بدأت التحضيرات، صباح اليوم الخميس، لتهجير مدينة حرستا بعد الاتفاق الذي توصلت إليه حركة أحرار الشام مع روسيا برعاية أممية، والذي يقضي بخروج كل من لا يريد المصالحة مع النظام السوري، من المدنيين والمقاتلين، إلى إدلب، في حين واصل النظام قصف مدن وبلدات الغوطة الشرقية التي يحاصرها منذ سنوات.

وقالت مصادر محلية ووسائل إعلام إن الآليات العسكرية والجرافات بدأت صباح اليوم بإزالة السواتر الترابية التي وضعت على مداخل مدينة حرستا وفي شوارعها، لإتاحة دخول الحافلات التي ستقل من لا يريد المصالحة مع النظام وكذلك لدخول السيارات التابعة للهلال الأحمر.

وبدأت التحضيرات في أوساط المدنيين للتهجير، إذ حزم من يريد الخروج أمتعته في حين تشاركت الطواقم الطبية والأهالي في تجهيز الجرحى لنقلهم بسيارات الإسعاف وفقًا لمدى خطورة إصاباتهم.

وينص الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مدينة حرستا بعد مفاوضات مع روسيا برعاية أممية، على خروج المقاتلين والمدنيين الراغبين بعدم البقاء في حرستا إلى محافظة إدلب، بضمانة روسية، ويُقدَّر عدد المهجَّرين بقرابة ثمانية آلاف شخص.

وينص الاتفاق على خروج العسكريين بسلاحهم الفردي، وإعطاء ضمانات للأهالي الذين يرغبون بالبقاء في المدينة من النظام وروسيا، بعدم التعرض لأحد في المدينة، والحفاظ على مكون المدينة، دون تهجير أو تغيير ديموغرافي.

كما ينص أيضًا على بدء عملية التهجير صباح اليوم الخميس، رفقة الهلال الأحمر السوري، وتشكيل لجنة مشتركة من أهالي حرستا من أجل متابعة شؤون من بقي في المدينة، وأمور المعتقلين وتسيير شؤون المدينة.

ويشار إلى أن الاتفاق فُرض على حرستا بعد قصف عنيف من قوات النظام على المدينة، أسفر عن مقتل وجرح مئات المدنيين، والذي تزامن مع محاولات اقتحام، وحصار دام أكثر من خمس سنوات.

من جانب آخر، تستمر المفاوضات بين "جيش الإسلام" وروسيا حول مدينة دوما شمال الغوطة، بالتوازي مع مفاوضات بين "فيلق الرحمن" وروسيا حول عربين وعين ترما وزملكا في جنوب الغوطة، دون الإعلان عن توصل إلى اتفاق بين الأطراف.

اقرأ/ي أيضًا | الغوطة: اتفاق على إجلاء مقاتلين والوضع بمراكز الإيواء "مأساوي"