تصل إلى الهواتف النقالة التي يستخدمها المواطنون في إسرائيل، في الأسابيع الأخيرة، رسائل نصية (SMS) من الأحزاب المختلفة في إطار دعايتها الانتخابية، لكن في الأيام الأخيرة بدأت تصل رسائل كهذه وتبدأ بذكر الاسم الشخصي لمستخدم الهاتف، وجميعها تحمل توقيع حزب الليكود، الذي يتزعمه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وتحصل الأحزاب على أرقام هواتف المواطنين النقالة من مخزونات أرقام هواتف مختلفة ومتنوعة، متوفرة في السوق، وبالإمكان شرائها مقابل نصف شيكل، وأحيانا أقل بكثير، لقاء رقم الهاتف الواحد. وتتضمن هذه الرسائل مقاطع فيديو أو استطلاعات أو منشورات أخرى متعلقة بانتخابات الكنيست القريبة.

ويتجاهل المواطنون غالبا هذه الرسائل، ولا يفتحونها. لكن عندما تصل رسالة كهذه، ويُذكر في بدايتها الاسم الشخصي لمستخدم الهاتف، تزداد احتمالات فتح الرسالة. وأشارت الصحافية طال شنايدر، في موقع "زمان يسرائيل" الإلكتروني، إلى أن الليكود يستخدم مخزونا لا يشمل أرقام هواتف فقط، وإنما أسماء أيضا، وأحيانا كنية المستخدم.

والأمر المؤكد هو أن الليكود لا يحتفظ بهذه المعلومات في أي من سجلاته، لأنه يصعب على ناشطي الحزب جمع هذه الكميسة الكبيرة من الأسماء لمستخدمي الهواتف النقالة، إضافة إلى أن سجل الناخبين لا يتضمن أرقام هواتف، أو كنية ناخبين تكون غالبا مستخدمة بين الناخب وأصدقائه المقربين.

ويتبين من فحص أجرته صحيفة "هآرتس" أن مصدر أرقام الهواتف وأسماء مستخدميها هو تطبيق التعرف على المحادثات الواردة Truecaller الموجود في عشرات آلاف هواتف المواطنين وحتى أكثر من ذلك.

ويشار إلى أنه لدى وضع هذا التطبيق في الهاتف النقال، فإنه يجمع سجل الهواتف فيه. وعندما يتلقى المستخدم اتصالا مجهولا، يقارنه التطبيق مع مخزونه ويطلع المستخدم على اسم المتصل، وما إذا كان مستخدمون آخرون قد وصفوا المتصل كمصدر إزعاج.

اقرأ/ي أيضًا | مسؤولون قضائيون: أقوال نتنياهو تذكّر بالدعوة لاقتحام الكونغرس

إلا أن دعاية الليكود لا تصل إلى الذين يوجد في هاتفهم تطبيق Truecaller فقط، وإنما إلى أشخاص ليس موجودا هذا التطبيق في هواتفهم أيضا، ولكن رقم هاتفهم واسمهم موجود في الهاتف الذي يوجد فيه التطبيق. ويعني ذلك أن استخدام حزب لمخزون هذا التطبيق من شأنه أن يستهدف خصوصية الأفراد، ومن دون أن يكونوا على علم بذلك.

وبإمكان أي مستخدم أن يسمي نفسه كما يشاء في تطبيق Truecaller. وأشارت الصحيفة إلى أن شخصا أطلق على نفسه في التطبيق اسم "الله"، فوصلته رسالة نصية من الليكود بهذا الاسم: "الله، وجهة نظك هامة لنا! من الأنسب برأيك أن يكون رئيس الحكومة القادم؟ 1.بنيامين نتنياهو؛ 2. ميراف ميخائيلي؛ 3. يائير لبيد؛ 4. غدعون ساعر؛ 5. بيني غانتس؛ 6. نفتالي بينيت؛ 7.أفيغدور ليبرمان؛ 8. لم أقرر بعد؛ -الليكود-".

ونقلت الصحيفة عن الخبير القانوني في الشبكة والخصوصية، المحامي يهونتان كلينغر، تأكيده على أنه "ليس بإمكان حزب أن يجمع أسماء وتفاصيل أخرى من مخزونات مفتوحة من دون موافقة الأشخاص الذين تشمل هذه المخزونات تفاصيلهم".

إلى جانب ذلك، ينص قانون حماية الخصوصية على أن الجهات التي تجمع معلومات شخصية ملزمة بأن توضح خلال ذلك لأي أهداف ستستخدم هذه المعلومات. وقال كلينغر إنه "إذا زودتُ معلومات من أجل هدف معين، فإنه يحظر استخدامها لهدف آخر".

وقال متحدث باسم الليكود أن التقرير حول الموضوع هو "ادعاء كاذب".