سارع رئيس حزب "مناعة لإسرائيل" ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، بيني غانتس، في العودة من ألمانيا إثر مشاركته في مؤتمر ميونيخ الأمني، اليوم الأحد، وسط تقارير تفيد بأن ذلك يأتي في سياق المحاولات الأخيرة لتشكيل تحالف يخوض من خلاله انتخابات الكنيست المقبلة، علمًا بأن الموعد الأخير لتسليم القوائم الانتخابية، يوم الخميس المقبل.

ونقل موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، عن مصدر في "مناعة لإسرائيل"، أن غانتس يسعى إلى تسريع المحادثات حول تحالفات محتملة، فيما أوضح أن أبرز القنوات المفتوحة التي يتم التفاوض من خلاله، هي مع حزبي "يش عتيد" بقيادة يائير لبيد، و"غيشر"، برئاسة أورلي ليفي أباكاسيس.

وفي الوقت الذي يؤكد فيه المصدر لـ"واللا" أن المسؤولين في "مناعة لإسرائيل" ينتظرون الحصول على إجابات من جميع الأطراف التي يجري التواصل معها"؛ نقل الموقع عن مصادر في "يش عتيد" أن هم الذين لم يتلقوا إجابات من الدائرة المحيطة بغانتس حول القضايا الأساسية المتعلقة بالبرامج السياسية للقائمة ورؤيته للأمور التي تتعلق بالأمور الدينية وشؤون الدولة.

يأتي ذلك في إطار المداولات المستمرة والتي تدور على جميع المحاور (اليسار واليمين والمركز الصهيوني) بين الأحزاب الإسرائيلية لتشكيل قوائم كبيرة، منعًا لعدم تجاوز أحزاب صغيرة نسبة الحسم، ومحاولة تشكيل كتلة برلمانية من شأنها تهديد استمرار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في منصبه، رغم أن ذلك يبدو هدفًا بعيد المنال في ظل تقدم معسكر اليمين.

وأشار الموقع إلى تزايد الضغوطات على رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، غابي أشكنازي، للانضمام لتحالف غانتس مع وزير الأمن الأسبق، موشيه يعالون، لكي يشكل حلقة الوصل مع "يش عتيد" في إطار تحالف محتمل، أو الإعلان عن دعمه (أشكنازي) العلني لغانتس، في حال فشل جهود التحالف.

ويستعد "يش عتيد" للإعلان، يوم غد الإثنين، عن قائمته التي سيخوض من خلالها الانتخابات المقبلة، والمقرر إجراؤها في التاسع من نيسان/ أبريل المقبل، فيما سيطلق "مناعة لإسرائيل" قائمته مساء الثلاثاء، علمًا بأن باب التحالفات سيبقى مفتوحًا حتى يوم الخميس المقبل.

ووسط حالة من ترقب نتائج المباحثات بين غانتس ولبيد، أظهرت استطلاعات الرأي أن تحالف بين "مناعة لإسرائيل" و"يش عتيد"، سيمكنهما من الفوز بأكبر تمثيل برلماني في الكنيست، حيث تتجاوز قائمتهما حزب الليكود الحاكم بقيادة نتنياهو، وتحصد 36 مقعدًا برلمانيًا.

وتكمن الإشكالية الأساسية في هوية الشخص الذي سيترأس التحالف، غانتس الذي طرح نفسه حديثا على المشهد السياسي الإسرائيلي والذي تمنحه استطلاعات الرأي المختلفة نحو 22 مقعدًا في الكنيست المقبلة، أو لبيد الذي يخوض الانتخابات للمرة الثالثة وتتمثل قوته، بحسب استطلاعات الرأي، بـ10 مقاعد برلمانية؛ علمًا بأن لبيد اقترح على غانتس، الأسبوع الماضي، بحسب القناة 12 الإسرائيلية، إبرام اتفاق تناوب بينهما على رئاسة الحكومة إن فازت قائمتهما بالانتخابات، إلا أن المباحثات ما زالت عالقة.

في المقابل، تتواصل المباحثات بين "مناعة لإسرائيل" و"غيشر"، بحسب "واللا"، وذلك لإطفاء صبغة اجتماعية على القائمة التي تتكون من عسكريين وشخصيات أمنية، وسط تقارير تفيد بأن غانتس حاول أكثر من مرة التحالف مع "غيشر"، إلا أن رئيسته، ليفي أباكاسيس، رفضت ذلك إلا الخطر الذي يهددها بعدم عبور نسبة الحسم، قد يدفعها للموافقة.

غانتس: لن يكون لإيران أسلحة نووية في ظل سلطتي

وفي سياق منفصل، أصدر غانتس تحذيرا إلى نظام إيران الذي وصفه بـ"الشرير"، قائلا إن طهران لن يكون لديها أبدا أسلحة نووية "في ظل سلطتي"، ما اعتبره محللون إسرائيليون اجترارا لسياسات نتنياهو الخارجية، وسط تشكيكات بمدى السياسات البديلة التي قد يوفرها في مواجهة حكم اليمين الصهيوني.

وقال غانتس في حديثه في مؤتمر ميونيخ الأمني، بعد خطاب لوزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، "لا تنخدعوا بــ‘بلاغة‘ محمد جواد ظريف وبأكاذيبه"، فيما شبه الاتفاق النووي مع إيران باتفاقية ميونيخ لعام 1938، بين رئيس الوزراء البريطاني، نيفيل تشامبرلين، وألمانيا النازية.

وأضاف غانتس: "من منصة ميونيخ هذه أود أن أنقل رسالة إلى القيادة الإيرانية والرئيس روحاني، لن يوقع اتفاق في عهدي مع نظام وحشي. لن نتبع أية سياسة تصالح في عهدي. لن تشكل إيران تهديدا على إسرائيل عبر السيطرة على سورية، لبنان أو قطاع غزة، وهي لن تزعزع أنظمة حكم براغماتية أخرى في الشرق الأوسط.

فيما يتعلق بعلاقته مع نتنياهو، قال غانتس: "ليس سرا أن رئيس الحكومة نتنياهو هو خصمي السياسي، فنحن لا نتفق على أمور كثيرة. ولكن لا تخطئوا: كلانا أبناء الشعب اليهودي ومخلصين له. وعندما تتعرض إسرائيل لتهديدات نعمل معا. ليست هناك أحزاب يسار أو يمين عند التطرق إلى هذه المسألة الهامة. لا ائتلاف‎ ‎ولا معارضة. عندما يدور الحديث عن دولة إسرائيل، نتوحد معا".

وادعى غانتس أن "حزب الله هو المنظمة الإرهابية الأخطر في العالم"، وأضاف أنه "على كل من يرغب في أوروبا بصنع السلام، الأمن، والاستقرار أن يعمل ضد حزب الله. يشاهد جميعنا الكارثة في سورية، ولكن هناك أخبار جيدة أيضا، أصبحت إسرائيل قريبة إلى الدول العربية من نواح كثيرة أكثر من أي وقت مضى. فهمت هذه الدول أن إسرائيل ليست جزءا من المشكلة، بل جزء من الحل".

اقرأ/ي أيضًا | أية تحالفات قد تشهدها الساحة الإسرائيلية الأسبوع المقبل؟