تطرح القائمة العربية الموحدة (الإسلامية الجنوبية) نفسها كمن ستقرر طبيعة الحكومة الإسرائيلية المقبلة، بعدما تبين صباح اليوم، الأربعاء، أنها تجاوزت نسبة الحسم، وستحصل على خمسة مقاعد في الكنيست. لكن هناك خلافات في الليكود بين مؤيدين لدعم الموحدة لحكومة يشكلها بنيامين نتنياهو وبين رافضين لهذه الإمكانية.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وعلى الأرجح أن هذا السيناريو مستبعد لعدة أسباب، بينها أن الليكود واليمين عموما لن يوافق عليه، وما زال هناك 450 ألف صوت في المغلفات المزدوجة التي لم تُفرز بعد، وبضمنها أصوات جنود ومساجين وأفراد السلك الدبلوماسي ومسررين في المستشفيات، ويتوقع أن يحصل اليمين على أغلبية الأصوات فيها. إلى جانب ذلك، نتنياهو يستغل هذه الحالة، قبل صدور نتائج الانتخابات النهائية والرسمية، من أجل شق حزب "تيكفا حداشا" برئاسة غدعون ساعر، ودفع عضوي كنيست على الأقل إلى الانتقال إلى الليكود.

وأعلن رئيس الموحدة، منصور عباس، بعد ظهور هذه النتيجة أن قائمته ليست في جيب أحد "لا اليمين ولا اليسار"، مضيفا أنه "في حالة كان هناك أي مقترح سنجلس ونبحثه ونتفاوض". وأضاف عباس في حديث لإذاعة 103FM أنه "نرغب الاتصال بالطرفين (نتنياهو وخصومه). وإذا قدم أي اقتراح سنجلس ونتحدث ونثير كافة الأمور. في هذه الانتخابات نريد الاندماج والتأثير ورفع النشاط البرلماني إلى نشاط حكومي".

اقرأ/ي أيضًا | بعد فرز 89% من الأصوات: معسكر نتنياهو 59 مقعدا والمشتركة 6 والموحدة 5

وفي هذه الأثناء، يشير فرز 89% من الأصوات العادية، ولا تشمل قرابة 500 ألف صوت في المغلفات المزدوجة، إلى أن قوة معسكر نتنياهو مع حزب "يمينا"، برئاسة نفتالي بينيت، وصلت إلى 59 مقعدا في الكنيست، ما يعني أنه في وضع كهذا ليس بمقدور نتنياهو تشكيل حكومة.

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن عباس ورئيس حزب "ييش عتيد"، يائير لبيد، اتفقا على الالتقاء قبل حلول نهاية الأسبوع الحالي.

يشار إلى أن نتنياهو صرح قبل الانتخابات بأنه يتعهد "بشكل قاطع" بعدم تشكيل حكومة تستند إلى القائمة الموحدة أو بدعم الموحدة لحكومته من الخارج أو امتناعها عن التصويت لدى طرح حكومته على الكنيست. وقال نتنياهو حول هذه الإمكانيات إنه "أتعهد بشكل قاطع أنه لن يكون مثل هذا الأمر. لن أعتمد عليهم ولن أضمهم. لا بالامتناع ولا بأي شيء لأنهم معادين للصهيونية.

لكن رئيس الائتلاف في الكنيست، ميكي زوهار، من حزب الليكود، قال صباح اليوم إنه "يبغي القيام بأي شيء من أجل منع انتخابات خامسة. من واجبنا أن نفهل أي شيء، أي شيء، من أجل منع انتخابات خامسة. ويجب استنفاد كافة الخيارات السياسية المتوفرة من أجل تشكيل حكومة تقوم بعملها لصالح جميع مواطني إسرائيل لأن هذا هو المهم الآن لدولتنا".

ناخب في صندوق اقتراع في قرية المغار، أمس (أ.ب.)

وألمح الوزير تساحي هنغبي إلى احتمال التوجه إلى الموحدة. وقال للقناة 12 التلفزيونية، اليوم، إن "هذه إمكانية غير مرغوب بها، لكنها ربما تكون أفضل من انتخابات خامسة. وإحدى الإمكانيات هي أن ينفذ منصور عباس ما قاله طوال الحملة الانتخابية، أنه سيدعم أي ائتلاف يضع خطة لمواجهة المشاكل في وسطه".

ورغم أقوال زوهار ونغبي، تبين أنه يوجد خلاف في الليكود حول الموحدة. ورفض عضو الكنيست شلومو كرعي أقوال هنغبي: "ما زلت أنتظر النتائج الحقيقية وآمل أن نحقق الـ61 مقعدا التي نتوق لها. ولكن حتى لو يحدث ذلك، فإني أعتقد أنه سنجد عددا من أولئك الذين يتحلون بمسؤولية قومية ولا يريدون جر دولة إسرائيل إلى انتخابات للمرة الخامسة" في إشارة إلى أعضاء كنيست ينشقون عن أحزابهم في المعسكر المناوئ لنتنياهو. كذلك قال نائب الوزير غادي يفركان، من الليكود، إنه عارض بشدة دعم الموحدة.

وقالت المديرة العامة للجنة الانتخابات المركزية، أورلي عَدِس، للقناة 12 اليوم، إنه "أقدر أنه سننشر حتى ظهر اليوم نتائج 100% من الصناديق العادية. وعلى ما يبدو أن النتائج النهائية ستنشر صباح يوم الجمعة، بعد فرز المغلفات المزدوجة".

وقدرت عدس عدد المغلفات المزدوجة بـ450 ألفا، خلافا لتقديرات سابقة بأن عددها 600 ألف، وسيتم فرزها بعد الانتهاء من فرز الأصوات العادية.

اقرأ/ي أيضًا | تحليلات: نتنياهو سيكون رهينة بأيدي سموتريتش وبن غفير وبينيت

وبحسب النتائج المرحلية الصادرة عن لجنة الانتخابات المركزية، حصل حزب الليكود على 30 مقعدا، "يش عتيد" 18 مقعدا، شاس 9 مقاعد، "يهدوت هتوراة" 7 مقاعد، "كاحول لافان" 8 مقاعد، حزب العمل 7 مقاعد، "يمينا" 7 مقاعد، "يسرائيل بيتنو" 6 مقاعد، المشتركة 6 مقاعد، الصهيونية الدينية 6 مقاعد، "تكفا حداشا" 6 مقاعد، "ميرتس" 5 مقاعد والقائمة الموحدة 5 مقاعد.