هاجم رؤساء الأحزاب الحريدية، خلال اجتماع مشترك لكتلتي شاس و"يهدوت هتوراة" في الكنيست اليوم، الثلاثاء، رئيس حزب "يمينا"، نفتالي بينيت، الذي يتوقع أن يصبح رئيسا للحكومة الإسرائيلية الجديدة بالتناوب مع رئيس حزب "ييش عتيد"، يائير لبيد، في حال حصلت على تأييد أغلبية لتنصيبها يوم الأحد المقبل.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وحمّل رؤساء الأحزاب الحريدية بينيت، الذي ينتمي إلى الصهيونية الدينية اليمينية، ورئيس حزب "تيكفا حداشا"، غدعون ساعر، المنشق عن حزب الليكود، مسؤولية الفشل في تشكيل حكومة يمينية، يشكلها رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو. ويتوقع أن يبقى الحريديون في صفوف المعارضة، بحال تشكيل حكومة بينيت – لبيد، على خلفية الخصومة التي تصل حد العداء بين الحريديين وأحزاب في الحكومة الجديدة، بينها "ييش عتيد" و"يسرائيل بيتينو"، برئاسة أفيغدور ليبرمان، وميرتس.

وقال رئيس "يهدوت هتوراة" ووزير الصحة، يعقوب ليتسمان، مخاطبا بينيت إنه "لا ينبغي أن تخفي القلنسوة، وبإمكانك أن تزيلها، مثل شريكك وصديقك يائير لبيد".

وأضاف ليتسمان أن "ما نراه أمام أعيننا هو حكومة يسار متطرفة فقدت الطريق والقيم والضمير. والصبغة اليهودية كلها في الدولة في خطر. وتراث إسرائيل والقيم الدينية وأسس اليهودية ألقي في سلة المهملات. وجرى خرق التهوّد، أبناء الييشيفوت (معاهد تدريس التوراة)، عالم التوراة، السبت المقدس، الحائط المبكى، الاعتراف بالتيار اليهودي الإصلاحي (الذي لا يعترف اليهود الأرثوذكس بيهوديته)، كل هذا انتقل إلى أيدي كارهي الدين، ليبرمان وبينيت ولبيد".

وتابع ليتسمان أنه "عندما أبرم بينيت حلف أخوة مع لبيد (بعد انتخابات العام 2013)، قال إنه ’أخطأت وهذا لن يتكرر’. وصدقناه. ونرى اليوم أي قيمة توجد لتعهداته وأقواله. وليس فقط أننا لا نصدقه بعد اليوم، وإنما ندرك أنه في المرة الماضية أيضا كان هذا مخطط وليس خطأ. وسنذهب إلى المعارضة لفخر كبير وبرأس مرفوع. وسنسقط هذه الحكومة الشريرة، مثلما أفشلنا الحكومة السابقة التي شكلها بينيت ولبيد".

ويشير ليتسمان بذلك إلى انضمام حزبي بينيت ولبيد إلى حكومة نتنياهو، بعد انتخابات العام 2013، واشترطا حينها انضمامهما بعدم ضم الأحزاب الحريدية إلى الحكومة. وخلال ولاية تلك الحكومة، سعى لبيد وبينيت إلى تعديل قانون التجنيد الإلزامي للجيش، بحيث يلزم الشبان الحريديين بهذه الخدمة. ويخشى الحريديون الآن استئناف تشريع قانون كهذا وتقليص الميزانيات لليشيفوت والمؤسسات الحريدية، إضافة إلى فقدانهم القوة السياسية التي حصلوا عليها كشركاء في حكومة نتنياهو.

وقال رئيس كتلة "يهدوت هتوراة"، موشيه غفني، إنه "أتوجه إلى ناخبي يمينا والصهيونية الدينية – نددوا وقاطعوا وانبذوا هؤلاء الأشخاص من داخلكم، وألا تكون لديكم شراكة مع هذه الثلة، ولا تقفوا في الطابور عندهم والتوسل كي تكونوا حاخام مدينة أو حي. لا تعملوا لديهم، لا تتوجهوا إليهم، فلينصرفوا من أمام أعيننا. إنهم قورح وطائفته" في إشارة إلى شخصية توراتية عارضت قيادة النبي موسى.

بدوره، قال رئيس شاس، أرييه درعي، إنه "بعد كشف الاتفاقات الائتلافية أمس، اتضح أنه حدث أمر. دولة إسرائيل تغير وجهها وطبيعتها وهويتها. ولا يدور الحديث عن فصل الدين عن السياسة فقط، وإنما عن اقتلاع الدين من الدولة. وتحت رعاية الذين يضعون القلنسوة الذين تعمي المناصب عيونهم، هم يسيرون نحو تحقيق أحلام ميرتس وميراف ميخائيلي من حزب العمل، والإصلاحيين، ولبيد وليبرمان سوية أيضا".

وأضاف درعي أن "الحكومة برئاسة بينيت ستهدم وتدمر كل ما حافظنا عليه معا طوال 73 عاما، وحتى في أصعب الأوقات، على طبيعة وهوية يهودية للدولة والتي تسمح لنا بالعيش معا. وستدمر الحكومة برئاسة بينيت السبت المقدس، التهود، الحاخامية الرئيسية والكوشير (الحلال وفق الشريعة اليهودية)، والأخطر من ذلك أنه ستمزق شعب إسرائيل إربا وتضطره إلى العودة للعيش كما في الشتات".

ودعا درعي "قادة الجمهور الديني القومي، الحاخامات ورؤساء الييشيفوت، الأشخاص النزيهين الذين صوتوا ليمينا في الانتخابات الأخيرة، أرفعوا صوتكم، دعونا نعمل ونصارع سوية ضد تشكيل هذه الحكومة الشريرة وبذلك نحافظ على القيم المقدسة لشعب إسرائيل كله".

بينيت: الشمس ستشرق في الصباح

ورد بينيت لاحقا على أقوال رؤساء الأحزاب الحريدية، وقال إن "أعضاء الكنيست الحريديين لن يعلمونا ما هي اليهودية وبالتأكيد ليس ما هي الصهيونية. وكرئيس للحكومة، سأهتم بالجمهور الحريدي وعالم التوراة. ليس ثمة ما تقلقون منه. بالعكس، أظهرت السنة الأخيرة أنه أنتم الذين تدفعون الثمن، بحياتكم، وبسبب ثقافة سياسية من الإهمال وتفضيل المقربين وتخليد المشاكل".

واضاف أنه "أسفت جدا لسماع التعابير القاسية التي استخدمها أعضاء الكنيست غفني ودرعي وليتسمان. وهذه تعابير لا تضيف احتراما إليهم وتعكس فقدان التعقل. وقبل سنة فقط، عندما تشكلت حكومة الوحدة الحالية، بقي يمينا خارجها، وجلس الحريديون فيها. ولم تروني أدعوا غفني إلى إزالة القنسوة. وكانت الحكومة، ولم نكن جزءا منها، والشمس أشرقت في الصباح".