أبدى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال مداولات أجراها أمس حول استعدادات إسرائيل لاستئناف الولايات المتحدة المفاوضات مع إيران حول اتفاق نووي، "توجها صداميا" مقابل إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، وفق ما نقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" اليوم، الثلاثاء، عن مصادر مطلعة على المداولات.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وقالت المصادر إن وزيرا الأمن، بيني غانتس، والخارجية غابي أشكنازي، يعتقدان أن ثمة مكان لمحاولة البحث مقابل الأميركيين حول الاتفاق "من أجل تحقيق نتائج افضل". وأضافوا أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، يعتقد أن "التوصل إلى اتفاق نووي مُحسّن أجدى ومطلوب".

اقرأ/ي أيضًا | رسالة لنتنياهو: مسؤولون أمنيون سابقون يؤيدون العودة للاتفاق النووي

وجرى خلال المداولات البحث في كيف يتعين على إسرائيل أن تتصرف في الأشهر المقبلة، وما إذا ينبغي تأييد الموقف الأميركي، بالعودة غلى الاتفاق النووي أولا، ثم العمل من أجل تحقيق اتفاق مُحسن، يتطرق إلى البرنامج الصاروخي الإيراني ونشاط إيران في المنطقة، أو رسم خط أحمر، منذ الآن، ضد عودة الولايات المتحدة للاتفاق.

وبحسب الإذاعة، فإن إسرائيل صعّدت الضغوط على الدول الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، في الأسابيع الأخيرة، في ظل احتمال استئناف المحادثات مع إيران، "بهدف محاولة منع عودة إلى الاتفاق النووي القديم" من العام 2015.

وأضافت الإذاعة أن مسؤولين إسرائيليين حاولوا إقناع نظرائهم من الدول الأوروبية الثلاث، إضافة بنود ومطالب أخرى إلى أي اتفاق يوقع مع إيران. وقالت المصادر نفسها إنه "مقارنة بفترة ’عادية’، يوجد في الفترة الأخيرة مداولات ومحادثات أكثر بين الأطراف حول الموضوع الإيراني".

وقال سفير إسرائيل في واشنطن والأمم المتحدة، غلعاد إردان، للإذاعة إن "إسرائيل موجودة في حوار كامل ويستمعون لمواقفها. ونعتقد أن العودة إلى الاتفاق النووي القديم من العام 2015، الذي يمهد طريق إيران إلى ترسانة قنابل ذرية، سيكون خطأ".

وأضافة الإذاعة أنه خلال المداولات التي عقدها نتنياهو، أمس، أنه "يرصدون في إسرائيل عدم رضا أوروبي من الأداء الإيراني في الفترة الأخيرة، ولذلك يعتقدون أنه توجد ثغرة للتأثير على تلك الدول".

من جانبه، أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أن الموقف الذي عبّر عنه غانتس، يأتي بعد خمس مداولات مسبقة أجراها مع قادة جهاز الأمن.

وأضاف هرئيل أن "نتنياهو الذي يتواجد الآن في فترة تبعد شهرا عن انتخابات الكنيست، التي قد تتضح أنها حاسمة، لا يبدو كمن يعتزم إشراك أحد في السيطرة على مقود السياسة بما يتعلق بإيران. وكما تبدو الأمور الآن، فإنه يعتزم طرح خط صدامي – نقدي تجاه الأميركيين".

وتابع هرئيل أنه "على الرغم من التلويح الإسرائيلي المتجدد بالخيار العسكري، فإن ثمة شكا بالغا إذا كان سيتحقق ذلك. ونتنياهو يعلم أن بحوزته في اللعبة الجديدة التي بدأت مقابل بايدن أوراق مساومة محدودة".