تقرير: مساع أميركية فرنسية لوقف التصعيد بين إسرائيل وحزب الله
تعمل الولايات المتحدة وفرنسا على طرح مقترحات دبلوماسية مختلفة في محاولة لوقف التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، بحسب ما أوردت وسائل إسرائيلية، اليوم الأربعاء، في حين ذكرت وكالة "رويترز" أن واشنطن تقود جهودا جديدة تهدف للتوصل إلى تسوية تنهي التصعيد في لبنان وتتيح استئناف مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن دبولماسي غربي وصفقته بـ"المطلع" أنه "لم يتضح بعد مدى إمكانية نجاح هذه المبادرة في هذه المرحلة"؛ فيما أكد مسؤولون إسرائيليون كبار تحدثوا للقناة 13 الإسرائيلية أن "الولايات المتحدة وفرنسا تعملان على عدد من مبادرات وقف إطلاق النار"، مشددين على أنه "لا يوجد حاليا أي تقدم في هذه القضية".
وبحسب "يسرائيل هيوم"، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أبلغ الوزراء الأعضاء في الكابينيت الأمني والسياسي، بأنه "منح الضوء الأخضر لوزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، لإبلاغ الولايات المتحدة أن إسرائيل مستعدة لهدنة مؤقتة في لبنان لإجراء مفاوضات حول انسحاب حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني.
وذكرت الصحيفة أن التقديرات في تل أبيب تشير إلى أن "فرص نجاح هذه الجهود ضئيلة، لكن إسرائيل مستعدة للتوصل إلى اتفاق، ما يمنحها شرعية (لمواصلة العدوان المتصاعد الذي تشنه على لبنان) إذا ما رفض الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله" هذه المبادرة.
وأكدت "يديعوت أحرونوت" كذلك أن نتنياهو "أعطى الضوء الأخضر للمحادثات الجارية مع الأميركيين، بمشاركة الوزير ديرمر"، وأوضحت أن المقترح الأميركي يتضمن "وقفًا مؤقتًا للهجمات في لبنان بهدف التفاوض على وقف إطلاق النار". وأضافت أن "تل أبيب تجري في الوقت نفسه مشاورات لتحديد المسار الذي ستسلكه إسرائيل في المرحلة المقبلة من الصراع". ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله: "نحن نقترب من لحظة اتخاذ القرارات الحاسمة بشأن مسار الحرب".
وأفاد مصدر مقرب من نتنياهو، في إحاطة لوسائل إعلام إسرائيلية، بأنه "لا يوجد مفاوضات" حاليا بشأن لبنان، وأضاف أن "الخط الأحمر لرئيس الحكومة هو إبعاد حزب الله إلى شمال الليطاني". وذكرت "يسرائيل هيوم" أن نتنياهو شدد خلال مشاورات أمنية مع أجراها مع عدد من الوزراء أن "المفاوضات ستكون فقط تحت النار؛ سنواصل ضرب حزب الله بقوة النيران".
من جانبها، شددت القناة 13 نقلا عن مصادرها، أنه في هذه المرحلة، "لا يوجد موافقة من جانب إسرائيل" على المقترح الأميركي الفرنسي الذي يتضمن "وقف إطلاق النار على الجبهة المشالية لفترة زمنية لإتاحة الفرصة للتفاوض على تسوية سياسية" محتملة. وأشارت القناة إلى الاجتماع الذي يعقده الكابينيت في وقت لاحق مساء اليوم، لمناقشة التطورات الأمنية والسياسية، وذلك قبل مغادرة نتنياهو إلى نيويورك لإلقاء خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ووفقا للتقارير الإسرائيلية، فإن "المساعي الأميركية الفرنسية تهدف إلى خلق فرصة لتسوية سياسية تمنع اتساع رقعة الحرب، وتهيئ الظروف لعودة سكان البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود مع لبنان إلى منازلهم، وقد تساعد في إحياء الجهود للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حماس".
وفي تصريحات صدرت عنه مساء اليوم، في بيان مصور صدر عن مكتبه، قال نتنياهو: "لا أستطيع أن أفصل كل ما نقوم به، ولكن يمكنني أن أخبركم شيئًا واحدًا: نحن عازمون على إعادة سكاننا في الشمال إلى منازلهم بأمان". وتابع "نحن نوجه ضربات لحزب الله لم يتخيلها. نحن نفعل ذلك بقوة وحيلة. لن نرتاح حتى يعودوا إلى منازلهم".
وعلى صلة، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة أن "واشنطن تقود جهودا جديدة لإنهاء الأعمال العدائية في غزة ولبنان"، وذكرت أن "الاتفاق الذي تسعى إليه واشنطن قد يشمل إطلاق سراح أسرى من غزة"؛ كما نقلت الوكالة عن مسؤول لبناني قوله إن "حزب الله منفتح على أي تسوية بشأن غزة ولبنان".
واشنطن تربط بين الجبهات في جهودها الدبلوماسية
ونقلت الوكالة عن ستة مصادر وصفتها بـ"المطلعة" أن "الولايات المتحدة تقود مساعي دبلوماسية جديدة لإنهاء الأعمال القتالية في قطاع غزة ولبنان، وذلك ضمن مبادرة واحدة"، وذكر مسؤولان لبنانيان ودبلوماسيان غربيان ومصدر "مطلع على تفكير حزب الله" ومصدر آخر مطلع على المحادثات أنه "يجري وضع التفاصيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك".
وذكرت المصادر أن هذه ستكون المرة الأولى التي يجري فيها ربط الجبهتين ضمن جهود دبلوماسية أميركية. وقال مسؤول لبناني كبير والمصدر المطلع على تفكير حزب الله والمصدر المطلع على المحادثات إن "الاتفاق ربما يؤدي في نهاية المطاف إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في غزة".
وأضاف المسؤول اللبناني الثاني “إذا لم تجهزوا حزمة، فإن من المستحيل التوصل إلى اتفاق ولن تتوقف الحرب”. وذكر المسؤول اللبناني الكبير والمصدر المطلع على تفكير حزب الله لـ"رويترز" أن حزب الله "منفتح على كل التسويات التي تشمل غزة ولبنان".
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في وقت سابق اليوم، إن خطر التصعيد في الشرق الأوسط "شديد" وإن واشنطن وحلفاءها يعملون دون كلل لتجنب اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله؛ معتبرا أن "أفضل رد هو الدبلوماسية، وجهودنا المنسقة ضرورية لتجنب زيادة التصعيد".