صعّد رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، من حملته الانتخابيّة، اليوم، الجمعة، عبر دعوته للتصويت "لحزب الليكود فقط، إن أراد المصوّتون استمرار حكم اليمين".

وتشكّل دعوة نتنياهو، وفق خبراء الإحصاء الإسرائيليين، خطرًا على معسكره بأكمله، إذ إنّ طموحه بالحصول على عدد مقاعد أكبر من تلك التي من المتوقع أن تحصل عليها قائمة "كاحول لافان"، أو رغبته الشخصيّة في الحصول على 40 مقعدًا، ليكرّس نفسه زعيمًا تاريخيًا لليكود، سيكون على حساب الأحزاب الصغيرة التي تقف عند نسبة الحسم، مثل "يسرائيل بيتينو" و"كولانو"، ما ينذر بعدم تجاوز هذه الأحزاب لنسبة الحسم، وبالتالي انخفاض أعضاء الكنيست عن معسكره إلى ما دون الـ61 عضوًا، وهو العدد المطلوب لتشكيل حكومة.

ومن أجل الحشد للتصويت لأحزاب اليمين، انتشرت في وسائل الإعلام الإسرائيليّة، الأسبوع الماضي، تسجيلات مسرّبة لنتنياهو يدّعي فيها أن استطلاعات الليكود الداخلية تبيّن أنّ هناك "مللًا" في صفوف اليمين، غير أنّه لم يدعُ صراحةً إلى التصويت لليكود، قبل اليوم، الجمعة.

ووفق موقع "واللا"، فإن زيارة نتنياهو إلى موسكو قبل الانتخابات بخمسة أيّام ستساهم في جذب مصوّتي حزب "يسرائيل بيتينو"، الذي يتأرجح عند نسبة الحسم، لليكود، فيما علّق في البلدات الحريديّة لافتات عملاقة تدعو للتصويت له، بينما سعى إلى تحييد رئيس حزب "زيهوت"، موشيه فيغلين، بإعلانه دراسة إمكانيّة شرعنة الماريحوانا، وهي تصريحات قد تهدّد المصير السياسي لهذه الأحزاب.

هل جرّ غانتس نتنياهو لمعركة القائمة الأكبر؟ (أ ب)

واعتبر موقع "واللا" دعوة نتنياهو "التصويت لليكود فقط" انجرارًا وراء قادة قائمة "كاحول لافان" الذين يدعون صراحةً مصوّتي حزبي العمل و"ميرتس" للتصويت لها، في محاولة للحفاظ على تفوق قائمتهم على الليكود، إذ سبق للمرشّح الثاني في القائمة، يائير لابيد، أن صرّحَ أنه "لا يمكن في أيّة حالة من الأحوال أن يكلف الرئيس الإسرائيلي نتنياهو بتكليف الحكومة إن تقدّمت عليه ’كاحول لافان’ بفارق أكبر من 5مقاعد".

ووفقًا للموقع، المحسوب على اليمين الإسرائيلي، فإن جرّ نتنياهو إلى تنافس القائمة الأكبر في الكنيست "مخطّط له" من قبل "كاحول لافان"، في محاولة لإضعاف معسكر اليمين.

وأوضح الموقع أنه "على الرغم من أنه لا تأثير لمسألة الحزب الأكبر، إنما التأثير الأهم للكتلة الأكبر، فإن الهدف هو التغلّب على نتنياهو بفارق كبير، ’نتنياهو الملك’ لم يُغلب خلال العقد الأخير، ويفترضون في ’كاحول لافان’ أنه إن خسر هذه المرّة، فإن ارتدادات الخسارة ستهزّ كل الخارطة السياسية المقبلة".

وأوضح أحد قيادات قائمة "كاحول لافان" لموقع "واللا"، أنه "إن فازت قائمتنا بفارق أكبر من 4 مقاعد، فإن الائتلاف الحكومي السابق أصبح غير ذي جدوى" وستكون الساحة السياسية مفتوحةً على كافة الاحتمالات.

وطرأ ارتفاع كبير، خلال الأسبوعين الأخيرين، في المقاعد التي من المتوقع أن يحصل عليها نتنياهو وفق استطلاعات الرأي، وأبرز ما ساهم في ذلك هديّتا الرئيسين الأميركي والروسي له، الأول عبر الاعتراف بـ"السيادة الإسرائيلية" على الجولان، والثاني عبر إعادة جثّة طيار إسرائيلي من مقبرة اليرموك إلى إسرائيل خلال استقبال مهيب لنتنياهو في الكرملين، وبين الهديّتين زيارة الرئيس البرازيلي إلى البلاد، وهو ما صوّر نتنياهو أنه "سياسي قوي قادر على ضبط التوازنات بين أميركا وروسيا".

 ووفقًا للقانون الإسرائيلي، فبعد 7 أيّام من الانتخابات، على الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، تكليف أحد أعضاء الكنيست بتشكيل الحكومة بعد مشاورات مع القوائم الفائزة. ويمنح رئيس الحكومة المكلّف مهلة 28 يومًا قابلة للتمديد بـ14 يومًا إضافيًا، وإن لم ينجح في مهمّته، فإن على ريفلين أن يجري مشاوراتٍ حكوميةً مجدّدًا، يحقّ له في ختامها تكليف عضو كنيست آخر بتشكيل الحكومة، وإذا فشل هذا العضو بتشكيل الحكومة، فإن أغلبية أعضاء الكنيست المنتخبين بإمكانهم طلب تكليف عضو كنيست ثالث بتشكيل الحكومة، وإن فشل عضو الكنيست الثالث في مهمّته، فإنّ إسرائيل ستذهب لانتخابات مجدّدًا خلال تسعين يومًا.

وقد تستمرّ هذه المداولات لسبعة أشهر، تستمر حكومة نتنياهو فيها بتسيير الأعمال، دون أن يستطيع الاستقالة منها أو إقالة أي من أعضائها، بحسب القانون الإسرائيلي.

وفي محاولة لجذب أصوات من قائمتي الليكود و"كاحول لافان"، تروّج الأحزاب الصغرى في اليمين، مثل "اليمين الجديد" وفي اليسار الصهيوني، مثل "ميرتس"، إلى إمكانية قيام حكومة وحدة في إسرائيل، بين الليكود و"كاحول لافان".

ونشرت وسائل إعلام إسرائيليّة تسريبًا لرئيس قائمة "كاحول لافان"، بيني غانتس، قال فيه إنه لا يستبعد المشاركة في حكومة يقودها نتنياهو، قبل اتهامه رسميًا؛ في حين تروّج أوساط اليمين المتطرّف إلى أن قيادات في الليكود ستنضم إلى حكومة محتملة يشكّلها غانتس، لا يكون نتنياهو جزءًا منها.