في أعقاب الهزيمة التي تعرض لها حزب الليكود في جلسة الهيئة العامة للكنيست في وقت سابق، الإثنين، بدأ المسؤولون في الحزب يرون باحتمال خسارة السلطة، إمكانية ملموسة وواقعية، لتتعالى أصوات من داخل الليكود تطالب زعيمه، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بإعادة التفويض بتشكيل الحكومة إلى الرئيس الإسرائيلي، في ظل انسداد المفاوضات الائتلافية وخسارة الأغلبية في اللجنة المنظمة للكنيست، بهدف "مباغتة" المعسكر الآخر.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وفي تصريحات صدرت عن رئيس كتلة الليكود البرلمانية، ميكي زوهر، خلال الاجتماع الأول للجنة المنظمة للكنيست، قال إنه "بدأ يدرك أن الليكود في طريقه إلى مقاعد المعارضة، وأن نتنياهو في طريقه ليصبح رئيسا للمعارضة"، في حين ذكرت القناة 12 أن مسؤولين في الليكود توجهوا إلى نتنياهو وطالبوه بإعادة التفويض فورا، لمباغتة المعسكر المناوئ، وتعقيد مهمته في تشكيل الحكومة.

وقال زوهر "نحن نتفهم ونستوعب أن الأحزاب اليمينية في طريقها إلى المعارضة"، موضحًا للحاضرين أن زعيم المعارضة سيكون نتنياهو. وخاطب زوهر أعضاء أحزاب الكتلة المعارضة لنتنياهو وأعرب عن استغرابه من كيفية تمكنهم من تطبيق مبادئهم في حكومة يترأسها نفتالي بينيت، في ظل "الفجوات الأيديولوجية العميقة".

وفي هذه الأثناء، توجه مسؤولون في الليكود إلى نتنياهو وطالبوه بإعادة التفويض الذي منحه إياه الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، وذلك قبل أسبوعين من الموعد المحدد، في محاولة لمفاجأة المعسكر المناوئ، ونقل التفويض إليه في ظل عدم جهوزيته لتشكيل حكومة من الكتل المناوئة، معتبرين أن فرص نتنياهو في تشكيل الحكومة "معدومة"، والجهود يجب أن تتحول إلى "وضع عقبات أمام المعسكر الآخر".

في غضون ذلك، وفي مداولات اللجنة المنظمة للكنيست، فشل الليكود في تمرير اقتراحه بتعيين نواب لرئيس الكنيست، إذ أُسقط اقتراحه، حيث رشح الليكود نائب من "شاس" ونائب من "يش عتيد". في حين يسعى المعسكر المناوئ لتعيين 5 نواب لرئيس الكنيست، 3 من معسكرهم و2 من معسكر نتنياهو.

اقرأ/ي أيضًا | خيبة عبّاس من نتنياهو دفعته للبيد

وبعد التوصل إلى طريق مسدود في ظل عدم وجود تفاهمات بين الجانبين، تقرر تأجيل المناقشة من أجل التوصل إلى تفاهمات، الأمر الذي يعني تعطيل أعمال الكنيست إلى حين إقرار اللجنة المنظمة لسلسلة من القرارات، على رأسها تشكيلة نواب رئيس الكنيست، وتشكيلة اللجان الدائمة.

وفي وقت سابق، الإثنين، صادقت الهيئة العامة للكنيست، على مقترح حزب "يش عتيد" لتشكيل اللجنة المنظمة للكنيست وذلك بتأييد 60 عضو كنيست ومعارضة 51، وذلك بعد فشل نتنياهو، بحشد الدعم لمقترح الليكود، وإسقاط المقترح الذي قدمه، بمعارضة 60 عضو كنيست وتأييد 58.

ويتيح مشروع القانون للمعسكر المناوئ لنتنياهو تحديد تشكيل اللجنة المنظمة للكنيست ودعوة الهيئة العامة للانعقاد والشروع بالعملية التشريعية، وجاء ذلك رغم محاولات نتنياهو، للحصول على أغلبية تتيح له مواصلة السيطرة على النشاط البرلماني.

يذكر أن اللجنة المنظمة تعمل بموجب البند 2 أ من "قانون أساس: الكنيست"، وهي أول لجنة يتم تشكيلها بعد تنصيب الكنيست، وتتمثل مهمتها الرئيسية في ترتيب تشكيل جميع اللجان العاملة في الكنيست وفقًا لحجم الكتل المنتخبة؛ أي تحديد عدد ممثلي الكتل البرلمانية في كل لجنة من لجان الكنيست.

كما يوكل إلى اللجنة المنظمة جميع مهام لجنة الكنيست إلى أن يتم تشكيلها، والتي تشمل تعيين نواب لرئيس الكنيست، وتحديد المواضيع الأساسية التي ستطرح لمداولات الكنيست وتحديد الأنشطة البرلمانية، وتعنى بطلب الكتل في ما يتعلق بانقسام الكتل البرلمانية، كما تعنى اللجنة بتشكيل لجان مؤقتة مثل اللجنة المالية ولجنة الشؤون الخارجية والأمن إلى أن يتم تشكيل اللجان الدائمة.