أكد المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت، أن تعيين الوزير أوفير أكونيس، وزيرا للقضاء "باطل وغير قانوني"، وذلك بعد أن صوتت الحكومة الإسرائيلية، اليوم، الثلاثاء، لصالح التعيين، وأكد مندلبليت أن الاتفاق الائتلافي الذي تشكلت بموجبه الحكومة يحظر التصويت على قرار دون موافقة رئيس الحكومة البديل ورئيس حزب "كاحول لافان"، بني غانتس.

وتنظر المحكمة العليا في امتناع الحكومة الإسرائيلية عن تعيين وزير للقضاء، في ختام اجتماع صاخب للحكومة. وقررت المحكمة، أول من أمس، أن تسلم الحكومة ردها بشأن تعيين وزير للقضاء حتى الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وبعد انتهاء جلسة الحكومة، بعث المستشار القضائي للحكومة، رسالة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو وغانتس، كتب فيها أن "الحكومة تصرفت عن علم وعن قصد بشكل غير قانوني"، وأوضح أن تعيين أكونيس وزيرا للقضاء باطل وأنه لن يتولى المنصب بشكل رسمي.

أوفير أكونيس (المكتب الإعلامي للكنيست)

وانتقد مندلبليت في رسالته منعه من الحق في التعبير عن رأيه في ما يتعلق بالتوصيت الاقتراح في الوقت الفعلي. وشدد على أن "هناك خللا إداريا خطيرا للغاية يتمثل في عدم إعطائي الفرصة لتقديم رأيي القانوني بشأن عدم شرعية التصويت لتعيين الوزير أكونيس".

مندلبليت يطالب بتعيين فوري ونتنياهو يطلب التأجيل

وفي رسالة إلى المحكمة العليا، رأي مندلبليت أن "هناك ضرورة قانونية تستوجب تعيينا فوريا لوزير القضاء"، وأضاف أنه "لا مناص من إصدار العليا أمرا محددا ومباشرا للحكومة يلزمها بشغل منصب وزير القضاء".

من جانبه، طلب نتنياهو من مندلبليت، بعد انتهاء جلسة صاخبة للحكومة شهدت التصويت لصالح تعيين أكونيس، مطالبة المحكمة العليا، بإمهاله 48 ساعة إضافية لمحاولة التوصل إلى اتفاق بين الأطراف لتعيين وزير القضاء.

ورفضت العليا الإسرائيليا طلبا بنقل جلستها المتعلقة بهذا الشأن، والتي انطلقت في تمام الساعة السادسة من مساء اليوم، على الهواء مباشرة، بحجة "ضيق الوقت للاستعداد لهذا الإجراء".

من جانبه، أكد غانتس في رسالة إلى العليا أنه "موقفي القاطع وموقف كتلة ‘كاحول لافان‘ هو أنه يجب تعيين وزير قضاء على الفور.

وشدد غانتس في رسالته على أن جلسة الحكومة اليوم كانت "انتهاكًا واضحًا لسيادة القانون من منطلق الرغبة في خلق فوضى حكومية. هدف رئيس الحكومة (نتنياهو) هو تقويض ثقة الجمهور في القضاء، من أجل إعداد الرأي العام في حال تمت إدانته (بقضايا فساد خطيرة)".

فوضى في الحكومة

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تخلل اجتماع الحكومة صراخ، بعد أن شدد رئيس حزب "كاحول لافان" ووزير الأمن، غانتس، أن وزير القضاء يجب أن يكون من كتلة حزبه، بموجب الاتفاق الائتلافي، فيما عارض رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزراء الليكود ذلك.

ورفضت الحكومة تعيين غانتس وزيرا للقضاء، خلال تصويت، واقترح نتنياهو التصويت على تعيين أكونيس، من الليكود، وزيرا للقضاء، لكن المستشار القضائي، أفيحاي مندلبليت، رفض ذلك. وأعلن وزراء "كاحول لافان" أنهم لن يشاركوا في التصويت وأنه غير قانوني.

وأفاد موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني بأن مندلبليت صرخ على نتنياهو قائلا "لا تفكروا للحظة بالتصويت على تعيين أكونيس"، وطالب سكرتير الحكومة بأن يعمل بموجب القانون، وقال بعد أن صادقت الحكومة على تعيين أكونيس إن هذا التعيين غير قانوني.

