خفضت الأمم المتحدة والأطراف الأخرى المشاركة في جهود السلام السورية من توقعاتها بشأن حدوث انفراجة كبيرة في محادثات جنيف المقررة خلال أيام في ظل ارتباك السياسة الأميركية بشأن الأزمة السورية وعدم وضوح علاقتها مع روسيا.

وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، في كلمة بمؤتمر ميونيخ الأمني، إن عدم وضوح الموقف الأميركي جعل حل القضايا الشائكة في الصراع الممتد منذ ستة أعوام أكثر صعوبة من جهود الوساطة التي أجراها بشأن العراق وأفغانستان في السابق.

وقال 'لا يمكنني أن أقول لكم (إن كانت ستنجح) ولكن علينا أن نعمل على أن تكون هناك قوة دفع حتى إذا لم يكن من الممكن أن يصمد وقف إطلاق النار طويلا إن لم يكن هناك (حل) سياسي'، في إشارة إلى وقف إطلاق النار الهش الذي أعلن بوساطة روسيا وتركيا في آستانة عاصمة كازاخستان.

وزادت التساؤلات بشأن نهج واشنطن لإنهاء الحرب. ولم يتضح بعد هل سيفي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بوعد بناء علاقات أقوى مع روسيا خاصة في الحرب ضد تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش). وقال دي ميستورا للمندوبين 'شيء واحد أبحث عنه في هذه اللحظة... استراتيجية أميركية واضحة. أين الولايات المتحدة (من الحل السياسي)؟ ليس عندي رد لأنني لا أعرف'.

وتستأنف المحادثات السورية في جنيف يوم الخميس المقبل بعد تسعة أشهر تقريبا من إعلان دي ميستورا وقفها عقب سلسلة جولات أفضت في النهاية إلى تصعيد للعنف.

وقال رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في تصريحات لوسائل إعلام فرنسية قبل أيام، إنه يعتبر كل من يقاتله إرهابيًا، في دلالة على أن الوفد الحكومي سيظل على موقفه في محادثات جنيف.

وقال دبلوماسيون أوروبيون في وقت سابق إن مسؤولين أميركيين استبعدوا التعاون العسكري مع روسيا حتى تضغط على دمشق لقبول وجهة نظر أشمل. وقال دي ميستورا إن المحادثات ستركز على صياغة دستور جديد وإقامة انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة وحكم يتسم بالشفافية وقابل للمحاسبة.

وسأل عدد من المندوبين دي ميستورا عن سبب توقف الأمم المتحدة عن استخدام عبارة 'انتقال سياسي' في وصف أهداف المحادثات. وتعتبر المعارضة العبارة خروج الأسد أو على الأقل تقليص سلطاته.

ولم يرد دي ميتسورا مباشرة على السؤال لكنه قال إن تركيزه سيظل منصبا على قرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي يركز على الحكم الرشيد ودستور جديد وانتخابات.

وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أنس العبدة، إنه من غير الواضح هل سيتم إلزام الأسد بالرحيل. وقال إن المشاركين لن يتمكنوا من معالجة التهديدات الأمنية العميقة بينما لا يزال الأسد في السلطة.

في انتظار ترامب

قال المبعوث الأميركي، بريت مكجورك، إن الإدارة الأميركية تجري مراجعة شاملة لسياستها بشأن سورية يتوقع استكمالها في الأسابيع المقبلة لكنه حذر من رفع سقف التوقعات. وقال مكجورك للمشاركين في مؤتمر ميونيخ 'لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستخرج بحل يناسب الجميع لأنه لا وجود له'.

وقال المبعوث الأميركي إن واشنطن تركز بشدة على تحرير الرقة من تنظيم 'داعش' وتتبنى مفهوم 'أميركا أولا' الذي أعلنه ترامب.

وتابع المسؤول الأميركي قائلا 'سنكون أنانيين بشأن تقديم مصالحنا. أول شيء سيتعين علينا هزيمة داعش هذا مهم لأنه تهديد لنا جميعا. وحتى الآن تستقر داعش في الرقة ومنها تخطط هجمات كبيرة ضدنا كلنا'.

اقرأ/ي أيضًا | النظام السوري يكثف هجومه قبيل المفاوضات

وحث المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش، كينيث روث، الدول الأخرى على تسريع الجهود محذرا من أن الحكومة السورية قد تكرر التكتيكات الوحشية التي ارتكبتها في حصار حلب.