أكدت وكالات إغاثة دولية تابعة للامم المتحدة، اليوم الخميس، أن الغارات الجوية التي تشهدها سورية هي "الأعنف منذ المعركة الطاحنة التي دارت في شرق حلب العام الماضي"، وأن هذه الضربات الجوية المكثفة "تسقط مئات القتلى من المدنيين".

ووصفت هذه الوكالات الأممية ما يجري بأنها "أعمال ربما ترقى إلى جرائم حرب"، مشيرة إلى أن المستشفيات والمدارس والأشخاص الفارين من العنف تستهدفهم الضربات الجوية المباشرة".

ولم توجه الأمم المتحدة اتهامات لأي جهة.

 في حين يؤكد ناشطون في المعارضة ومدنيون سوريون أن طائرات عسكرية، على الأرجح روسية، "قتلت ما لا يقل عن 60 مدنيا أثناء محاولتهم الفرار من القتال الضاري في محافظة دير الزور بسورية، عندما استهدفت قواربهم الصغيرة وهم يحاولون عبور نهر الفرات".

وأضافوا أن الطائرات استهدفت "زوارق مطاطية وقوارب تحمل عشرات الأسر الفارة من مدينة العشارة على الضفة الغربية للفرات جنوبي مدينة دير الزور عاصمة المحافظة".

وتنفذ روسيا، بالإضافة إلى "التحالف الدولي" الذي تقوده الولايات المتحدة، ضربات جوية بشكل منفصل في سورية، في مسعى لإلحاق "الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية"، على حد قولها، في حين تؤكد مصادر ميدانية محلية أن جلّ الضحايا هم من المدنيين السوريين.

منسق أممي: أكثر الشهور دموية

وفي السياق، نقلت تقارير إخبارية عن بيان لمنسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية، بانوس مومتزيس، أن "شهر أيلول/سبتمبر هو أكثر الشهور دموية في 2017 بالنسبة للمدنيين" السوريين مع ورود تقارير يومية عن هجمات على مناطق سكنية تسفر عن مئات حالات الوفاة والإصابة.

وأضاف مومتزيس في بيانه، أن "الضربات الجوية أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص هذا الأسبوع في الرقة، التي لا يزال ثمانية آلاف شخص موجودين بها، وأيضا ما لا يقل عن 149 شخصا أغلبهم نساء وأطفال في مناطق سكنية بمحافظة إدلب التي تسيطر عليها قوات معارضة في شمال غرب سورية خلال الأيام الـ12 الأخيرة من شهر أيلول/سبتمبر".

كما أفاد مومتزيس بأن "تفجيرات وقعت في دمشق أسفرت عن مقتل 20 شخصا"، ووردت تقارير أيضا عن خسائر في الأرواح في مناطق ريفية حول العاصمة السورية وفي حماة وحلب ودير الزور.

الصليب الأحمر: هذه هي أسوأ مستويات للعنف

بدورها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إن "هناك أنباء عن أضرار لحقت بنحو عشرة مستشفيات في الأيام العشرة الأخيرة مما حرم مئات الآلاف من الحصول على الرعاية الطبية".

وعبرت اللجنة عن "قلقها من وقوع أعمال عنف في العديد مما يطلق عليه مناطق "خفض التصعيد" في إدلب وريف حماة والغوطة الشرقية".

وقالت: "هذه هي أسوأ مستويات للعنف منذ معركة حلب في 2016".

ونقل تقرير لرويترز عن رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية، ماريان جاسر، قولها إنه "على مدى الأسبوعين المنقضيين شهدنا زيادة مقلقة في العمليات العسكرية المرتبطة بمستويات مرتفعة من الضحايا المدنيين".

وأضافت: "ينقل زملائي قصصا مروعة مثل عائلة تضم 13 فردا فرت من مدينة دير الزور لتفقد عشرة من أفرادها في ضربات جوية وانفجار عبوات ناسفة على الطريق".

اقرأ/ي أيضًا | 15 قتيلا بتفجير انتحاري لقسم شرطة الميدان بدمشق