ألمح رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يوم أمس الإثنين، خلال لقائه مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى مطامع إسرائيل باستغلال الأوضاع في السورية بهدف ضم الجولان لإسرائيل والحصول على اعتراف دولي بذلك.

ونقل عنه قوله إن إسرائيل معنية بالتباحث مع الولايات المتحدة بشأن نظرة الأخيرة لضم الجولان السوري المحتل لإسرائيل، وذلك على خلفية الحرب الدائرة فيها.

ونقلت 'هآرتس' عن مصادر، وصفت بأنها مطلعة على تفاصيل لقاء نتنياهو – أوباما، قولها إن الموضوع لم يطرح بتوسع خلال اللقاء، وإنما ذكر بشكل مقتضب من قبل نتنياهو خلال مباحثات أوسع بشأن ما يحصل في سورية والجهود الدولية للتوصل إلى تسوية سياسية تنهي القتال الدائر فيها.

وقالت المصادر ذاتها، التي أصرت على عدم ذكر الأسماء بذريعة حساسية الموضوع، إن نتنياهو ادعى أنه سيكون راضيا إذا أصبح بالإمكان إعادة توحيد سورية مجددا كدولة واحدة تقوم بدورها.

اقرأ أيضًا | "فرصة تاريخية لاعتراف دولي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان"

وأضاف نتنياهو أن من بين أبعاد هذا الوضع هو أنه 'يفسح المجال للتفكير بطريقة أخرى' حول مكانة الجولان المستقبلية.

وعلم أن الرئيس الأميركي لم يعقب على أقوال نتنياهو هذه، وأن الاثنين لم يجريا أية مباحثات جدية بهذا الشأن. كما علم أنه لدى سؤال نتنياهو من قبل المراسلين، يوم أمس، بعد اللقاء رفض الأخير الرد على ذلك.

تجدر الإشارة إلى أن تلميحات نتنياهو خلال اللقاء تأتي على خلفية أفكار سياسية طرحت في السنة الأخيرة في اليمين الإسرائيلي، والتي بموجبها فإن الحرب في سورية وسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والتنظيمات المتماثلة مع 'القاعدة' على أجزاء واسعة من سورية من شأنها أن تتيح المجال لإٍسرائيل بالحصول على اعتراف دولي في ضم الجولان لإسرائيل عام 1981.

ومن بين هذه الشخصيات كان تسفي هاوزر، الذي أشغل منصب سكرتير الحكومة الثانية لنتنياهو في السنوات 2009 – 2013. وفي تموز/ يوليو الماضي كتب في صحيفة 'هآرتس' تحت عنوان 'فرصة تاريخية في الجولان'، ادعى فيه أن انهيار سورية كدولة يجب أن يدفع إسرائيل إلى بلورة إستراتيجية جديدة تجاه هضبة الجولان، وعدم الاكتفاء بخطوات عسكرية تكتيكية، مثل منع نقل وسائل قتالية من سورية إلى لبنان.

وكتب هاوزر في حينه أن يوجد أمام إسرائيل فرصة حقيقة، للمرة الأولى منذ نصف قرن، لإجراء حوار بناء مع المجتمع الدولي لتغيير حدود الشرق الأوسط، والاعتراف بالسيطرة الإسرائيلية على هضبة الجولان كجزء من المصلحة العالمية في استقرار المنطقة.

وأضاف أنه في ظل الاتفاق النووي مع إيران، فإنه على إسرائيل العمل من أجل الحصول على 'وديعة أميركية' شاملة بشأن الجولان، بما في ذلك تعهد رئاسي وتشريع في الكونغرس لضمان السيطرة الإسرائيلية على الجولان.

كما كتب هاوز أنه على إسرائيل العمل من أجل تحدث التعهد الرئاسي الذي منحه الرئيس الأميركي الأسبق، جيرالد فورد، لرئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، يتسحاك رابين، عام 1975 بشأن ضرورة بقاء إسرائيل في هضبة الجولان حتى في فترة السلام.