نتنياهو يهدد حزب الله وغالانت يتوعد بمواصلة الهجمات على لبنان حتى إعادة سكان الشمال
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، إن إسرائيل "وجهت لحزب الله سلسلة من الضربات التي لم يتخيلها"، مهددا بأنه "إذا لم يفهم الحزب الرسالة، أعدكم بأنه سيفهمها"، فيما قال وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن إسرائيل ستواصل هجماتها المكثفة على لبنان إلى حين تحقيق الهدف المعلن للحكومة بـ"إعادة سكان الشمال إلى منازلهم"، وذلك على وقع تصعيد الهجمات الإسرائيلية في لبنان، وتوسيع نطاق استهدافات حزب الله لمواقع إسرائيلية.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وفي بيان مصور، شدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، بنبرة تهديد على أن حكومته "مصممة على إعادة مواطنينا في الشمال إلى منازلهم بأمان. لا يمكن لأي دولة أن تتسامح مع إطلاق النار على مواطنيها أو مدنها، ونحن، دولة إسرائيل، لن نقبل بذلك. سنبذل كل ما في وسعنا لاستعادة الأمن".
وجاءت تصريحات نتنياهو بعد ساعات من اضطرار "مئات الآلاف" من الإسرائيليين للاحتماء في الملاجئ، مع إطلاق حزب الله رشقات صاروخية استهدفت مناطق قريبة من مدينة حيفا. وهذا هو أبعد مدى تصله صواريخ الحزب منذ بدء التصعيد الراهن بين الطرفين في تشرين الأول/ أكتوبر، على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
بدوره، اعتبر غالانت أن حزب الله "بدأ يشعر ببعض قدرات الجيش الإسرائيلي"، وذلك في زيارة إجراها إلى مقرات هجومية لسلاح الجو الإسرائيلي، بحسب ما جاء في بيان صدر عن وزارة الأمن الإسرائيلية، وهدد غالانت أن جيش الاحتلال سيواصل هجماته على لبنان إلى حين إعادة سكان الشمال إلى منازلهم.
وجاء في البيان أن غالانت "قام صباح اليوم بجولة في مراكز القيادة والهجوم التابعة لسلاح الجو، واستمع إلى إحاطة من قائد السلاح، تومر بار ورئيس المقر، عومر تيشلر، "حول استعدادات القوات للدفاع والهجوم"، وذلك على وقع تصعيد الهجمات الإسرائيلية في بينان، وتوسيع نطاق استهدافات حزب الله لمواقع إسرائيلية.
ونقل البيان عن غالانت قوله: "جئت لأرى عن كثب نشاط سلاح الجو، النتائج مثيرة للإعجاب للغاية، سواء في الدفاع أو الهجوم، على جميع المستويات. بدأ حزب الله يشعر ببعض قدرات الجيش الإسرائيلي، وهناك شعور قوي جدًا لدى الحزب بأنه مطارد، ونحن نرى النتائج".
وتابع "ستستمر هذه التحركات حتى نصل إلى وضع يمكننا فيه إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان - هذا هو الهدف، وهذه هي المهمة، وسنستخدم كل ما يلزم لتحقيقها".
وفي وقت سابق اليوم، أعلن حزب الله استشهاد أحد عناصره في مواجهات مع إسرائيل بجنوب لبنان، ما يرفع حصيلة قتلاه إلى 502 منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. ونعى الحزب، في بيان، "علي محمد بنجك مواليد عام 1992 من بلدة الشعيتية في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيدا على طريق القدس".
وتصاعدت المواجهات بين حزب الله وإسرائيل حيث أعلن الحزب في سلسلة بيانات، الأحد، قصف مناطق واسعة في شمالي إسرائيل ومنطقة حيفا، بما في ذلك قاعدة رامات دافيد ومجمع رفائيل للصناعات العسكرية، قرب حيفا، بعشرات الصواريخ من نوع الكاتيوشا و"فادي 1" و"فادي 2" التي يستخدمها لأول مرة.
بدوره، يشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية عنيفة ومكثفة على مناطق واسعة في جنوبي لبنان والبقاع زادت حدتها خلال الساعات الماضية، وأعلن رصد إطلاق نحو 150 صاروخا ومسيرة على مواقع إسرائيلية خلال الليلة الماضية وصباح اليوم، وقال إن دفاعاته الجوية اعترضت معظمها، في ظل حالة الاستنفار والقيود التي فرضتها الجبهة الداخلية على شمال البلاد.
وخلال الأسبوع الماضي، تصاعدت المواجهات بين حزب الله وإسرائيل عقب تفجيرات لأجهزة اتصالات بأنحاء لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء ما أوقع 37 قتيلا وأكثر من 3 آلاف و250 جريحا، إلى جانب غارة جوية استهدفت الجمعة، الضاحية الجنوبية لبيروت خلفت 45 شهيدا بينهم أطفال ونساء والقيادي البارز في حزب الله إبراهيم عقيل.