تقرير: استعدادات الموساد لاغتيال هنية استغرقت وقتا طويلا
ادعى تقرير إسرائيلي أن وثائق عُثر عليها في أنفاق في قطاع غزة في بداية الحرب أظهرت أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس حينها، إسماعيل هنية، كان ضالعا في التخطيط لهجوم "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر، وأنه في أعقاب ذلك أصبح على رأس قائمة الاغتيالات الإسرائيلية.
وذكر التقرير، الذي نشرته القناة 12 اليوم، الأحد، أن استعدادات الموساد لاغتيال هنية استغرقت وقتا طويلا، جرى خلاله مراقبة تحركات وتنقلات هنية ورصد مكان إقامته في منشأة تابعة لحرس الثورة الإيرانية وتخضع لحراسة مشددة للغاية، في العاصمة الإيرانية طهران.
ونقل التقرير عن رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، تَمير هايمان، قوله إن هنية كان "شخصية رمزية، شخصية عامة وسياسية. وخلال جولات القتال السابقة كان يتم تدمير منزله، لكن اللذين كانا في مهداف دولة إسرائيل هما الشخصيتان العسكريتان، يحيى السنوار ومحمد الضيف".
وحسب محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رونين بيرغمان، فإنه "تعالى بشكل واضح في الوثائق وجود تنسيق عسكري عميق بين حماس في غزة وبين إسماعيل هنية" الذي كان يقيم خارج القطاع، "وهذا الرجل شارك بشكل فعال في عمليات حماس عموما، وفي الاستعدادات لـ7 أكتوبر خصوصا".
وأضاف بيرغمان أنه بعد وقت قصير من "طوفان الأقصى"، صادقت لجنة رؤساء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية على قائمة طويلة من الأهداف للاغتيال، وكان هنية في إحدى المرتبات الأولى فيها.
وكان هنية يقطن حينها في الدوحة، ورصدت الاستخبارات الإسرائيلية أنه اعتاد على السفر إلى إسطنبول وموسكو وطهران، وتقرر اغتياله في العاصمة الإيرانية، لأن اغتياله في العاصمتين الأخريين سيؤدي إلى توتر شديد بين إسرائيل وبين الرئيسين التركي، رجب طيب إردوغان، والروسي فلاديمير بوتين.
وحسب بيرغمان، فإنه تم رصد إقامة هنية في منشأة الحرس الثورة الإيرانية مرات كثيرة، كما تم رصد إقامته في غرفة معينة في المنشأة، "وزرع الموساد فيها عبوة ناسفة كبيرة"، التي جرى تفجيرها حوالي الساعة 01:30، في 31 تموز/يوليو الماضي.
وهرع إلى مكان الانفجار طاقم طبي في المنشأة، وكذلك نائب هنية، خليل الحية، حسب بيرغمان. واعتبر الباحث في الشؤون الإيرانية في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، بيني سابتي، أن "العناصر هناك كانوا في حالة خوف وهلع، وقائد فيلق القدس، إسماعيل قآني، اختفى لثلاثة أسابيع. لم يره أحد. وإذا قآني كان خائفا، فهذا كأن النظام كلّه خائف".
وأشار التقرير إلى أن السؤال الذي يقلق القيادة الإيرانية حتى الآن هو من تعاون مع الموساد من أجل تنفيذ الاغتيال. وحسب بيرغمان، فإنه "ثمة ثلاث مجموعات. مواطنون إيرانيون يسكنون في المنطقة، عناصر الحرس الثوري، وعناصر حماس. وعلى الأرجح أن الإيرانيين وحماس يبحثون عن المتعاونين. ففي نهاية الأمر، كان هناك قنبلة في الغرفة، وأدخلها شخص ما، وشخص آخر أرشده، وشخص أحضره".
وأضاف هايمان أن "عملية بهذا الحجم يتعين أن تنفذها شبكة كاملة من القدرات العملياتية. وعلى ما يبدو أنه ضالع في هذا الأمر خائنون لوطنهم أو خائنون لمهمتهم وتعاونوا كي يسمحوا بحدوث هذا الأمر".
حماس تنفي: عملية الاغتيال تمت بصاروخ موجه استهدف هاتف هنية
ومن جانبها، نفت حركة حماس "جملة الأكاذيب التي بثها الاحتلال الصهيوني اليوم بخصوص ما ادعى أنها تفاصيل عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد القائد إسماعيل هنية، والذي قال إنها تمت بواسطة قنبلة مزروعة في غرفته داخل مقر الضيافة الإيراني الرسمي الذي تواجد به في العاصمة الإيرانية طهران خلال زيارته الرسمية للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان".
وأشارت إلى أن "التحقيقات التي قامت بها عبر اللجنة المشتركة بين أجهزة الأمن الخاصة بها وأجهزة الأمن الإيرانية خلصت إلى أن عملية الاغتيال تمت بواسطة صاروخ موجه يزن 7 كيلو ونصف من المتفجرات استهدف مباشر الهاتف المحمول الخاص بالشهيد".
وذكرت أن "ما قاله الاحتلال وبثه اليوم هو مجرد محاولة يائسة لإبعاد الأنظار عن الجريمة المركبة التي تمت بانتهاك سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بصاروخ استهدف أحد المقار الرسمية فيها".