تساءل المحامي أفيغدور فيلدمان، أحد أبرز المحامين الإسرائيليين الجنائيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، عما إذا كان سيتم تشريح جثمان الشهيد أو القيعان، وحذر من أن عدم تشريح الجثمان سيجعل الشرطة تروج لروايتها المزعومة بأنه تعمد تنفيذ عملية دهس.

وكتب فيلدمان في صفحته على 'فيسبوك' أنه 'هل سيشرح الطبيب الشرعي، حين كوغل، الجثة ويحدد متى أطلقت النار على المرحوم، قبل أن تنزلق السيارة أو أنه عندما دهست السيارة أفراد الشرطة كان المرحوم ميتا أو في وضع بإمكانه فيه أن يسيطر على السيارة، هل سيستخرج الرصاصات من الجثة ويحولها إلى فابل غفيرتس، من قسم التشخيص الجنائي، وهل سيقارن فابل الرصاصات مع أسلحة أفراد الشرطة الذين تواجدوا على التلة، وهل سيفحص خبير سيارات السيارة ويفحص ما إذا السيارة انزلقت في منحدر التلة إلى الوادي ودهست أفراد الشرطة، أم أن السائق أسرع بالقيادة متعمدا'.

وتابع فيلدمان متسائلا 'هل سيتم التحقيق مع أفراد الشرطة ويُسألوا عن سبب إطلاق النار باتجاه السيارة التي شوهدت تسير ببطء، وهل سيقارنون بين روايات أفراد الشرطة، وهل سيجدون تناقضات وأكاذيب، وهل سيحللون شريط الفيديو قطعة بعد أخرى ليتضح بسهولة نسبية متى أطلقت الرصاصات الأولى، وأي تأثير كان لهذه الرصاصات على حركة السيارة'.

وأضاف المحامي الجنائي المتمرس 'هل ثمة إمكانية أنه أطلق النار على المرحوم دون سبب، ونتيجة لذلك فقد السيطرة على السيارة؟.

ووصف فيلدمان الطبيب الشرعي حين كوغل بأنه 'طبيب شرعي مستقيم وغير منحاز'. وعبر عن خشيته من أن عائلة الشهيد سترفض تشريح الجثة، وفي هذه الحالة فإن أكثر ما يمكن أن يفعله كوغل هو فحص خارجي للجثة ولن يدل على شيء.

وأضاف فيلدمان، من تجربته وخبرته الطويلة، أنه في حال اعتراض عائلة الشهيد على تشريح الجثة، فإن هذا سيخدم الشرطة. وقال ساخرا إن 'الشرطة ستتقبل الاعتراض بتفهم إنساني ولن تتوجه إلى المحكمة من أجل فرض التشريح'.

وتابع فيلدمان أن 'الرصاصات وعلبة الذخيرة ربما تصل إلى فابل (من قسم التشخيص الجنائي) المهني والمستقيم، لكن لا أحد سيجمع الأسلحة الضالعة، وفي هذه الحالة فإن أكثر شيء يمكن أن يفعله فابل هو تحديد عدد الأسلحة التي كانت ضالعة بإطلاق النار'.

وحذر فيلدمان من أنه في هذه الحالة ستكون القضية في مصلحة 'الحكم الذي أصدره رئيس الحكومة والمفتش العام للشرطة والوزير (غلعاد إردان) وقائد المنطقة في الشرطة بأن الحديث يدور عن مخرب وعن عملية دهس'.

وخلص فيلدمان إلى أن 'شريط الفيديو يتضمن إجابة واضحة للسؤال ما الذي دفع السيارة إلى تغيير مسارها والانزلاق إلى أسفل التلة ونحو أفراد الشرطة الذين تواجدوا في الوادي' في إشارة إلى أن الشهيد أبو القيعان كان مصابا على الأقل ولم يكن يسيطر على السيارة. 

هل يفتح 'ماحاش' تحقيقا؟

ولم يفتح قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة (ماحاش)، التابع لوزارة القضاء الإسرائيلية، حتى الآن في أحداث جريمة الشرطة وإطلاق أفرادها النار على يعقوب أبو القيعان، ما أدى إلى استشهاده، أثناء العملية العدوانية لهدم بيوت في قرية أم الحيران في النقب، صباح اليوم الأربعاء.

لكن القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي أفادت مساء اليوم، بأن التقديرات تشير إلى أنه لا مفر من إجراء 'ماحاش' تحقيق كهذا، خاصة وأن شرطيا إسرائيليا لقي مصرعه.

ويؤكد شهود عيان، بينهم ناشطون يهود حضروا للتضامن مع أهالي أم الحيران، أن الشرطة أطلقت النار بكثافة على سيارة الشهيد أبو القيعان، وإصابته على ما يبدو، ما أدى إلى فقدان السيطرة على السيارة وتوجهها نحو قوة من الشرطة. وفي المقابل تزعم الشرطة أن أبو القيعان دهس أفراد الشرطة متعمدا.

لكن إضافة إلى أقوال شهود العيان، فإن طائرة مروحية تابعة للشرطة حلقت فوق القرية، التقطت صورا تظهر بوضوح إطلاق أفراد الشرطة النار على سيارة أبو القيعان قبل توجه السيارة نحو افراد الشرطة.  

وقالت عائلة أبو القيعان إن شريط التصوير يؤكد أن أبو القيعان كان يسافر ببطء وأن أفراد الشرطة أطلقوا النار عليه قبل فقدان السيطرة على السيارة وتوجهها إلى الشرطيين.

ويتعين على 'ماحاش' التحقيق في أسباب إطلاق أفراد الشرطة النار على سيارة أبو القيعان في الوقت الذي لم يشكل فيه خطرا على أحد.

وقالت القناة الثانية أن الشريط المصور يؤكد سماع صفارة طويلة لسيارة، حيث قال شهود عيان إن أبو القيعان أصيب ووضع رأسه على المقود، كما سُمعت صرخات تقول 'أنتم تقتلون الناس'، كما يشاهد في الشريط أفراد شرطة شاهرين أسلحتهم ويتقدمون نحو السيارة وكانوا يطلقون النار الذي سُمع بوضوح في الشريط المصور.

يشار إلى أن الشرطة ادعت أن الشهيد أبو القيعان كان عضوا في الحركة الإسلامية الجنوبية وتحاول الزعم أنه مؤيد لتنظيم 'داعش'، علما أن أقاربه نفوا أنه عضو في الحركة الإسلامية الجنوبية أو أنه يؤيد 'داعش'، خاصة وأن الشهيد كان يدرس موضوع الرياضيات.

واعتقلت الشرطة نجل الشهيد واقتادته إلى التحقيق.

اقرأ/ي أيضًا | هنا أم الحيران... هل تسمعوننا؟

وأعلنت الشرطة عن تكثيف تواجد قواتها في المناطق العربية في أنحاء البلاد، بعد الإعلان عن يوم إضراب عام، باستثناء المدارس، غدا.