أعربت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن قلقها من احتمال انهيار وقف إطلاق النار الهش في لبنان، في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة والمتواصلة للاتفاق عبر استهداف ومهاجمة مواقع في لبنان، وفقًا لما نقله موقع "أكسيوس" عن مسؤولين في البيت الأبيض.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وذكر التقرير أن الإدارة الأميركية قلقة من احتمال انهيار وقف إطلاق النار في لبنان، في ظل الهجمات الإسرائيلية المتواصلة في لبنان، وتعتقد أن انهياره قد يدفع إسرائيل إلى توسيع عملياتها البرية في الجنوب اللبناني، مما يهدد بتصعيد الحرب في المنطقة.

وفي العلن، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، اليوم الإثنين، إن الضربات "المتفرقة" التي حدثت في الأيام الماضية كانت متوقعة. وأضاف: "شهدنا انخفاضًا كبيرًا في العنف. آلية المراقبة تعمل بشكل جيد، ووقف إطلاق النار ما زال قائماً بشكل عام".

رغم ذلك، أعربت الإدارة الأميركية سرًا عن قلقها للجانب الإسرائيلي، حيث وصف مسؤول أميركي رفيع سلوك إسرائيل بأنه "لعبة خطيرة". وقال مسؤولون أميركيون إن المبعوث الأميركي، عاموس هوكشتاين، أعرب للإسرائيليين عن قلقه من الضربات المستمرة في لبنان.

وشدد هوكشتاين على ضرورة إتاحة المجال لآلية مراقبة وقف إطلاق النار للعمل. فيما أقر مسؤول إسرائيلي بأن الوضع الحالي قد يؤدي إلى انهيار الاتفاق، بحسب "أكسيوس"، واعتبر أن الرد سيكون مرتبطًا بتصرفات حزب الله المقبلة.

تقرير: إسرائيل ولبنان يؤكدان التزامهما بوقف إطلاق النار رغم الخروقات المتكررة

وفي وقت لاحق الإثنين، أكدت إسرائيل ولبنان للبيت الأبيض، أنهما ملتزمتين باتفاق وقف إطلاق النار ويرغبان في استمراره، رغم الخروقات الإسرائيلية المتكررة للاتفاق، بحسب ما نقل موقع "واللا" عن مصادر مطلعة.

ونقل التقرير عن مسؤول إسرائيلي ومصدر آخر وصفه بـ"المطلع"، أن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، اجتمع مع مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، الإثنين، في البيت الأبيض، وأكد أن إسرائيل ترغب في الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار.

وبحسب التقرير، قال سوليفان لديرمر إن "لإسرائيل الحق، بموجب القانون الدولي، في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات المباشرة والفورية من لبنان"، وفقًا لما ذكره المصدر المطلع على تفاصيل الاجتماع.

كما أجرى هوكشتاين محادثات مع مسؤولين لبنانيين وإسرائيليين، حيث أكدوا له التزامهم بوقف إطلاق النار؛ ووفقا للمصدرأبلغ هوكشتاين المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين بضرورة إبلاغ آلية مراقبة وقف إطلاق النار التي تقودها الولايات المتحدة عن أي انتهاكات، ليتم التعامل معها.

وفي وقت سابق اليوم، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عبر موقعها الإلكتروني "واينت" أن الولايات المتحدة حذرت إسرائيل منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، بأنها تقوم بخرق بنوده بواسطة هوكشتاين الذي لعب دورًا أساسيا في المفاوضات التي أفضت للاتفاق.

ونقلت الصحيفة عن "مسؤولين مطلعين" أن "هناك انتهاكات إسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، أبرزها عودة الطائرات المسيرة بشكل مرئي ومسموع إلى سماء بيروت". وذكر المسؤولون أنفسهم أنه "حتى يستمر وقف إطلاق النار نحتاج إلى ضبط النفس من كافة الأطراف".

وعلى صلة، أبلغ وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، في وقت سابق اليوم، نظيره الإسرائيلي، غدعون ساعر، بضرورة التزام كل الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وفق ما أعلنت الوزارة الفرنسية.

وأوضحت أن بارو أكد لساعر في اتصال هاتفي "الحاجة ليحترم كل الأطراف اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان"، بعدما نفذت إسرائيل سلسلة غارات جوية منذ بدء سريان الاتفاق، الأربعاء الماضي.

وبحسب هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11")، فإن إسرائيل لا تأبه بـ"المخاوف" الأميركية والفرنسية وانتقادات واشنطن وباريس للخروقات الإسرائيلية المتواصلة للاتفاق في لبنان، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي تلقى توجيهات بالرد الفوري على "أي انتهاك" للاتفاق.

بدوره، أعلن حزب الله، مساء الإثنين، أنه شنّ هجوما على موقع عسكري إسرائيلي في منطقة حدودية، للمرة الأولى منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، ردا على الخروقات الإسرائيلية.

وقال الحزب في بيان "على إثر الخروقات المتكرّرة التي يبادر إليها العدو الإسرائيلي لاتفاق وقف الأعمال العدائية (...) نفّذت المقاومة الإسلامية مساء اليوم الإثنين ردّا دفاعيا أوليا تحذيريا مستهدفة موقع رويسات العلم التابع لجيش العدو الإسرائيلي في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة".

وفي أعقاب هجوم حزب الله، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن إطلاق حزب الله النار على موقع للجيش الإسرائيلي في مرتفعات كفرشوبا اللبنانية المحتلة يشكل "خرقًا خطيرًا لوقف إطلاق النار"، مشددا على أن إسرائيل "سترد بقوة على هذا الهجوم".

وأضاف نتنياهو، في بيان مقتضب صدر عن مكتبه، أن "إسرائيل عازمة على الاستمرار في فرض اتفاق وقف إطلاق النار، والرد على أي خرق من جانب حزب الله، سواء كان بسيطا أو خطيرًا".

من جانبه، قال وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن تل أبيب "ستتصدى بقوة لأي خرق لوقف إطلاق النار من جانب حزب الله"، مشيرًا إلى أن الرد على إطلاق الصواريخ الأخير من الحزب تجاه موقع للجيش الإسرائيلي سيكون "قاسيًا". وأضاف: "ما كان لن يتكرر".