أصيب 13 شرطيا إسرائيليا بإصابات طفيفة، واعتقل 4 مستوطنين، اليوم الأربعاء، وذلك بعد أن بدأت قوات الأمن الإسرائيلية صباح اليوم عملية إخلاء البؤرة الاستيطانية 'عمونا'، تنفيذا لقرار المحكمة العليا بإخلائها لكونها تقع على أراض فلسطينية بملكية خاصة، وبدأ أفراد الشرطة بالدخول إلى البيوت.

وبحسب مصادر في الشرطة فإن عددا من أفرادها، 13 شرطيا حتى ساعات بعد الظهر، قد أصيبوا نتيجة تعرضهم لمواد لم تحدد بعد، واضطروا لتلقي العلاج الطبي بسبب آلام حارقة في العينين.

وتشير التقارير إلى أن نحو 3 آلاف شرطي يعملون على إخلاء الف مستوطن، في عملية إخلاء بطيئة جدا، تحاول الشرطة خلالها عدم المس بأي مستوطن.

كما قالت الشرطة إنها 'لن تسمح للفوضويين المتواجدين في عمونا باستغلال انضباط أفراد الشرطة'.

إلى ذلك، ومع تقدم أفراد الشرطة باتجاه بيوت المستوطنة، بدأ المستوطنون بإطلاق هتافات 'يهودي لا يطرد يهوديا'، كما دعوا أفراد الشرطة إلى رفض الانصياع لأوامر الإخلاء.

وجاء أن المستوطنين بدأوا بدفع أفراد الشرطة إلى الخلف، وعمدوا إلى إشعال الإطارات المطاطية مجددا، وتم اعتقال اثنين منهم.

وكان قد تحصن المئات من الشبان المستوطنين داخل البؤرة الاستيطانية، منذ يوم أمس، وبدأوا بإشعال الإطارات.

وجاء أن المستوطنين بدأوا بداية بإلقاء الحجارة باتجاه قوات الشرطة، بينما حافظت قوات الأمن على مسافة عشرات الأمتار بينهم وبين البؤرة الاستيطانية.

ووصلت قوات كبيرة من الشرطة إلى مدخل 'عمونا'، وتجري حوارا مع المستوطنين حول عملية الإخلاء.

ودعت الشرطة المستوطنين إلى 'إبداء المسؤولية، والمشاركة في تنفيذ قرار المحكمة كما يجب، وعدم تحويل عملية الإخلاء إلى مشهد عنيف يصاب في المستوطنون وقوات الأمن'.

وعلم أيضا أن عدد من المسؤولين وصلوا إلى البؤرة الاستيطانية، بينهم وزير الزراعة أوري أرئيل.

وكانت قد وجهت قيادة الجيش رسالة لمستوطني 'عمونا' طالبتهم من خلالها الإخلاء الطوعي للبؤرة الاستيطانية، وذلك دون مواجهات مع قوات حرس الحدود والشرطة التي تتحضر منذ ساعات فجر الأربعاء، لعملية الإخلاء، فيما رشق العشرات من المستوطنين والفتية قوات الجيش بالحجارة.

وكانت قد أفادت تقارير إسرائيلية أن الجيش نشر 8 كتائب عسكرية في محيط 'عمونا' في حين يفترض أن تقوم الشرطة وحرس الحدود بتنفيذ عملية الإخلاء.

يذكر أن البؤرة الاستيطانية قد أقيمت على أراض فلسطينية خاصة قرب مستوطنة 'عوفرا' عام 1997. وفي العام 2006 تم هدم تسعة مبان ثابتة وضعت في المكان. وفي العام 2008 قدم أصحاب الأراضي، بواسطة منظمة 'ييش دين'، التماسا باستعادة أراضيهم.

وفي حينه، التزمت الدولة بهدم 'عمونا' حتى نهاية العام 2012، ولم تلتزم بالتعهد. وفي العام 2014 أصدرت المحكمة العليا، ردا على التماس العام 2008، قرارا بهدم البؤرة الاستيطانية خلال سنتين.

اقرأ/ي أيضًا | تأجيل التصويت على قانون تبييض المستوطنات

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر رفضت المحكمة العليا طلب الدولة تأجيل  عملية الإخلاء. وفي نهاية كانون الأول/ ديسمبر، وفي أعقاب تعهد المستوطنين بالإخلاء طواعية، صادق قضاة العليا على تأجيل عملية الاخلاء حتى الثامن من شباط/فبراير الجاري.