ركز رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، جهوده في الأيام الأخيرة قبل انتخابات الكنيست على حشد الدعم في المستوطنات لتحالف الصهيونية الدينية والفاشية، برئاسة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، وللأحزاب الحريدية في تجمعاتهم السكنية وبينها الأحياء الحريدية في القدس.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

ويخشى نتنياهو عدم تجاوز تحالف الصهيونية الدينية والفاشية لنسبة الحسم، لدرجة أنه لدى وصوله أمس إلى مستوطنة "ريفافا"، جرى تعليق لافتات لقائمة الصهيونية الدينية والفاشية على خيمة أقيم فيها مهرجا انتخابي، ولم يتم تعليق أي لافتة لحزب الليكود، وفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الثلاثاء.

وأضافت الصحيفة أن نتنياهو هاجم رئيس حزب "يمينا"، نفتالي بينيت، وقال إن الأخير سيشكل حكومة مع رئيس حزب "ييش عتيد"، يائير لبيد، الذي يعتبر في أوساط الصهيونية الدينية والحريدي أنه عدوهم. وتنافس هاتان القائمتان على أصوات المستوطنين واليمين المتطرف.

وتابعت الصحيفة أن نتنياهو اتهم في خطاب في المستوطنة رئيس حزب "كاحول لافان"، بيني غانتس، بمنع شرعنة البؤر الاستيطانية العشوائية، الذي تحول إلى مهمة مركزية لدى قادة المستوطنين في أعقاب تجميد مخطط ضم مناطق في الضفة الغربية إلى إسرائيل.

اقرأ/ي أيضًا | الانتخابات الإسرائيلية: معركة الحصول على المقعد الـ61

وفي إطار مسعى نتنياهو، ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، اليوم، أن الليكود قسّم منطقة جنوب البلاد، التي تعتبر مؤيدة لليكود، بينه وبين تحالف الصهيونية الدينية والفاشية من أجل تمكين هذا التحالف من الحصول على قسم كبير من الأصوات.

من جهة أخرى، لا يتوقع أن تتخلى الأحزاب الحريدية عن حلفها مع الليكود ونتنياهو، الذي أسسه الحاخام شاخ، قبل 31 عاما. وقال رئيس "مجلس كبار التوراة" في حزب "ديغل هتوراة"، الحاخام غرشون إدلشتاين، قبل يومين، إن "اليسار ضد الحريديين، وهذا اقتلاع للدين، ولا يمكنهم منحهم شرعية". والمقصود بـ"اليسار" هنا الأحزاب الصهيونية غير اليمينية.

ولفتت القناة 12 التلفزيونية، اليوم، إلى أن الكتلة التي شكها نتنياهو بين الليكود والحريديين مريحة له، خاصة لأنه ليس لدى الحريديين طموحات بالوصول إلى رئاسة الحكومة، إلى جانب سعيهم إلى المشاركة في الحكومات من أجل الحصول على ميزانيات لمؤسساتهم وتطويرها.

وفي حال عدم حصول نتنياهو على تأييد 61 عضو كنيست بعد الانتخابات، فإنه يُستبعد أن يتخلى الحريديون عن تحالفهم مع الليكود، من خلال الانضمام إلى حكومة يشكلها المعسكر المناوئ لنتنياهو، حتى لو تسبب ذلك بالتوجه إلى انتخابات خامسة، وسيكون ذلك في مصلحتهم أيضا، لأنهم سيبقون شركاء في حكومة انتقالية ويحافظون على قوتهم من خلال سيطرتهم على وزارة الداخلية، التي يتولاعا رئس شاس أرييه درعي، وعلى لجنة المالية في الكنيست، التي يرأسها رئيس كتلة "يهدوت هتوراة"، موشيه غفني.

وأشارت القناة 12 إلى أن ولاء ناخبي الأحزاب الحريدية للحاخامات تراجع، لكن هذا التراجع يعني أنه في حال قرر هؤلاء الناخبون عدم التصويت لأحزاب حريدية فإنهم سيصوتون لليكود مباشرة أو لتحالف الصهيونية الدينية والفاشية، ما يعني أن أصواتهم ستبقى داخل كتلة اليمين ومعسكر نتنياهو خصوصا. ولذلك سيبقى الحريديون إلى جانب اليمين، وفي جيبه.