وصف وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، الاتفاق المحتمل مع لبنان لوقف إطلاق النار بأنه "خطأ كبير وإخفاق تاريخي"، وذلك في ظل التقارير الإسرائيلية عن إحراز تقدم في المحادثات التي تقودها إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وقال بن غفير إن "الاتفاق مع لبنان هو خطأ كبير، وفرصة ضائعة للقضاء على حزب الله. أفهم كافة الضغوط والمبررات، لكن لا يزال الحديث هنا عن خطأ فادح. يجب الاستماع إلى رأي القادة المقاتلين في الميدان ورؤساء السلطات المحلية".

وتابع "بالذات في هذه المرحلة، بينما يعاني حزب الله ويتطلع إلى وقف إطلاق النار، لا ينبغي التوقف. وكما حذرت من قبل في غزة، أحذر الآن: سيدي رئيس الحكومة، لم يفت الأوان بعد لوقف هذا الاتفاق! علينا المضي حتى تحقيق النصر الكامل!".

ورغم هذه الانتقادات التي وجهها بن غفير للاتفاق المحتمل لوقف العدوان المتصاعد على لبنان، إلا أنه لم يهدد بالانسحاب من الحكومة الأمر الذي اعتاد على فعله في الماضي كلما تحدثت تقارير عن إحراز تقدم في المفاوضات المتعلقة في قطاع غزة.

وذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وافق على مقترح أميركي لوقف إطلاق النار مع لبنان؛ في حين ذكرت القناة 13 أن الوسيط الأميركي، عاموس هوكشتاين، هدد بالانسحاب من المفاوضات إذا لم يحصل على رد سريع من إسرائيل.

ورغم هذه التطورات، ذكرت قناة "13" الإسرائيلية أن الموافقة الإسرائيلية على الاتفاق لا تزال مشروطة بتعديلات لم يتم التوافق عليها بعد، مع تلويح تل أبيب باستعدادها للتصعيد العسكري وزيادة حدة القتال في الأيام المقبلة في حال فشل المحادثات.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11")، فإن إسرائيل منحت الوسيط الأميركي، هوكشتاين، ضوءا أخضر للمضي قدمًا نحو توقيع الاتفاق خلال مشاورات أمنية محدودة أجراها نتنياهو مع عدد من الوزراء، أمس الأحد.

وخلال المداولات، أبدى نتنياهو موافقته المبدئية على الاتفاق، وفي هذه المرحلة، يدرس كيفية شرحه وتسويقه للإسرائيليين، وأفادت الإذاعة العامة الإسرائيلية ("كان - ريشيت بيت") أن التقديرات في تل أبيب تشير إلى أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق نهائي خلال الأسبوع الجاري.

وأشارت "كان 11" إلى أن إسرائيل حصلت على ضمانات أميركية بحرية التحرك العسكري على الحدود اللبنانية-السورية لمنع نقل أسلحة من سورية إلى حزب الله حال انتهاك الاتفاق، في ظل قلق متزايد من تهريب أسلحة إلى "حزب الله".

وبحسب القناة، فإن أحد القضايا التي لم يتم حلها بعد هي المشاركة الفرنسية في مراقبة الاتفاق، وهو مطلب لبناني قوبل برفض إسرائيلي على خلفية قرار فرنسا احترام قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو ووزير الأمن السابق، يوآف غالانت.

وخلال لقاء نتنياهو مع الوسيط الأميركي، هوكشتاين، يوم الخميس الماضي، تم إطلاعه على القرار الفرنسي بـ"احترام قرار المحكمة"، مما أثار غضب تل أبيب التي قررت أن فرنسا لن تلعب دورًا مركزيًا في الآلية التي يتم بحثها في إطار مباحثات بشأن لبنان بمواقبة الاتفاق.

وفي سياق متصل، يصل نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، دانيال شابيرو، إلى تل أبيب لبحث الاتفاق مع وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، ومسؤولين في الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية والتوصل إلى تفاهمات حول النقاط العالقة.