثم تمنح وقتا لتسوية سياسية."

وقال عنان الذي التقى بعلماء دين في دمشق اليوم الأحد أيضا، إن الوضع "سيئ وخطير للغاية"، وإن كل السوريين يتحملون مسؤولية "المساعدة في علاج وإصلاح هذه الأمة."

وقد أكد الأسد لعنان، أن الحوار السياسي لن ينجح "طالما تواجدت مجموعات إرهابية مسلحة في البلاد".

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، بأن الأسد أكد لعنان أن "سورية مستعدة لإنجاح أي جهود صادقة لإيجاد حل لما تشهده من أحداث".

وتزامنت زيارة عنان لدمشق مع تصاعد وتيرة العنف في أنحاء سورية.

حوار بين النظام والمعارضة

من جهة أخرى، كشف مصدر دبلوماسي عربي عن موافقة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على اعتماد مبادرة عربية تنصّ على نقل صلاحيات الرئيس السوري بشار الأسد إلى نائبه، على أن يكون ذلك ضمن مرجعيات مهمة كوفي عنان، وفقا لما نشرته صحيفة "الحياة".

ونقلت "الحياة" عن الدبلوماسي قوله، ‘ن هذا القبول بالحلّ العربي، يعد تقدما ملموسا في الموقف الروسي، علما بأن موسكو كانت ترفض رفضا قاطعا هذا البند، باعتباره يقود إلى تنحي الأسد.

وبعد جلسة شهدت ردا شديدا من جانب السعودية وقطر على كلمة ألقاها وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، جاء الاعلان المفاجئ من جانب وزير خارجية قطر ونظيره الروسي، عن اتفاق يضع أساسا لحل الأزمة في سورية، وأبرز نقاط الحل: "وقف العنف من أي مصدر كان، كأولوية قصوى في هذا الوضع، وتشكيل آلية مراقبة محايدة لمتابعة الوضع في سورية، والاتفاق على استبعاد فكرة التدخل الأجنبي، وإتاحة وصول المساعدات الانسانية إلى المحتاجين، ودعم مهمة كوفي عنان لإطلاق حوار بين دمشق والمعارضة السورية على أساس المرجعيات التي اعتمدتها الأمم المتحدة والجامعة العربية."