قالت منظمة حقوقية دولية إن الاستفتاء الذي وافق عليه الناخبون المصريون والذي يسمح للرئيس عبد الفتاح السيسي بتمديد حكمه إلى عام 2030 جرى في بيئة "غير نزيهة وغير حرة" وليس لديه "حجة للشرعية".

وأضافت "هيومن رايتس ووتش" أن الاقتراع الذي جرى على مدار ثلاثة أيام، واختتم يوم الإثنين، شابه "عيوب خطيرة"، من ضمنها تقارير عن إجبار مواطنين على التصويت أو رشوتهم بالطعام والمال.

وقال نائب مدير المنظمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مايكل بيج، في بيان صدر بعد إعلان النتائج الثلاثاء إن "التعديلات الدستورية محاولة مخزية لترسيخ سلطة الجيش على الحكم المدني، وقد حدث الاستفتاء في بيئة غير نزيهة وغير حرة لا يمكن أن يكون لنتائجها حجة للشرعية."

وأضاف "رغبة السيسي في هدم قضاء مستقل وتأمين حكمه الاستبدادي لمدة 11 سنة في الأقل تعيد خلق البيئة السياسية الفقيرة والقمعية التي دفعت المصريين للثورة على الرئيس السابق حسني مبارك عام 2011".

يشار إلى أن التعديلات تمدد فترة ولاية الرئيس من أربع إلى ست سنوات وتسمح بفترتين كحد أقصى. لكنها تشمل أيضًا مادة خاصة للسيسي تمدد فترته الرئاسية الثانية ومدتها أربع سنوات إلى ست سنوات وتسمح له بالترشح لفترة ولاية مدتها ست سنوات أخرى عام 2024 - ومن المحتمل أن تمدد حكمه حتى عام 2030.

يشار إلى أن السلطات المصرية في عهد السيسي شنت حملة غير مسبوقة على المعارضة منذ سنة 2013، مما أدى إلى تراجع الحريات المكتسبة في الثورة الأصلية، وتم سجن الآلاف من الأشخاص، بمن فيهم عدد من الناشطين البارزين المؤيدين للديمقراطية. ويهيمن على وسائل الإعلام المحلية شخصيات موالية للحكومة، والقوانين المكتوبة بطريقة غامضة تنص على عقوبة السجن لأي انتقاد متصور للحكومة أو الجيش.

وخلال الاستفتاء، وفر رجال الأعمال الموالون للسيسي حافلات لنقل الناس مجانا وعبوات غذائية مقابل التصويت. وقالت جامعة الدول العربية أمس الأربعاء إن مراقبيها شهدوا أنشطة مماثلة.

وقال ما لا يقل عن خمسة أشخاص داخل القاهرة وحولها إنهم رأوا الشرطة توقف الحافلات الصغيرة وتتأكد من أن هناك حبرا أحمر اللون من التصويت على أصابع جميع الركاب. وأُمرت أولئك الذين لم يكن لديهم حبر على أصابعهم بالنزول من الحافلات والتوجه للتصويت.

وفي خروج عن عادة الانتخابات والاستفتاءات السابقة، سمحت السلطات للناس بالإدلاء بأصواتهم خارج محافظاتهم الأصلية. وقال قاض يشرف على مركز اقتراع في حي المنيل في القاهرة إنه "أحدث الفرق" وكان أساسيا لزيادة الإقبال. تحدث القاضي شريطة عدم الكشف عن هويته لأنها لم يكن مخولا بالحديث للصحفيين.