مبادرة في إسرائيل للتجسس على أميركيين مناهضين للحرب على غزة
بحث الوزير الإسرائيلي، عَميحاي شيكلي، الذي يتولى "وزارة الشتات ومكافحة العداء للسامية"، مع مدير عام شركة التجسس الإسرائيلية الخاصة "بلاك كْيوب"، دان زورلا، في إمكانية إطلاق حملة تجسس، لا يتم نسبها لإسرائيل، ضد منظمة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" (SJP)، التي تقود الاحتجاجات ضد إسرائيل في الجامعات الأميركية وكندية منذ نشوب الحرب على غزة.
وادعت المتحدثة باسم الوزارة أن "بلاك كيوب" هي التي بادرت إلى طرح موضوع التجسس على المنظمة الأميركية المناهضة للحرب على غزة، وأن الوزارة رفضت الاقتراح، بينما شركة التجسس قالت إن الوزارة هي التي بادرت إلى طرح التجسس على مواطنين أميركيين، وأن "بلاك كيوب" رفضت، تحسبا من تورطها مع السلطات الأميركية والمس بإمكانية أن تعمل في الولايات المتحدة، حسبما ذكرت صحيفة "ذي ماركر" اليوم، الأربعاء.
والتقى شيكلي مع زورلا في بيت خاص في هرتسيليا، في نهاية حزيران/يونيو الماضي، بهدف البحث في تفاصيل خطة التجسس. وحضر اللقاء مدير عام الوزارة، أفي كوهين سكالي، والجنرال المتقاعد غيورا آيلاند، بصفته رئيس اللجنة الاستشارية لشركة "بلاك كيوب".
وحذر دبلوماسيون إسرائيليون سابقون من أن استخدام شركة تجسس خاصة ضد منظمة يتركز نشاطها في الولايات المتحدة ومعظم نشطيها مواطنين أميركيين من شأنه أن يعتبر استهداف للسيادة الأميركية، ومن شأن أنشطة كهذه أن تمس بعلاقات إسرائيل مع الإدارة الأميركية وبصورة إسرائيل لدى الجمهور الأميركي.
يشار إلى أن اسم "بلاك كيوب" ارتبط بعدة فضائح في السنوات الماضية، إحداها تنفيذ عمليات تجسس لصالح المنتج الهوليوودي، هارفي فاينشطاين، الذي اشتكت حوالي 100 امرأة بأنه اعتدى عليهن جنسيا، وفضيحة أخرى تتعلق باختراق حواسيب مقربين من رئيسة سلطة مكافحة الفساد في رومانيا، في العام 2016، وأدين بسببها خمسة من موظفي الشركة وبضمنهم مؤسسها، زورلا، بتهم جنائية.
كذلك نُسب للشركة تنفيذ عمليات تجسس ضد ناشطي حقوق إنسان وصحافيين وقاض ومسؤول حكومي، بهدف دفع مصالح زبائنها.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي إسرائيلي رفيع عمل في الولايات المتحدة قوله إن "شركة مثل بلاك كيوب التي تعمل لصالح زبون خاص، لا ينبغي أن يكون إشكاليا بنظر الإدارة الأميركية. لكن عندما تستأجر حكومة أجنبية شركة تجسس كي تعمل في الولايات المتحدة، فهذا بات يصل إلى مجلات خرق السيادة الأميركية".
وقال السفير الإسرائيلي في واشنطن، إيتمار رابينوفيتش، للصحيفة إنه "عدا احتمالات الضرر في العلاقات مع الإدارة الأميركية، فإن نشاطا كالذي يصفه تقريركم بإمكانه أن يضر جدا بصورة إسرائيل، وتحويل منظمات خاضت معركة غير نزيهة ضد إسرائيل إلى ضحايا، وتصوير إسرائيل كدولة عدوانية وبلطجية في الرأي العام. وأفكار كهذه ليست بديلا للعمل الأساسي الذي تفشل إسرائيل فيه، وهو خوض معركة على الرأي العام في أوساط الشباب الأميركيين".
وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يوجد خلاف على أن حملة التجسس لم تخرج إلى حيز التنفيذ.