تشهد مفاوضات تشكيل الحكومة الإسرائيلية، مواقف غامضة من قبل الأحزاب في الكنيست، فيما يناور رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، من أجل ضم "يمينا" و"تيكفا حداشا" بغية تشكيل حكومة يمين مستقرة دون أن تعتمد على دعم خارجي للنواب العرب عن القائمة الموحدة.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وفي جلسة لكتلة حزب الليكود البرلمانية، عبّر نتنياهو عن دعمه لمقترح إجراء انتخابات مباشرة لمنصب رئيس الحكومة، معتبرا أن هذا المقترح يمثل الحل الأمثل للأزمة السياسية المتواصلة في إسرائيل، واصفا تولي رئيس حزب "يمينا"، نفتالي بينيت، للمنصب بـ"العبثية".

وقال نتنياهو: "هناك حل للأزمة السياسية والأغلبية الساحقة تؤيده؛ بدلا من تشكيل حكومة عبثية من رئيس حزب لا يملك سوى 7 نواب في الكنيست (في إشارة إلى بينيت)، تكون هناك انتخابات مباشرة لرئاسة الحكومة. سينتخب الجمهور مباشرة رئيس الحكومة في انتخابات سريعة، دون حل الكنيست".

وتابع أن "اليوم يعتبر لحظة الحقيقة بالنسبة لبينيت. تعهد بعدم المشاركة في حكومة يشكلها (رئيس حزب "يش عتيد"، يائير) لبيد، تعتمد على حزبي ‘ميرتس‘ والعمل ودعم القائمة المشتركة؛ لذلك علي التوقف عن الاندفاع نحو هذا التوجه، عليه أن يدعم اقتراحنا المتعلق باللجنة المنظمة للكنيست، لمنع تحويل قوة البرلمان إلى اليسار، وتعطيه (معسكر اليسار) حق الرفض لإفشال مقترح إجراء الانتخابات المباشرة، الذي يؤيده أغلبية كبيرة من ناخبي بينيت".

وأضاف أنه "إذا لم يفعل بينيت ذلك، فهذا يعني أنه يندمج مع اليسار".

وفشل الليكود في تجنيد لدعم مقترحه بتشكيل اللجنة المنظمة للكنيست، بعد أن حصل المقترح على تأييد 58 عضوا في الكنيست ومعارضة 60، وذلك على الرغم من التسوية التي توصل إليها الليكود و"يمينا" في وقت سابق، اليوم، وذلك بمنح "يمينا" ممثلا آخر في اللجنة، مقابل دعم تشكيل اللجنة.

في حين صادقت الهيئة العامة للكنيست، مساء اليوم، على مقترح حزب "يش عتيد" لتشكيل اللجنة المنظمة للكنيست وذلك بتأييد 60 عضو كنيست ومعارضة 51.

ودعمت القائمة الموحدة مقترح"يش عتيد" وعارضت مقترح الليكود، وذلك في أعقاب بقائها خارج الصفقة التي عقدها الليكود وحزب "يمينا" وتمنح الأخير تأثيرا في لجان الكنيست وتُخرج القائمة الموحدة من الصورة؛ في حين توصلت الموحدة إلى اتفاق مع "يش عتيد"، وقالت الموحدة في بيان صدر عنا إن "معسكر لبيد استجاب على مطالب الموحدة".

وجاء في بيان الموحدة أنه "خلال اليوم أدرنا مفاوضات أمام المعسكرين، أمام حزب الليكود وحزب ‘يش عتيد‘، وطرحنا أمامهم مطالبنا"، وأضاف أن "معسكر الليكود عقد صفقة مع حزب ‘يمينا‘ في اللحظات الأخيرة يكون وفقها حزب ‘يمينا‘ هو بيضة القبان حيث يضاف له عضو داخل اللجنة المنظمة، بينما تخرج الموحدة من دائرة التأثير ولا تكون هي بيضة القبان".

وفي وقت سابق اليوم، شهد الكنيست جلسات لمختلف كتل الأحزاب من اليمين والوسط واليسار الصهيوني، فيما ألقى رؤساء الأحزاب والكتل خطابات أمام وسائل الإعلام، تمحورت بالأساس حول تشكيل الحكومة، ومبادرات بعضهم للخروج من أزمة تشكيل الحكومة، ومقترح حركة "شاس" انتخاب مباشر لرئيس الحكومة.