وقال نتنياهو لمندلبليت بعد إلغائه التصويت على تعيين أكونيس، إن "لا أحد يفهمك"، ورد مندلبليت قائلا إن "المحكمة العليا ستفهمني، لا تقلق".

وقال نتنياهو خلال الاجتماع إنه "من اللائق تعيين وزير قضاء من قبل الحكومة التي ستتشكل في الأيام القريبة، وتعيين وزير قضاء الآن هو أمر اصطناعي. وهذا فُرض بسبب مشكلة المعتقلين" في إشارة إلى أن وزير القضاء يجب أن يقرر بتطعيم الأسرى والمساجين بلقاح مضاد لفيروس كورونا.

اقرأ/ي أيضًا | حيوت تقترح تعيين وزير قضاء خلال 48 ساعة

ورد غانتس بالقول لنتنياهو إنه "يوجد هنا تساذج مطلق. ينص الاتفاق على أن يكون وزير القضاء من كتلة كاحول لافان. وأنا مرشح هذه الكتلة لوزارة القضاء. وإذا أردتم بحث الأمر بعد يومين، لا توجد مشكلة، لكن لن يتخذ قرار آخر سواء كان هذا مريحا لك أو لا. ووزارة القضاء هي وزارة هامة. وحقيقة أنه لا يوجد وزير قضاء منذ شهر هو خلل، وأنت تتحمل المسؤولية لأنك لم تسمح بتعيين وزير".

وخلال الجلسة، أوضح المستشار القانوني للحكومة، أفيحاي مندلبليت، أن سبب نظر المحكمة العليا في تعيين وزير قضاء هو أنه "يتضح وجود خطر بسبب حجم التطعيمات لدى المعتقلين، ويوجد خطر انتشار للفيروس. والآن يتم إحضار معتقلين (للمحاكم) وغالبيتهم لم يتلقوا التطعيم، ويوجد خطر انتشار الفيروس".

بدوره، قال وزير الأمن الداخلي، أمير أوحانا، من الليكود، إن "الاتفاق الائتلافي انتهى وكان خلال الكنيست الـ23 (أي الدورة السابقة)".

ولاحقا قال غانتس إنه "سئمت تنكيلكم. درست إمكانية التأجيل لكني تراجعت عن ذلك ولن تكون هناك تسوية". وطالب غانتس التصويت على تعيين وزير قضاء فورا.

وقدم نتنياهو ردا للمحكمة في إطار التماس يطالبه بعيين وزراء، وخاصة وزير قضاء، وقال فيه إنه يتعهد بأن تبحث الحكومة بذلك حتى اليوم، لكنه لم يتعهد باتخاذ قرار.

لبيد: لا احتمال أن يطبق نتنياهو أي اتفاق يوقع عليه

وعقب رئيس حزب "ييش عتيد"، يائير لبيد، على مجرى الأحداث في الحكومة، بالقول إن "أي أحد فكّر ولو للحظة بالتوقيع على اتفاق ما مع نتنياهو، تلقى تذكيرا بأنه لا يوجد أي احتمال لأن يطبق نتنياهو الملقى عليه في أي اتفاق".

وأضاف لبيد أنه "إذا كان أحد ما يعتقد أن نتنياهو يجب أن يجلس إلى طاولة الحكومة، تلقى اليوم تذكيرا بأنه أصبح ملزما بالرحيل".

وتابع لبيد أن "الاستخفاف الفظ بسلطة القانون وبأي اتفاق يوقع نتنياهو عليه.. الكذب كأسلوب حياة، تفجر كل هذا اليوم حول تعيين وزير القضاء. وهو بكل بساطة لا يستطيع ألا يخدع".

وقال رئيس جزب "تيكفا حداشا"، غدعون ساعر، الذي لن يتمكن نتنياهو من تشكيل حكومة بدونه، إن "القصة الملحمية حول تعيين وزير للقضاء التي وصلت ذروتها الآن في اجتماع الحكومة المهووسة هي دليل آخر على الحاجة الماسة لتغيير الحكم".