فور استشهاد المربي يعقوب أبو القيعان، سارع وزير الأمن الداخلي والشرطة إلى نسج روايات تتهمه بتنفيذ عملية دهس على خلفية قومية، ومحاولة ربطه بالحركة الإسلامية وبتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، علما أن شهود عيان أكدوا على أنه فقد السيطرة على المركبة جراء تعرضه لرصاص الشرطة.

ففي أعقاب إقدام الشرطة، صباح اليوم الأربعاء، على قتل المربي ومدرس الرياضيات أبو القيعان، من بلدة أم الحيران التي تواجه الاقتلاع والهدم، ادعت الشرطة أن الشهيد ينتمي إلى الحركة الإسلامية، وأنه حاول تنفيذ عملية دهس.

وادعت الشرطة في بيانها أن الشهيد 'ناشط في الحركة الإسلامية، ويعمل مربيا في وزارة المعارف، ويجري فحص ما إذا كانت له علاقات مع تنظيم داعش'.

كما زعمت المتحدثة باسم الشرطة أن الحديث عن 'عملية على خلفية قومية'، وبحسبها فإن الحديث عن 'عملية دهس مماثلة لما رأيناه الأسبوع الماضي في القدس، حيث توجه السائق مسرعا باتجاه قوات الشرطة، ونفذ عملية دهس'.

ولاحقا ادعت الشرطة أن الشهيد 'ناشط في الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية'، في حين قال شهود عيان إن إنه لم ينفذ عملية دهس، وإنما فقد السيطرة على المركبة جراء إصابته برصاص الشرطة.

وقالت الناشطة الاجتماعية ميخال هرمتي، التي تواجدت في المكان، إنها شاهدت مركبة بيضاء تبتعد من المكان، بينما كانت تتعرض لإطلاق الرصاص. وأضافت أن سائق المركبة فقط السيطرة عليها، وبدأت تتدحرج عن المنحدر، فدهست أفراد الشرطة'.

وتنضاف أقوال الناشطة الاجتماعية إلى أقوال شاهد العيان، كوبي سنيتس، حول ما رآه بأم عينيه أن 'قوات الشرطة اقتحمت القرية، واتبعت وسائل الضغط والتهديد، كما قامت بإشهار أسلحتها نحو المواطنين بشكل خطير جدا'.

وأضاف أنه 'ما إن وصلت القوات إلى مشارف القرية، حتى بدأت أسمع دوي إطلاق نار، عندها رأيت مركبة بيضاء اللون أخذ سائقها الطريق بعيدا عن مكان تواجد قوات الشرطة، محاولا الهرب خوفا على حياته دون أن يشكل أي خطورة على أفراد الشرطة'.

وتابع 'عندها أطلق أفراد الشرطة عيارات نارية من كافة الاتجاهات نحو سائق المركبة، الأمر الذي أدى إلى إصابته، وفقدانه السيطرة على المركبة التي اتجهت جراء ذلك نحو أفراد الشرطة ما أدى إلى إصابتهم'.

وسارع وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، إلى إطلاق تصريحات يتبنى فيها رواية الشرطة تارة، ويحرض على نواب القائمة المشتركة تارة أخرى، وتارة أخرى يحاول أن يبدي حرصا على ما أمساه 'علاقة سلطات الدولة بالبدو' الذين تعمل السلطات على اقتلاعهم وتهجيرهم.

وفي تبنيه لرواية الشرطة، قال إن 'منفذ العملية ينتمي إلى الحركة الإسلامية'، وأنه 'اندفع نحو قوات الشرطة بهدف قتل أكبر عدد ممكن من أفراد الشرطة قبل بدء عملية إخلاء القرية'.

كما ادعى أنه 'يأمل ألا يتحول اليوم إلى نقطة تحول في علاقة سلطات الدولة مع البدو'، على حد تعبيره، متهما النائب أيمن عودة بلعب دور بهذا الشأن.

واتهم إردان نواب القائمة المشتركة، الذين تواجدوا في المكان، بالتحريض، وطالبهم بـ'وقف التحريض على العنف'.

اقرأ/ي أيضًا | شاهد عيان: حاول الابتعاد فأطلقوا عليه النار

كما دعا إردان المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، إلى فتح تحقيق ضد النائب عودة بشأن 'التحريض على العنف، وعرقلة عمل الشرطة أثناء أدائهم لواجبهم خلال المواجهات أثناء إخلاء قرية أم الحيران'.