وجرت مشاورات واتصالات حثيثة بين مختلف الأحزاب، حيث اجتمع رئيس "يش عتيد"، يائير لبيد، بالنائبين أيمن عودة وأحمد الطيبي عن القائمة المشتركة، ولاحقا اجتمع مع رئيس القائمة الموحدة، النائب منصور عبّاس.

بينما اجتمع نتنياهو مع بينيت، بغية إقناعه ضم رئيس حزب "تيكفا حداشا"، غدعون ساعر، إليه، ضمن مساعيه لضمه إلى الائتلاف الحكومي الذي يسعى لتشكيله مع الأحزاب الحريدية وتحالف "الصهيونية الدينية"، ليجتمع بينيت لاحقا بساعر.

كما تجرى مشاورات بين الأحزاب تتعلق بتركيبة اللجنة المنظمة للكنيست، وأيضا مقترح "شاس" لتشريع قانون انتخاب مباشر لرئيس الحكومة، وهو المقترح الذي تحفظ عليها ساعر، وكذلك حزب "ميرتس"، بينما وصفه عضو الكنيست عن "يهدوت هتوراه"، موشيه غافني، بأن اقتراح "القانون غير واقعي ولا يمكن تطبيقه"، كما وصفت رئيسة حزب العمل، ميراف ميخائيلي، المقترح بـ"بالون اختبار".

وفيما كثف رئيس الحكومة من توجهه للقاء رؤساء الأحزاب في المعسكر الداعم له، ألغى نتنياهو جلسة لوزراء حزبه غير أنه عقد جلسة لكتلة الليكود في الكنيست، وذلك من أجل التفاوض واتخاذ مواقف موحدة من اقتراح قانون انتخاب مباشر لرئيس الحكومة، وتركيبة اللجنة المنظمة للكنيست.

وفي محاولة منه لتسويق فكرة مشروع قانون انتخاب مباشر لرئيس الحكومة، قال عضو الكنيست عن "شاس"، أرييه درعي إنه "في حال إقرار قانون انتخابات مباشرة لرئاسة الحكومة، سيواصل حزب شاس دعم نتنياهو".

وحول مقترح القانون ذاته قال درعي "لا أعرف أي حل آخر، وقد حاولت بكل طريقة ممكنة، أنا لا أستخف بالادعاءات ضد القانون، أنا أسمعها لكننا في موقف صعب، ونبحث عن حلول معقدة وليست بسطية، القانون الذي أقترحه هو الشيء الأكثر ديمقراطية يمكن أن يكون".

وتعليقا على مقترح درعي، قالت رئيسة حزب العمل "وكأنه لم تجر انتخابات منذ فترة طويلة، لذا نحتاج للحديث عن الانتخابات، نطلق بالونات اختبار بينما الكنيست مشلولة، والاحتجاجات في البلاد تتسع، أنا لا أثق ببنيامين نتنياهو".

ذات الموقف عبر عنه رئيس "ميرتس"، نيتسان هوروفيتس، الذي دعا الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، إلى منح التفويض والتكليف إلى لبيد لتشكيل الحكومة، وطالب جميع الأحزاب التوصية على لبيد، قائلا "لن نسمح بالخداع والحيل في تشكيل الحكومة، هذا يعني، نتنياهو رئيسا للدولة، وتشريع القانون الفرنسي، والانتخابات المباشرة وجميع أنواع المناورات، فكل هذه الأشياء تهدف إلى ضمان بقاء نتنياهو على الكرسي".

بدوره، كرر ساعر موقف حزب الرافض إلى الانضمام لحكومة برئاسة نتنياهو، قائلا إن "موقف الحزب لم يتغير، وأن البدائل لتشكيل الحكومة في نظره هي حكومة يمينية بقيادة مرشح آخر غير نتنياهو، أو تشكيل وحدة وطنية تكافؤية، وهي مقترحات أفضل من التوجه لانتخابات خامسة".

وأضاف ساعر "ليس من الصواب تغيير نظام الحكم في منتصف الإجراءات البرلمانية الجارية". وقال عن الانتخابات المباشرة لرئيس الحكومة "هذا مشابه لتغيير قواعد اللعبة خلال المباراة".

اقرأ/ي أيضًا | لبيد يلتقي النائبين عودة وطيبي وعباس لا يستبعد دعم بينيت