برنياع أبلغ الوسطاء: إسرائيل توافق على الانسحاب من محور فيلادلفيا في المرحلة الثانية للصفقة
أبلغ رئيس الموساد، دافيد برنياع، الوسطاء في مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، أن إسرائيل توافق على الانسحاب الكامل من محور فيلادلفيا في إطار المرحلة الثانية من الاتفاق المحتمل مع حركة حماس، وذلك خلافا للموقف العلني الذي يعرضه رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
جاء ذلك فيما قال مسؤول إسرائيلي رفيع، مساء الثلاثاء، إن التقديرات في تل أبيب تشير إلى أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، ستقدم مقترحا جديدا لصفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة لكل من إسرائيل وحركة حماس خلال نهاية الأسبوع الجاري.
وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن الولايات المتحدة ستؤكد للوسطاء على أن مقترحها الجديد سيكون "العرض الأخير" الذي تقدمه في إطار جهود الوساطة التي تبذلها بالتعاون مع قطر ومصر. ووفقا للتقديرات، فإنه "من غير المتوقع أن يحتوي المقترح الأميركي الجدي على تغييرات جوهرية مقارنة بالمقترح الأخير".
ونقلت مصادر مطلعة عن مسؤول في حركة حماس قوله إن واشنطن لوّحت بالانسحاب من مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين الحركة وإسرائيل، إذا لم يجر التوصل إلى اتفاق خلال أسبوعين.
وذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11")، مساء الثلاثاء، أنه خلافا للادعاءات التي عكف نتنياهو على استعراضها خلال اليومين الماضيين بشأن تمسكه بالسيطرة الإسرائيلية على محور فيلادلفيا، إلا أن إسرائيل أكدت للوسطاء أنها توافق على الانسحاب الكامل منه في المرحلة الثانية من الصفقة.
وأفادت القناة بأن مسؤولا إسرائيليا رفيعا أكد للوسطاء في الأيام الأخيرة أن إسرائيل توافق على الانسحاب من محور فيلادلفيا في المرحلة الثانية من الصفقة، وذلك "على الرغم من ادعاءات نتنياهو بأن السيطرة الإسرائيلية على محور فيلادلفيا ضرورة إستراتيجية ومسألة وجودية بالنسبة لإسرائيل".
وفي حين لم تسم هيئة البث الإسرائيلية، "المسؤول الرفيع" الذي أبلغ الوسطاء بالموقف الإسرائيلي بشأن محور فيلادلفيا، أكدت صحيفة "هآرتس" أن الحديث عن رئيس الموساد، برنياع، وأن ذلك جاء خلال "زيارته الطارئة" إلى الدوحة، الإثنين.
وبحسب "كان 11"، فإن "الولايات المتحدة، ومصر، وقطر تجري محادثات مكثفة في الأيام الأخيرة بهدف صياغة مقترح تسوية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى"، ورجحت أن يتم الإعلان عن المقترح بواسطة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بحلول يوم الجمعة المقبل.
وذكرت أن الزيارة التي أجراها رئيس الموساد إلى الدوحة، الإثنين، جاءت في هذا السياق، وأضافت أنه "من المحتمل أن تستمر المحادثات هناك في الأيام المقبلة" لحين وضع اللمسات الأخيرة على المقترح الأميركي الجديد.
ونقلت عن مصدر مطلع على المحادثات أن "الموقف الإسرائيلي يشمل التمسك بوجود الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا خلال المرحلة الأولى من الصفقة، بما يشمل تقليص حجم القوات، والانسحاب من المنطقة في المرحلة الثانية".
وبحسب "كان 11"، لم ينفِ مكتب رئيس الحكومة هذا التقرير، ولكنه أشار إلى أن "الكابينيت لم يُطلب منه حتى الآن مناقشة أي جزء من المرحلة الثانية من الصفقة".
"مؤتمر نتنياهو الصحافي يهدف إلى عرقلة الصفقة لأسباب سياسية"
بدروها، أكدت صحيفة "هآرتس" أن برنياع أبلغ الوسطاء أن إسرائيل توافق على الانسحاب من محور فيلادلفيا في المرحلة الثانية من الصفقة، وذلك قبل المؤتمر الصحافي الذي عقده نتنياهو بساعات للدفاع عن تمسكه بعدم الانسحاب من المنطقة الحدودية بين مصر وقطاع غزة.
