تقرير: تحرك الجيش الإسرائيلي في سورية يهدف إلى توسيع الجبهة ضد حزب الله
يعكس التحرك العسكري الإسرائيلي في المنطقة الحدودية مع سورية وتوغلها داخل الجزء المحرر من الجولان، نيتها لتوسيع عملياتها البرية ضد حزب الله وتعزيز دفاعاتها؛ في خطوة تشير إلى احتمال استهداف حزب الله من مسافة أبعد نحو الشرق، بينما تعمل إسرائيل على تعزيز سيطرتها الأمنية على المنطقة لضمان حرية عملياتية عبر إنشاء منطقة آمنة تمكنها من مراقبة تحركات حزب الله ومنع اختراقات محتملة للمنطقة الحدودية وقطع طرق إمداد حزب الله وتوسيع الهجوم في لبنان.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وقالت مصادر أمنية ومحللون تحدثوا لوكالة "رويترز"، اليوم، إن الجيش الإسرائيلي أزال ألغاما أرضية وأقام حواجز جديدة على الحدود بين هضبة الجولان المحتلة وشريط منزوع السلاح على الحدود مع سورية. وذكرت المصادر أن هذه الخطوة تشير إلى أن إسرائيل ربما تسعى للمرة الأولى إلى إصابة أهداف لحزب الله من مسافة أبعد نحو الشرق على الحدود اللبنانية، بينما تنشئ منطقة آمنة تمكنها من القيام بحرية بعمليات مراقبة عسكرية لتحركات الحزب.
وأكدت مصادر تحدثت إلى "رويترز" أن إسرائيل تحرك السياج الفاصل بين المنطقة المنزوعة السلاح نحو الجانب السوري وتنفذ أعمال حفر لإقامة المزيد من التحصينات في المنطقة. ومن بين المصادر جندي في جيش النظام السوري متمركز في جنوب سورية، بالإضافة إلى مسؤول أمني لبناني ومسؤول بقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل).
وقد يؤدي عمل عسكري يتضمن شن غارات من الجولان الذي تحتله إسرائيل وربما من المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصلها عن الأراضي السورية، إلى توسيع العدوان الإسرائيلي على لبنان؛ ومن خلال توسيع جبهتها في الشرق، تستطيع إسرائيل أن تشدد قبضتها على طرق إمداد حزب الله بالأسلحة والتي يمر بعضها عبر سورية.
وقال الباحث في مركز "حرمون" الذي يتخذ من إسطنبول مقرا له، نوار شعبان، إن العمليات في الجولان تبدو وكأنها محاولة للإعداد لهجوم أوسع في لبنان.وأضاف "كل ما يحدث في سورية يهدف إلى خدمة إستراتيجية إسرائيل في لبنان- ضرب طرق الإمداد والمستودعات والأشخاص المرتبطين بخطوط الإمداد لحزب الله".
وقال ضابط مخابرات في جيش النظام السوري وجندي في جيش النظام متمركز في جنوب سورية بالإضافة إلى ثلاثة مصادر أمنية لبنانية رفيعة المستوى تحدثوا جميعهم إلى "رويترز"، إن إزالة الألغام وغيرها من الأعمال الهندسية التي تقوم بها إسرائيل تسارعت خلال الأسابيع الماضية.
وفي تطور ميداني جديد، أفادت تقارير سورية، أمس الإثنين، بأن الجيش الإسرائيلي شرع بعملية توغل بري في الأراضي السورية بالقرب من قرية كودنا، الواقعة في القطاع الجنوبي لمحافظة القنيطرة، وذلك بهدف "إنشاء طريق ترابي وسياج أمني جديد يمتد من منطقة حضر شمالي القنيطرة وحتى القطاع الجنوبي".
ووفقا لتلفزيون "سوريا" الذي يبث من إسطنبول، دخلت الدبابات والآليات الإسرائيلية ظهر أمس، الأحد، إلى قرية العشة، المجاورة لبلدة الرفيد في جنوبي القنيطرة، حيث أقامت قوات الاحتلال "دشمًا وسواتر ترابية". ولتوسيع نطاق سيطرتها، لجأت تلك القوات إلى تجريف الأحراج واقتلاع الأشجار المثمرة في البلدتين.
وأكد شهود عيان في الجولان السوري المحتل تحدثوا مؤخرا لـ"عرب 48" أن قوات وآليات الاحتلال شرعت خلال الأسابيع الأخيرة بالعمل على "شق طريق وحفر خندق" في المنطقة الحدودية في الجزء المحرر من الجولان، وتنفيذ عمليات هندسية في المنطقة المحاذية للسياج الحدودي.