وبحسب "هآرتس"، فإن برنياع، "الذي سافر بشكل عاجل إلى قطر الإثنين، أبلغ ممثلي الوسطاء بأن إسرائيل تلتزم بموافقتها على سحب جميع قواتها من محور فيلادلفيا وفقًا لمقترح بايدن، بشرط تلبية المتطلبات العملياتية التي ستحددها". وذكرت أن مكتب نتنياهو لم ينفِ ذلك، ولم يكرر مطلب نتنياهو بالبقاء طويل الأمد على طول المحور، وعلق بالقول إن الكابينيت سيناقش الموضوع لاحقًا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي مطلع أن "نتنياهو وافق منذ فترة طويلة على الانسحاب الكامل للجيش من محور فيلادلفيا والإخلاء الكامل للقوات". وأضاف: "كل ما حدث خلال اليومين الماضيين يشكل ضررًا كبيرًا للمفاوضات. المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس الحكومة كان يهدف إلى عرقلة الصفقة لأسباب سياسية. لو لم تظهر هذه المطالب فجأة، لكانت الصفقة قد أُبرمت منذ وقت طويل".
من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، اليوم الثلاثاء، "إننا ما زلنا نعمل على خطة للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين وإغاثة فورية للناس في غزة ووقف القتال".
وأضاف كيربي "لا أستطيع الكشف عن تفاصيل... والرئيس جو بايدن يشارك بنفسه في العمل مع فريقنا ومع العديد من قيادات العالم من أجل التوصل للاتفاق". وأكد كيربي أن بلاده تستمر "في التواصل مع الشركاء في قطر ومصر ونحاول إغلاق الفجوات".
وأشار كيربي، في مؤتمر صحافي، إلى أن "الرئيس بايدن يركز بالكامل على الوصول إلى صفقة وإطلاق سراح الرهائن وإعادتهم لعائلاتهم"؛ وقال إن الصفقة التي يعمل عليها بايدن حاليًا "توفر كميات غير عادية من المساعدات الإنسانية لغزة".
وتابع "لن أتحدث عن موقف الولايات المتحدة المستقبلي حال عدم التوصل لاتفاق". ولفت كيربي إلى أن "صفقة وقف إطلاق النار التي قدمتها إسرائيل في أيار/ مايو الماضي تتضمن انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا".
واشنطن: إسرائيل وافقت على الانسحاب من محور فيلادلفيا
بدوره، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركي، ماثيو ميلر، مساء الثلاثاء، إلى الإسراع وإظهار المرونة بهدف إبرام اتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس؛ وقا للصحافيين "لا يزال هناك عشرات الرهائن في غزة ينتظرون التوصل إلى اتفاق يعيدهم إلى ديارهم. حان الوقت لإبرام هذا الاتفاق".
وأشار الى أنه "خلال الأيام المقبلة، ستواصل الولايات المتحدة التواصل مع شركائها في المنطقة بهدف الوصول الى اتفاق نهائي"، وذلك في إشارة الى قطر ومصر اللتين تقودان مع واشنطن منذ أشهر، جهود الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية الثلاثاء "نحن نعارض وجودا طويل الأمد لقوات من الجيش الإسرائيلي في غزة". وأوضح أن التسوية الأخيرة التي "قبلتها الحكومة الإسرائيلية"، تنص على "انسحاب" الجيش الإسرائيلي "من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، بما في ذلك محور فيلادلفيا".
وقال "الآن، هناك عدد من التفاصيل التي تتطلّب مفاوضات إضافية للتوصل إلى كيفية وفاء الطرفين بالتزاماتهما بموجب الاتفاق". وأكد ميلر أن "إنجاز اتفاق يتطلب من الطرفين إظهار مرونة. يجب على الطرفين البحث عن الأسباب التي تدفعهما إلى القول نعم عوضا عن تلك التي تدفعهما إلى قول لا".